نقطة حبر

رمضان «الشهر المُعلم»

شهر رمضان المبارك شهر الخيرات والبركات، شهر الصيام والقيام، وشهر الأعمال الصالحة، وهو «الشهر المعلم» الذي تتوافر فيه فرص التعليم وتهذيب النفس، للكبير قبل الصغير، جاء هذا العام وأبناؤنا طلبة المرحلة الثانوية سيؤدون امتحاناتهم النهائية فيه بكل جد واجتهاد، بإذن الله.

جاء رمضان المبارك هذا العام ونحن، ولله الحمد، في أحسن حال، ورغم درجات الحرارة العالية التي قد تدفع بعض أولياء الأمور إلى التردد في إرسال أبنائهم الصغار للالتحاق بالبرامج الصيفية في هذا العام، إلا أن بالإمكان أن تكون هناك بدائل مناسبة ونافعة لهم.

فيمكن أن تكون في كل منزل مدرسة يتعلم فيها أبناؤنا قيم هذا الشهر الفضيل، ويستفيدون من مآثره، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تقوم كل أسرة بعمل برنامج تعليمي خلال رمضان، يحتوي على فعاليات وأنشطة يومية ممتعة وقيّمة، تُنافس ما يجذب أبناءنا من مسابقات ومسلسلات قد تضيّع أوقاتهم، وتشوش أفكارهم، وتلهيهم عن الاستفادة من خيرات هذا الشهر الفضيل.

ويمكن أن يتضمن هذا البرنامج أشكالاً من أعمال الخير والأعمال التطوعية في أفضل مواسم الخير على الإطلاق، مثل صلة الأرحام، والمساعدة في إعداد إفطار الصائمين، وقد تتنوع أنشطته، حسب الفئات العمرية، وحسب الإمكانات المتوافرة، ويا حبذا أن تُخصص أوقات لقراءة القرآن، وتعلُّم السنّة، وقصص القرآن، وتشجيع أبنائنا على حفظه وتلاوته. ومن الجميل أن تشتمل هذه البرامج على تعلم العادات والتقاليد، وبعض الدروس الحياتية، كالتعامل مع الآخرين، والمهارات التي يستفيدون منها في حياتهم، كمهارات الاعتماد على النفس، والتدبير المنزلي، وطبخ بعض الوجبات البسيطة، وإصلاح بعض الأجهزة المنزلية، وغيرها. كما أن رحلة الذهاب إلى صلاة التراويح والقيام، تزيد من فرصة تحاورنا مع أبنائنا، فخلالها يمكن أن نناقش بعض العبر والقصص المذكورة في الآيات التي استمعنا إليها في الصلاة، ومناقشة مواقف الحياة المختلفة التي تسهم في بناء شخصياتهم، وتزيد من التقارب في وجهات النظر بينهم وبين آبائهم، وتعزز التقارب الفكري، وتسد الفجوة بين الأجيال، وتمنع تأثر الأبناء بالأفكار الغريـبة، التي قد تستغل قلة خبراتهم، واحتياجهم إلى الحوار واحترام أفكارهم، وحاجتهم إلى إجابات عن بعض التساؤلات التي تدور في خواطرهم.

مديرة إدارة شؤون الطلاب في كلية الإمارات للتطوير التربوي

تويتر