نقطة حبر

التكريم وثقافة التميز

التكريم من أرقى الوسائل لتعزيز ثقافة التميز، ولضمان مسيرة الإبداع واستدامة التميز في المجتمع، وهو رسالة عرفان وتقدير محفزة للمتميزين، وفي الوقت نفسه دافع معزز للمتميزين ودعوة لغيرهم لبذل الجهود في سبيل التميز والإبداع. ومن الطبيعي أن يكون التكريم حليف المتميزين والمبدعين، وهو الذي ينبغي أن يبحث عنهم ويأتي إليهم وليس هم من يسعون إليه، ويجدر بنا البحث عن المتميزين الحقيقيين واحتواؤهم، لأن منهم من لا يتقدم لجوائز التميز لأسباب عدة، إما تواضعاً أو خشية من الظهور الإعلامي أو عدم الثقة والتخوف من ضياع حقه في الملكية الفكرية أو لأسباب خاصة، أو ربما يأس من اعتقادهم بصحة ما يقال: إن للجوائز «رجالها».

مجرد البحث عن المتميزين وترشيحهم من قبل آخرين أو من جهات عملهم يعد تكريماً خاصاً في حد ذاته.

وربما تحفظات البعض على شروط بعض الجوائز التي قد يرونها غير منصفة، فمثلاً لا يعقل أن يتقدم أحد المبدعين بأبحاث مهمة أفنى فيها زهرة عمره للحصول على جائزة زهيدة، ويفاجأ ببعض الشروط الكفيلة بوأد الإبداع في مهده، كشرط تنازله عن جميع الحقوق الأدبية لمصلحة الجائزة.

وكيف لنا أن نشجع الأعمال المتميزة التي تسهم في تطور البشرية واستدامة ازدهار ورخاء الشعوب ونحن نكبل هذا التكريم بمطالبة المبدعين بتحمل أعباء استيفاء ملفات التقدم للجائزة بالعديد من المصادقات والموافقات التي قد تثقل كاهل المبدعين.

إن مجرد البحث عن المتميزين وترشيحهم من قبل آخرين أو من جهات عملهم يعد تكريماً خاصاً في حد ذاته، ولفتة راقية تراعي ثقافة مجتمعنا، فتحفظ للمبدع المتميز ماء الوجه من الوقوف في الطوابير لدى الجهات الرسمية المختلفة لتلبية متطلبات ملف التقديم للجائزة، وقد يساعد على تفادي الآثار الناجمة عن احتكار البعض ممن تمرس على أساليب التقدم للجوائز المختلفة، والذين أصبحت لديهم الخبرة الكافية في طرائق عرض الأعمال التي لا تخطئ طريقها لحصد أي جائزة وفي أي مجال.

وهناك أمثلة رائدة في الدولة لمثل هذه الجوائز الباحثة عن المتميزين، وهذه النماذج المتطلعة لنشر ثقافة التميز هي ما نأمل أن تحذو حذوها بقية الجوائز والمبادرات الأخرى، لإتاحة الفرصة للجميع للتفرغ للإنتاج والإبداع الذي يتحقق بواسطته التميز، عوضاً عن مجرد البحث عن موطئ قدم على منصات التكريم.

خبيرة فس الشأن التعليمي

تويتر