نقطة حبر

تعليم الثقة بالنفس

كان الناس في ما مضى يحرصون على غرس الشجاعة والثقة بالنفس في نفوس الأبناء، وعلى تربية أطفالهم على سلوكيات المروءة ومهارات الفروسية وأخلاق الفرسان، فينشأ الأبناء نشأة سليمة لأن الثقة من أهم الصفات التي يكتسبها الإنسان منذ الصغر، ومن ثم ترافقه في كل أحواله ولآخر أيام العمر، ولا يمكن أن يحقق شيئاً في الحياة دون أن يتحلى بالثقة بنفسه وبالتفاؤل والأمل، والثقة بالنفس تمنح الإنسان ثقة بكل من حوله، فتتعزز لديه روح القيادة والإيجابية، وبالعكس فإن اهتزاز ثقته بنفسه يورثه الانطوائية والتردد والإحساس بالعجز وكراهية من حوله، ولذلك يُلاحظ أن التيارات المنحرفة تحرص على اختيار وكسب ودّ مريديها ممن اهتزت ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم ومن صغار السن، ثم تبدأ باحتوائهم عن طريق الملاطفة المصطنعة والمدح والمداهنة والتشجيع والهدايا وغيرها من الأساليب، وتنتقل بعد ذلك معهم إلى مرحلة غرس بذور الكراهية لمجتمعاتهم وعلمائهم وقادتهم، وبعد أن تتأكد من نجاحها في زعزعة ثقتهم بأوطانهم وبالرموز الوطنية تبدأ بنشر أفكارها الهدّامة في نفوس المُغرر بهم بكل سهولة ويسر، لأنها تعلم جيداً أن أقوى ما في الإنسان هو «ثقته بنفسه».

ومن واجبنا قطع الطريق أمام تلك الاتجاهات المشبوهة عن طريق إحاطة أطفالنا بالحنان والمشاعر الصادقة، وعدم تصيّد الأخطاء؛ لنعزز ثقتهم بأنفسهم.

فلابد من تشجيعهم على الاعتماد على النفس والانخراط في الأنشطة الرياضية التي تعزز ثقتهم بأنفسهم، خصوصاً رياضة الفروسية ومهارات الدفاع عن النفس والرماية والسباحة، وكذلك البرامج الثقافية الهادفة، والمشاركة في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم بما يتناسب مع قدراتهم الشخصية والمادية التي تمكنهم من تنفيذها، وإكسابهم مهارات الكلام وفنون الرد، ومتى يقولون «نعم» عن قناعة، ومتى يقولون «لا» عن قناعة وبأسلوب راق بعيداً عن الإساءة للآخرين، والتعبير عما يريدون بالطرق والأساليب المباشرة وغير المباشرة، وتوصيل الفكرة بإيجاز.

إن زراعة الثقة في نفوس أبنائنا هي فن لابد لكل من الآباء والكادر المدرسي أن يتقنه لحماية أبنائنا من الابتزاز وتسخيرهم بشكل غير سليم، وبذلك تزيد ثقتهم بأنفسهم وتتولد لديهم الرغبة في المشاركة والحوار، وتالياً يتطور مستواهم، فتعزيز الثقة بأنفسهم يدفعهم إلى إثبات قدراتهم وتفوقهم، فيتحقق لهم النجاح والتميز في التعليم وفي الحياة العملية والاجتماعية بإذن الله.

خبيرة في الشأن التعليمي

تويتر