«المعرفة»: الآلية الجديدة تسهم في رفع مستوى المخرجات التعليمية للطلبة في المواد الأساسية

إخطارات التعيين تزيد المنافسة بين المدارس حول استقطاب المعلم المتميز

«الهيئة» تشترط الحصول على إخطار تعيين للمعلمين العاملين في مدارس دبي الخاصة. الإمارات اليوم

أفاد مديرو مدارس خاصة في دبي بأن «إلزام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، معلمي المواد الأساسية بالحصول على إخطارات تعيين، بعد اجتياز الاختبارات الشفوية والتحريرية، أوجد استقطاباً لمعلمي المواد الأساسية من المدارس ذات الدخول المرتفعة، ما أوقع المدارس ذات الدخول المتواضعة في مأزق توفير المعلم المتميز»، مشيرين إلى «تعمد مدارس إغراء المعلمين الذين نجحوا في الحصول على إخطار التعيين برواتب عالية».

وأكدت الهيئة أن 282 معلماً نجحوا في الحصول على إخطارات التعيين، خلال العام الدراسي الجاري، من أصل 986 معلماً رُشحوا للاختبارات في مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية.

شهور التعيين

قالت رئيس الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، جميلة سالم المهيري، إن هناك أربعة أشهر مخصصة لتعيين معلمي التربية الإسلامية واللغة العربية، هي أبريل ويونيو وسبتمبر ونوفمبر من كل عام، ما يسمح للمدارس بوضع خطة لتوظيف المعلمين الذين تحتاج إليهم.

وكشفت أن عدد المعلمين الذين حصلوا على إخطار تعيين من الهيئة خلال العام الماضي، والأشهر المنصرمة من العام الجاري، بلغ 282 معلماً من إجمالي 986 ترشحوا للحصول على الإخطارات في المادتين.

وقالت إن هناك 209 معلمي تربية إسلامية تقدموا للحصول على الإخطار، نجح منهم 62 معلماً، فيما تقدم 278 معلم لغة عربية للناطقين بها، نجح منهم 77 معلماً، وتقدم 499 معلم لغة عربية لغير الناطقين بها، نحج منهم 143 معلماً.

وذكر مدير مدرسة دبي الدولية، صلاح شرارة، أن «المدارس تشهد استقطاباً شديداً لمعلمي المادتين من مدارس ذات دخول مرتفعة، منذ أن اشترطت الهيئة حصولهم على إخطارات تعيين قبل مزاولة المهنة، الأمر الذي أثر سلباً في المدارس ذات الدخول المتواضعة»، وتابع أن المشكلة أن «الهيئة عمدت إلى تخصيص شهري سبتمبر وديسمبر لاختبار المعلمين، الأمر الذي لم يتح مجالاً لتوفير معلمين بدلاء في حال فشلهم في الحصول على الإخطار».

وطالبت مديرة مدرسة «جرين وود إنترناشونال»، رشيدة بدري، هيئة المعرفة بسن قوانين تلزم المعلمين الحاصلين على إخطارات التعيين لمصلحة مدرسة معينة، بضرورة العمل لديها عامين على الأقل قبل أن الانتقال إلى مدارس أخرى، «للحد من النتائج السلبية الناجمة عن عملية الاستقطاب، خصوصاً أنها تضع مدارس في مواقف حرجة»، مشيرة إلى قيام مدارس بالاتصال بمعلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية مباشرة، وتقديم عروض مغرية لهم، لامتلاكهم إخطار تعيين من الهيئة.

وذكرت بدري أن «هناك معلمين تركوا مدارسهم بعد أن جاءهم عرض يزيد على رواتبهم بـ500 درهم فقط، الأمر الذي يحتاج إلى حل يحد من هذه الظاهرة»، مضيفة أن «أغلب المعلمين المتقدمين بطلب الحصول على إخطار تعيين، ينجحون في اجتياز الاختبارات التحريرية، فيما يفشلون في اجتياز الاختبارات الشخصية»، مطالبة بتخصيص مواعيد مختلفة خلال العام لهذه الاختبارات.

وقالت مديرة مدرسة «العالم الجديد الخاصة»، محاسن يوسف، إن الأزمة طاردت مدرستها في فرع دبي، قبل أن تنتقل إلى فرع الشارقة، أخيراً، حيث «شهدت مدارس حالات استقطاب معلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية، ممن نجحوا في الحصول على إخطارات التعيين»، معتبرة أن «ذلك يمثل تعدياً صريحاً على المدارس متوسطة ومحدودة الدخل».

وطالبت الهيئة «بوضع حد لهذه السلوكيات، خصوصاً أنها تؤثر سلباً في سير العملية التدريسية في كثير من المدارس، وتضعف من تقييمها في هاتين المادتين».

وأكدت مديرة مدرسة «الأكاديمية الدولية الخاصة» في دبي، مرح قدورة، أن «إخطارات التعيين التي فرضتها الهيئة عززت من قيمة ووضع معلمي التربية العربية والإسلامية، وعرضتهم للاستقطاب من مدارس تعاني نقصاً في عددهم، أو من عدم تمكن معلميها من اجتياز الاختبارات للحصول على إخطار التعيين». وقالت إنه «يتعين على المدارس تحسين أوضاع معلمي هاتين المادتين، وإلا سيتركونها في أول فرصة تلوح لهم».

من جهتها، ذكرت رئيس الرقابة المدرسية في الهيئة، جميلة سالم المهيري، أن التعيين، والحصول على إخطار به، يشتملان على خطوات مختلفة تتضمن أربع مراحل رئيسة لتصفية المعلمين المرشحين ونقلهم إلى مرحلة التعيين النهائي.

وشرحت أنه «يشترك في هذه العملية كل من المدارس، والمرشحين أنفسهم، وخبراء تربويين من هيئة المعرفة، وموظفين متخصصين» مبينة أن «تقييم المعلمين يتضمن ثلاثة متطلبات رئيسة، هي المعرفة العلمية بمادة التدريس، والفهم التربوي، ومهارات التخطيط العملية للدروس».

وعن أبرز أهداف الهيئة من وراء إلزام المدارس بعدم تعيين معلمين دون الحصول على إخطار تعيين، قالت المهيري إن «على صعيد التعلّم والتحصيل والتقدم الدراسيين، وتشجيع المدارس على اتخاذ خطوات أكثر صرامة في توظيف واختيار المعلمين للمادتين، وتوفير فرصة تطوير غير مباشرة للمرشحين، إذ يحتاج هؤلاء إلى صقل مهارات التعليم لديهم، والتعمّق في دليل الرقابة المدرسية، تمهيداً لتعيينهم، كما تسهم في رفع مستوى وعي المدارس والمؤسسات التعليمية في المجتمع المحلي بضرورة إعداد أفضل المرشحين في المستقبل، والعمل بجدية على تأهيلهم لسوق العمل».

وتشترط هيئة المعرفة في المعلمين العاملين في مدارس دبي الخاصة، على اختلاف موادهم العلمية، الحصول على إخطار تعيين، من خلال التأكد من حصولهم على المؤهلات المطلوبة لتدريس المادة العلمية، بما يتوافق مع منهاج المدارس التي يعملون فيها.

وتطبق الهيئة آلية تعيين جديدة لمنسقي مواد التربية الإسلامية واللغة العربية، تتسق مع تلك المعتمدة في تعيين معلمي هذه المواد، ما يسهم في ضمان وجود كادر قيادي يتمتع بالمؤهلات المطلوبة، وبالمهارات اللازمة لضمان رفع مستوى التحصيل الدراسي في المادتين.

تويتر