مدارس أرجعتها لكثرة الإجازات.. و«التربية» ترفض حذف أي جزء من المنهاج

طلبة قلقون من عدم اكتمال شرح مقررات الفصل الدراسي الأول

معلمون يحولون التمارين إلى واجبات منزلية لتسريع استكمال شرح المقرر. الإمارات اليوم

عبر طلبة في مدارس حكومية وخاصة تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم، عن قلقهم من عدم تمكن المعلمين من انهاء شرح مقررات الفصل الدراسي الأول بسبب كثرة الإجازات التي قللت عدد الأيام الفعلية للدراسة، فيما أرجعت مدارس عدم الانتهاء من المقررات إلى قصر عمر الفصل الدراسي الأول بسبب الإجازات الطويلة التي تخللته والغياب المتكرر للطلبة. وأكدت وزارة التربية والتعليم عدم حذف أي جزء من المنهاج، مشيرة إلى انها حددت المقررات بناء على الأيام الدراسية الفعلية.

ضغط الوقت

يؤكد معلمون أن الوقت المتبقي للفصل الأول كافٍ لإنجاز المنهج، ولكن ليس كما يجب، إذ يتم الشرح تحت ضغط الوقت، لتنفيذ خطة المدرسة.


أكثر من درس

أفاد طلبة بأن معلميهم اضطروا في بعض الأحيان إلى شرح أكثر من درس في الحصة الواحدة.

وتفصيلاً، أشار الطالب بالصف الـ11، محمد صالح، إلى ان الطلبة لم ينتهوا من أي منهاج دراسي حتى الآن، ومنذ عودة الدراسة عقب اجازة عيد الأضحى ووتيرة الشرح لدى المعلمين سريعة جداً، حتى يتمكنوا من انهاء المقررات قبل بدء الامتحانات، ما يؤثر في قدرة الاستيعاب لدى الطلبة.

وقال إنه «لا يوجد وقت في الحصة للسؤال والاستفسار، والمعلم همه الأول الانتهاء من جدول المقررات، ويلومنا بسبب الغياب والتهاون، ما يؤدي إلى الحاق الظلم بالطلبة الملتزمين، مشيراً إلى أن امتحانات صفوف النقل ستبدأ في السادس من ديسمبر المقبل، لكن الفترة الزمنية بين امتحانات طلبة الثانوية العامة، وامتحانات الصفوف الدراسية الاخرى لن يكون فيها أي دراسة وستتخللها اجازة اليوم الوطني وعطلة نهاية الأسبوع.

وأشار الطالب خالد سليمان، إلى أن مدرسته أمضت إجازة عيد الأضحى ثم انشغلت بتجهيزات الاحتفال بيوم العلم، وحالياً يتم التجهيز للاحتفالات باليوم الوطني، لافتاً إلى ثقته باستحالة الانتهاء من شرح المقررات الدراسية قبل بدء الامتحانات، فضلاً عن عدم وجود أي فرصة للمراجعة استعداداً للامتحانات، مطالباً بتدخل وزارة التربية والتعليم لتقليص مناهج الفصل الدراسي الأول.

فيما أكد طالب في الصف العاشر فضل عدم نشر اسمه، أن كثرة الإجازات أدت إلى عدم تمكن المعلمين من شرح المنهاج كاملاً للفصل الأول، إذ إن المنهاج يدخل كاملاً في الامتحانات، ما يؤدي إلى عدم استيعاب جميع الدروس وفهمها من قبل الطلبة وتأثر درجاتهم سلباً، مطالباً وزراة التربية والتعليم بحذف بعض المقررات.

من جانبهم، أرجع معلمون بمراحل تدريسية مختلفة، عدم كفاية الوقت للانتهاء من شرح المقررات الدراسية ومراجعتها داخل الصفوف، إلى كثافة المناهج وصعوبتها، والإجازات الطويلة والغياب المتكرر لطلبة، ما اثر سلباً في أداء المعلمين في شرح الدروس، واضطرهم إلى الاكتفاء بشرح معظم المنهاج من دون استخدام أي وسائل دعم خارجية، لافتين إلى انهم يحولون حالياً التمارين المدرسية إلى واجبات منزلية، للإسراع في استكمال شرح بقية المقرر، والانتهاء من المنهاج قبل بدء الامتحانات، محذرين الطلاب من الغياب في الأسبوع الأخير من الدراسة كما يحدث نهاية كل فصل.

وأكد معلم مادة الرياضيات، احمد شوقي، أن طول الإجازات التي تخللت الفصل الدراسي الاول أربكت الخريطة الزمنية التي وضعتها المدارس في بداية السنة الدراسية، إذ تم توزيع المقررات على عدد أيام اكبر من الأيام الفعلية حالياً، ما يجبر المعلمين حالياً على الانتهاء من شرح المنهاج بصورة اسرع ومن دون التوقف للنقاش والمراجعة.

فيما اوضح معلم اللغة العربية، حامد عبدالله، إلى أن الفصل الدراسي الاول معروف بقصر ايام الدراسة الفعلية فيه، حيث يستهلك معظم المدارس الأسبوع الاول في تنظيم الصفوف وإتمام عملية نقل الطلبة وتوزيع الكتب، وغيرها من الأمور الإدارية التنظيمية، ويكون بدء الدراسة فعلياً في الأسبوع الثاني أو نهاية الأسبوع الأول على احسن تقدير.

وقال إن «الدراسة رسمياً بدأت في 8 سبتمبر الماضي وامتحانات الثانوية في 26 نوفمبر الجاري، وهذا يعني أن الفصل الأول مدته 79 يوماً وبخصم عطلات نهاية الأسبوع وإجازة عيد الأضحى ورأس السنة الهجرية يتقلص عمر الفصل الأول إلى 53 يوماً، لافتاً إلى انها فعلياً لا تزيد على 45 يوماً بحساب غياب الطلبة قبل وبعد الإجازات والأمور التنظيمية في بداية الفصل الدراسي وغياب الأساتذة لظروف طارئة».

فيما اشارت مديرة مدرسة ثانوية خاصة، طلبت عدم ذكر اسمها، إلى أنها تلقت شكاوى من معلمات مواد الرياضيات والفيزياء، والكيمياء في المدرسة بخصوص عدم كفاية الوقت لإنجاز المقررات الدراسية، لأسباب عدة منها كثافة المناهج وصعوبتها، والإجازات الطويلة التي أثرت سلباً في أداء المعلمات في شرح الدروس، والغياب المستمر للطالبات قبل وبعد الإجازات، ما اضطرهن للاكتفاء بشرح الدروس من دون التوقف للمراجعة والايضاح، والتي تحتاج بدورها إلى وقت إضافي.

ولفتت إلى أن الوقت المتبقي للفصل الأول كافٍ لإنجاز المنهج، ولكن ليس كما يجب حيث يتم الشرح تحت ضغط الوقت، لتنفيذ خطة الشرح التي أعدتها المدرسة في بداية العام، ما يضطر المعلمين في بعض الاحيان إلى شرح أكثر من درس في الحصة الواحدة.

في المقابل، أكد وكيل وزارة التربية والتعليم، علي ميحد السويدي، أن الوزارة لا يوجد لديها أي نية لحذف دروس أو تقليص المنهاج، مشيراً إلى أن تحديد المنهاج يتم قبل بداية العام الدراسي بناء على عدد ايام الدراسة الفعلية.

وأوضح أن الوزارة درست جيداً المدة الزمنية لكل فصل دراسي قبل وضع المقررات الدراسية له، عازياً شكوى الطلاب إلى عدم قدرة بعض المدرسين على تطبيق الجدول الزمني المحدد للانتهاء من تدريس المواد، إضافة إلى تعمد طلاب الغياب المتكرر، على الرغم من تحذيرات الوزارة.

 

تويتر