يرفضون تسجيل أبنائهم.. و«أبوظبي للتعليم» يؤكد أن المقاعد المخفضة محدودة

ذوو طلبة: ‬100٪ زيادة رسوم المدارس البديلة للــفلل

صورة

أبلغ العشرات من ذوي طلبة في مدارس فلل تم إغلاقها مع نهاية العام الدراسي، «الإمارات اليوم» أن المدارس البديلة التي أعلن مجلس أبوظبي للتعليم عن توفيرها تتلاعب بهم، وتطالبهم بتسديد رسوم اختبار تحديد مستوى، غير قابلة للرد في حال رفض قبول الطالب، إضافة إلى أن رسومها الدراسية ضعف الرسوم التي كانت تتقاضاها المدارس السابقة، على الرغم من أن المجلس أكد لهم أن الرسوم ستكون مخفضة، وأن الزيادة لن تتجاوز ‬20٪، لكنهم اكتشفوا أن الزيادة تصل إلى ‬100٪.

في المقابل، أكد بيان صادر عن مجلس أبوظبي للتعليم، أنه اتفق مع المدارس البديلة على تخصيص مقاعد للطلبة المسجلين حالياً في مدارس الفلل، المقرر إغلاقها، مقابل رسوم دراسية مخفضة، وذلك بعد أن خصص المجلس لمصلحة تلك المدارس مباني مدرسية حكومية سابقة، لافتاً إلى أن «عدد تلك المقاعد محدود، وسيتم منحها حسب أسبقية تقديم الطلبات».

كما انتقدت الأسر تأخر مجلس أبوظبي للتعليم في الإعلان عن إغلاق مدارس الفلل، والانتظار حتى نهاية العام الدراسي لتغلق جميع المدارس أبوابها للتقديم والنقل، إضافة إلى السماح للمدارس التي أغلقت بتحصيل رسوم تسجيل من الطلبة للعام الدراسي المقبل، مشيرين إلى أنه تم تحديد ثلاث مدارس فقط لنقل طلبة ‬15 مدرسة تم إغلاقها إليها، ما أعطى الفرصة لهذه المدارس لفرض شروطها ورفع رسومها الدراسية.

‬3 مدارس

افتتاح ‬3 مدارس في سبتمبر المقبل

قال مجلس أبوظبي للتعليم في بيانه إنه، بغرض تسهيل الأمور على الأسر والطلبة، أبلغ ذوي الطلبة أن ثلاث مدارس خاصة جديدة ستفتح أبوابها في سبتمبر المقبل في جزيرة أبوظبي، وتقدم خدماتها التعليمية من خلال مبانٍ ومرافق مدرسية مصممة للأغراض التعليمية، وقد اتفق المجلس مع تلك المدارس على تخصيص مقاعد للطلبة المسجلين حالياً في مدارس الفلل المقرر إغلاقها مقابل رسوم دراسية مخفضة.

كان مجلس أبوظبي للتعليم أعلن الاسبوع الماضي عن إغلاق‬15 مدرسة من مدارس الفلل في إمارة أبوظبي حتى نهاية العام الدراسي المقبل، وذكر أن ثلاثاً منها ستواصل تقديم خدماتها التعليمية بعد الانتقال إلى مبانٍ مدرسية مصممة خصيصاً للأغراض التعليمية اعتباراً من العام الدراسي المقبل، إذ تلبي تلك المباني معايير الجودة والسلامة المعتمدة لدى المجلس، فيما سيتم إغلاق سبع مدارس نهائياً نهاية العام الدراسي الجاري، في حين سيتم إغلاق مدرستين تتبعان المنهاج الهندي في مارس ‬2014، أي مع نهاية العام الدراسي «الهندي» المقبل، إضافة إلى إغلاق ثلاث مدارس فلل أخرى بحلول نهاية العام الدراسي المقبل، وبعد إغلاق تلك المدارس لن يتبقى من مدارس الفلل في إمارة أبوظبي سوى ‬20 مدرسة فقط، وذلك مقارنة بعدد مدارس الفلل في عام ‬2009 الذي بلغ ‬72 مدرسة.

وتفصيلاً، قالت (أم كريم)، وهي والدة طالب في مدرسة القلعة التي تم إغلاقها إن ابني سينتقل العام الدراسي المقبل إلى الصف السابع، وفوجئنا بإغلاق المدرسة بعد أن سددنا رسوم التسجيل للعام الدراسي المقبل، وبعد ذلك حدد مجلس أبوظبي للتعليم ثلاث مدارس للانتقال إلى إحداها، وهي «مدرسة القمة الدولية، ومدرسة جيمس ونشستر، وانترناشونال كوميونيتي».

وأضافت «ذهبنا إلى مدرسة انترناشونال كوميونيتي، فأخبرونا بأنها تقبل طلبة من رياض الأطفال وحتى الصف السادس فقط، فتوجهنا إلى مدرسة القمة فطالبونا بـ‬250 درهماً استمارة تقديم، و‬500 درهم رسوم اختبار تحديد مستوى غير مستردة في حال رسوب الطالب، بعدها فوجئنا بأن الرسوم الدراسية ‬22 ألف درهم، من دون الكتب المدرسية والزي المدرسي وحافلة المدرسة، فيما تبلغ رسوم مدرسة جيمس ‬22 ألفاً، من ضمنها الكتب فقط، ما يعني أن الرسوم ستزيد على هذه المبالغ»، مشيرة إلى أن المدرسة السابقة كانت رسومها ‬15 ألف درهم شاملة كل شيء، ما يعني أن رسوم المدارس البديلة تزيد نسبتها ‬100٪ على مدارس الفلل.

وأشارت (أم كريم) إلى أنهم أخبروا المدارس بأنهم قادمون إليها بناءً على توجيهات مجلس أبوظبي للتعليم، وإعلانه أن الرسوم ستكون مخفضة، فأكدوا أن هذه هي أسعار التسجيل في المدرسة، ولا يمكن خفضها أو استثناء أحد.

وشددت على أن مئات الاسر الآن في ورطة، بسبب القرارات المفاجئة بإغلاق المدارس، وعدم إعلانهم قبل وقت كافٍ من نهاية العام الدراسي، حتى يتدبروا أمرهم ويبحثوا عن مدارس بديلة تلائم إمكاناتهم المالية، خصوصاً أن معظمهم لا يحصلون على بدل تعليم لأبنائهم، وهم من يتحملون الرسوم الدراسية بجانب بقية أعباء المعيشة.

ولفتت إلى أن «مدرسة القلعة التي تم إغلاقها أعطتهم خطابات للذهاب بها إلى المجلس، تؤكد أنهم لايزالون مسجلين بها، ولم يجدوا أماكن بديلة بالاسعار نفسها أو بأسعار قريبة من الرسوم الدراسية السابقة».

غير صحيح

وأيدتها أم لطالبين في الصفين الثاني والخامس (أم خالد)، مؤكدة عدم وجود أماكن لطلبة مدارس الفلل، وأن المدرسة التي تقبل بهم تتشرط وتبالغ في مطالبها المالية، مشيرة إلى أن إعلان المجلس عن توفير مقاعد دراسية بديلة برسوم مخفضة لطلبة مدارس الفلل التي أغلقت أمر غير صحيح.

وقالت إن «المدارس الثلاث التي حددها المجلس، أسعارها تزيد بما يقارب ضعف الرسوم التي كنا ندفعها، إذ ارتفعت بنسبة ‬100٪»، مشيرة إلى أنها كانت تدفع للطالبين ‬25 ألف درهم، والآن مطالبة بسداد ‬41 ألفاً، إضافة إلى ‬12 ألف درهم للكتب والزي وحافلة النقل المدرسي.

قرار عشوائي

وانتقد أب لثلاثة أبناء في مدرسة القلعة قرار الإغلاق، ووصفه بأنه «عشوائي ولم يراعِ ظروف ذوي الطلبة»، خصوصاً أنه صدر بعد نهاية العام الدراسي وانتهاء المدارس من قبول طلبة جدد.

وقال «لدي ثلاثة أبناء يدرسون في رياض الاطفال، والصف الرابع، والصف السابع، والرسوم الدراسية التي كنا ندفعها تراوح بين ‬12 و‬15 ألف درهم، شاملة الزي والكتب والمواصلات، والآن أنا مطالب بدفع ‬25 ألف درهم لكل طالب»، مشيراً إلى أن المدارس الثلاث التي حددها المجلس رسومها مرتفعة، وتصل نسبة الزيادة في بعضها إلى ‬100٪.

وأضاف «ذهبنا إلى المجلس للشكوى من ارتفاع رسوم الدراسة، فأخبرونا بأن المدارس ملزمة بالتخفيض، خصوصاً أنها حصلت من المجلس مقابل ذلك على مباني مدارس حكومية سابقة بأسعار رمزية»، مشيراً إلى أن المدارس أخبرتهم بأن هذه الرسوم بعد التخفيض.

وأكد (أبوسهيل) أن عشرات الأسر رفضت تسجل أبنائها حتى الآن، نظراً لعدم مقدرتهم على تحمل الرسوم المبالغ فيها، وأن أكثر من ‬50 أسرة تتحرك سوياً للبحث عن مقاعد بديلة لأبنائها، ولم تجد حلاً.

التواصل مع المجلس

وأوضح مجلس أبوظبي للتعليم في البيان الصحافي الذي أصدره الأسبوع الماضي، عقب إعلانه عن إغلاق ‬15 مدرسة من مدارس الفلل في إمارة أبوظبي، أنه أرسل خطابات إلى ذوي الطلبة المسجلين في مدارس الفلل عن طريق إدارات تلك المدارس، وتم إخطارهم بشأن مسألة إغلاقها، كما طلب المجلس من ذوي الطلبة المبادرة إلى التواصل مع مدارس أبنائهم في أقرب وقت ممكن، والحصول على الوثائق اللازمة لنقلهم إلى مدارس خاصة أخرى، وسداد أية رسوم متبقية.

وذكر المجلس أنه خصص لمصلحة المدارس البديلة الثلاث التي بدأت في قبول طلبة مدارس الفلل مباني مدرسية حكومية سابقة، علماً بأن عدد تلك المقاعد محدود، وسيتم منحها حسب أسبقية تقديم الطلبات، داعياً ذوي الطلبة إلى المبادرة بتسجيل أبنائهم بتلك المدارس في أقرب وقت ممكن، للاستفادة من خاصية الرسوم المخفضة في كل من «مدرسة انترناشيونال كوميونيتي فرع‬1، وجيمس ونشستر، ومدرسة القمة الدولية».

وتضمنت الخطابات أيضاً معلومات حول المدرستين الخاصتين اللتين ستفتحان أبوابهما للمرة الأولى في سبتمبر المقبل، لتقديم المنهاج الوطني الإنجليزي، وهما مدرسة جيمس كامبريدج الدولية، وتقع في منطقة بني ياس، ومدرسة الضيافة الخاصة، وتقع في مدينة محمد بن زايد، علماً بأن مبانيهما مصممة خصيصاً للأغراض التعليمية، وتلبي المعايير التي وضعها المجلس في هذا الشأن.

تويتر