نقطة حبر

حب العمل

العمل نعمة عظيمة لا يعي قيمتها إلا القليل من الناس، أو من يفتقدها لأي سبب كان، وقد يُلاحظ من البعض التذمر المستمر من ضغوط العمل ومن الصعوبات التي تواجههم، أو قلّة المميزات في أعمالهم، لكن مهما كانت التحديات أو الصعوبات التي يواجهها المرء في عمله فعليه أن يتحملها فهي بالتأكيد مؤقتة، ولا تلبث إلّا أن تزول، فيكتسب الإنسان منها الخبرة والجَلَد والقدرة على تحمل المزيد من الأعباء الوظيفية وتجاوز ضغوط العمل المختلفة.

•العمل هو الذكرى الدائمة للإنسان في الدنيا.. ويستحق به الجزاء الأوفى في الآخرة.

والإنسان الذي يشغل نفسه بالعمل يتناسى همومه وآلامه، وتزول عنه الوساوس، ويزول عنه الاكتئاب، وينطلق للحياة مندفعاً بآمال جديدة وأهدافٍ يتطلع لتحقيقها، ويبني العلاقات الاجتماعية والمهارات الإنسانية للتعامل مع الناس، فالعمل سنة الله في الأرض وأمره الإلهي لإعمارها وخدمة البشر، وهو عطاء إنساني مستمر لأجيال متتابعة، تُعمّر به الأوطان وتُبنى به الحضارات.

والعمل هو الذكرى الدائمة للإنسان في الدنيا، ويستحق به الجزاء الأوفى في الآخرة، فالأعمال تُخلّد ذكرى أصحابها، وإتقان العمل أمر يحبه الله ويحثنا على إجادته، ويقضي المرء جُلّ عمره في العمل، فإذا قسمنا عُمرنا إلى قسمين: قسم لحياتنا الاجتماعية، وقسم للراحة.. فالقسم الأكبر سيكون للعمل اليومي.. وهو القسم الأهم الذي نقضيه بكامل طاقاتنا.

ومن الجميل أن نسعد بأعمالنا وبما نقدمه فيها، وأن نحبها، ولا نكتفي فقط بالممارسة اليومية الروتينية للعمل، ففي حب العمل ترجمة لسعادتنا وإقبالنا على الحياة.ومن أروع صور حُبّ العمل، تعليم الناس وإعانتهم على العمل، فمن الجميل أن يستمتع المرء بكل لحظة من حياته وبكل عمل يقوم به، ومن الأجمل أن يتخذ المرء من التعليم منهجاً لعمله اليومي، خصوصاً أننا بالتعليم نعد أجيالاً جديدة لمستقبل أفضل.

والمعلم، بتفانيه وإخلاصه في عمله، هو القدوة الأولى والنموذج الأول لأبنائنا في بناء شخصية عمال الغد وبناة المستقبل، وفي غرس المبادئ الاحترافية والمهنية للعمل، ومنه يتعلمون معنى إتقان العمل والإخلاص فيه.. وكل فرد منا في عمله هو معلم، يستطيع أن ينقل خبراته لغيره ويطور من مهاراتهم ومعارفهم واضعاً نصب عينيه تعليم وتأهيل غيره لضمان استمرارية الارتقاء بجودة العمل.

فليكن حب الوطن دافعاً لكل منا، وبه سيزداد حب العمل في نفوسنا يوماً بعد يوم، لينشر السعادة في نفوسنا ونفوس من حولنا، ومن ثم ستزداد الرغبة لدى الجميع في العطاء والتميز والابتكار.

مديرة إدارة شؤون الطلبة في كلية التطوير التربوي

salnuaimi@ecae.ac.ae

تويتر