نقطة حبر

ترخيص الفعاليات التعليمية

من الرائع أن تتكاتف المؤسسات المجتمعية والثقافية لدعم مسيرة التعلّم والتعليم وتحفيز الإبداع والابتكار، ونشر ثقافة الحياة الصحية والنمط الحياتي السليم، ونشر الثقافة المجتمعية والعادات والتقاليد، عبر تنظيم الفعاليات المختلفة والاحتفاليات التي تحتوي على الكثير من الأنشطة الموجهة للأطفال الصغار وطلبة المدارس، بل إنه أكثر من الرائع، وهو بذرة لما طرحناه وذكرناه عند حديثنا عن التعليم الواقعي وأثره في تطوير العملية التعليمية.

ومثل هذه الأنشطة تحتاج إلى إشراف ومتابعة في التنفيذ لأنها في الغالب تكون مُعدّة ومنفذة، إمّا من قبل شركات تجارية همها الأول والأخير الربح وليس المحتوى، وما تحمله من رسائل تعليمية، وإمّا من قبل إدارة نشاط مجتمعي ليس لديها الدراية الكافية بإعداد هذا النوع من النشاطات. ولابد من وجود آلية ترخيص لها ومراجعة لما تحتويه من مواد علمية وأفكار ثقافية وأنشطة تعليمية لتقييم مدى جودتها وتناسبها مع احتياجات الفئات العمرية المستهدفة لكل نشاط، بحيث تكون هناك، مثلاً، تفرقة بين الفئات العمرية منعاً لحدوث أي مشكلات محتملة.

في إحدى الفعاليات الثقافية المهمة، لاحظ آباء أن هناك من يُروج لإحدى الرياضات المعروفة بالاسترخاء الذهني والجسدي، لكن لفت انتباههم أن العروض المقدمة لأطفالهم يتضمنها أفكار ومبادئ لا تمت لمبادئنا وعقيدتنا بصِلة، بل على العكس فقد وجدوا فيها تشويشاً لما يحمله عقل الطفل الصغير من المبادئ وعدم المراعاة لهويته وثقافته، وأبدى البعض استياءهم من عدم وجود المشرفين أثناء وجود طلبة المدارس في مثل تلك الفعاليات، وجعل الطلاب يتجوّلون من دون متابعة من أشخاص راشدين، يجعلهم فريسة سهلة لمثل هؤلاء المُروجين لتلك العقائد والأفكار، على الرغم من أنه ليس من حق أي شخص لمس طالب أو دعوته لممارسة نشاط أو رياضة أو الترويج لخدمة أو سلعة أثناء الدوام المدرسي من دون إبلاغ وأخذ موافقة ولي أمره.

ولابد من تقنين الفعاليات الموجّهة للأطفال ولطلبة المدارس، بحيث يتم ترخيصها من قبل مجالس التعليم والمناطق التعليمية لضمان تنظيم عالي المستوى للفعاليات، وتحقيق الأهداف المرجوة من تنظيمها، وأن يتم إيكال هذه المهمة لكوادر من المواطنين المؤهلين والأكفاء، الحريصين على الاستدامة الفكرية والثقافية للأجيال المقبلة.

مديرة إدارة شؤون الطلاب في كلية الإمارات للتطوير التربوي

تويتر