ثقافة التميّز

التعليم من أهم الدعائم لنشر ثقافة التميز في المجتمعات، ولذلك نجد التميز دائماً حليفاً للمجتمعات التي تولي التعليم فيها بالاهتمام والتطوير، وتأصيل ثقافة التميز والإبداع في نفوس أبنائنا سيثمر جيلاً من الكفاءات الوطنية المبدعة والمتميزة التي ستجعل من الإمارات مركزاً له ثقله وأهميته في نشر ثقافة التميز.

ثقافة التميز هي ثقافة مجتمعية، ومنذ القدم كان كبار القوم يقدمون يد العون والرعاية للذين يبدون تميزهم العلمي والدراسي. ومازال داعمو التميز من الشخصيات الوطنية والمؤسسات المختلفة يتسابقون لدعم المتميزين دراسياً من خلال إشراقات متتالية لجوائز تربوية جديدة، يتنافس أصحابها لدعم التميز التعليمي والعلمي والمساهمة في نشر ثقافة التميز بين أبنائنا.

والطالب الذي ينشأ على يد معلم ومُربٍّ فاضل يدعوه ويوجهه لإتقان كل ما ينجزه سيكون شخصية متميزة في المجتمع لا يرضى إلا بالأفضل والأجود في عمله. ولإيجاد هذه الفئة من المعلمين المتميزين (دعاة التميز) كان لابد من الدعوة الرسمية والمجتمعية للتميز التربوي.

وحرصت القيادة في بلادنا على نشر ثقافة التميز في كل المجالات، وخصّت المجال التربوي والتعليمي، فكانت الدعوات التي تحث وتدعم التطوير في المجال التربوي وتدعو للتميز، ولكل ما يرتقي بالعملية التعليمية والتربوية. ومن أبرز هذه الدعوات مبادرات جوائز التميز التربوي التي بزغ نجمها مبكراً، في مقدمتها جائزة خليفة التربوية، وجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وجائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي، وجائزة الإمارات للأداء التربوي المتميز، وغيرها من الجوائز التي تجاوزت بإنجازاتها الإطار المحلي لتشمل النطاق العربي والعالمي.

ولما كان لتبادل الخبرات والمعارف في مجالات التميز عبر تنظيم المؤتمرات التي تعرض أفضل الممارسات والتجارب المتميزة دور مهم في دعم التميز في كل المجالات، ومنها التربوية، فتحت الدولة أبوابها لاستضافة النخبة من المتخصصين علمياً على المستوى العالمي، وسعت إلى تبني هذه المؤتمرات وتنظيم مؤتمرات دولية للتميز التربوي، ومن أحدثها ما تم أخيراً الإعلان عنه بعقد المؤتمر التعليمي الدولي الأول لجائزة خليفة، الذي يُّعد من أهم القنوات لنشر وتبادل الخبرات المتميزة بين صفوف التربويين.

خبيرة في شؤون التعليم