«التربية»: طلبة يهجرون المدارس الخاصة إلى الحكومية

كشف وكيل وزارة التربية والتعليم، علي ميحد السويدي، عن حدوث هجرة طلابية، من مدارس التعليم الخاص بمختلف مناهجها، على مستوى الدولة، إلى المدارس الحكومية، مشيراً إلى «عزوف كثير من ذوي الطلبة عن إلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة، لاعتبارات تتعلق بالهوية الوطنية».

وذكر السويدي لـ«الإمارات اليوم»، أسباباً عدة وراء انتقال الطلبة من التعليم الخاص إلى الحكومي، منها أن ذوي طلبة اكتشفوا، أخيراً، ضعف مستوى أبنائهم في مواد أساسية، مثل اللغة العربية، والتربية الإسلامية، والعلوم الاجتماعية، خصوصاً بعد وصولهم إلى مراحل دراسية متقدمة في مدارس التعليم الخاص، التي تقدم مناهج تختلف عن طبيعة المجتمع المحلي، الأمر الذي زاد من مخاوفهم من تأثير ذلك في هويتهم الوطنية.

وتابع: «من الأسباب أيضاَ ارتفاع كلفة التعليم الخاص، بصورة مبالغ فيها على مستوى الدولة، في حين لا يستطيع كثير من الأسر دفع تلك المبالغ الطائلة، خصوصاً من لديهم عدد من الأولاد، إذ تصل الرسوم إلى ‬40 ألف درهم للسنة الدراسية الواحدة في بعض المدارس، فضلاً عن وجود قوائم انتظار طويلة في تلك المدارس، تدفع ذوي الطلبة إلى حجز مقاعد لأبنائهم في المدارس الحكومية.

وأشار السويدي إلى أن أبرز ملامح تلك الهجرة تظهر جلياً في مرحلة رياض الأطفال الحكومية، إذ تشير الإحصاءات إلى وجود نحو ‬15 ألف طالب وطالبة على قوائم الانتظار بها، ما يظهر حجم الإقبال المتزايد الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة.

وأكد السويدي أن وزارة التربية وضعت خططاً واستراتيجيات مستقبلية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة في رياض الأطفال، والمدارس الحكومية، لتلبية الاحتياجات في كل منطقة على مستوى الدولة، وفقاً للزيادة السنوية التي تطرأ كل عام، نتيجة للهجرة من التعليم الخاص، وتزايد أعداد المواليد.

ولفت إلى أن زيادة الوعي لدى ذوي الطلبة، وحرصهم على مستقبل أفضل لأبنائهم دعاهم إلى تحري مستوى أبنائهم في المواد الأساسية، ومدى تلبية المناهج التي يدرسونها لاحتياجاتهم ومتطلباتهم، فضلاً عن تزايد ثقتهم بالتعليم الحكومي، الذي نتج عن المبادرات والمشروعات التطويرية التي طبقتها الوزارة ضمن سياستها التعليمية خلال السنوات السابقة.

وأوضح أن عدد الطلبة الدارسين في المدارس الحكومية على مستوى الدولة وصل إلى نحو ‬800 ألف طالب وطالبة، يدرسون في ‬750 مدرسة، مؤكداً قدرة تلك المدارس على استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة، مهما بلغت.

وقال السويدي إن وزارة التربية والتعليم وضعت برامج لتعزيز تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية، خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن إتقان تلك اللغة كان أبرز أسباب إقبال المواطنين على التعليم الخاص، إذ كان يتركز أغلبهم في مدارس المنهاج البريطاني والأميركي والبكالوريا الدولية، الأمر الذي أسهم في تعزيز المناهج في المدارس الحكومية، وإقبال الطلاب عليها.