ابتداءً من العام الدراسي المقبل بهدف تحســـين مستوى التدريس

إلزام مدارس أبوظبــي الخاصـة بـ ‬25 ساعة تدريب لكل معلم

القرار يأتي ضمن اللوائح الجديدة لتنظيم العمل في المدارس الخاصة.أرشيفية

ألزم مجلس أبوظبي للتعليم المدارس الخاصة العاملة في الإمارة إعطاء المعلمين المقيدين بها ما لا يقل عن ‬25 ساعة تدريب مهني في كل عام دراسي، ابتداءً من العام الدراسي المقبل، بهدف رفع كفاءاتهم المهنية ودعم جهود الإمارة الرامية إلى الارتقاء والوصول إلى أفضل النتائج لمخرجات العملية التعليمية.

وأكد المدير التنفيذي لقطاع المدارس الخاصة وضمان الجودة، المهندس حمد الظاهري، لـ«الإمارات اليوم» أن المجلس حريص على تلقي المعلمين برامج التدريب لصقل مهاراتهم وخبراتهم في قطاع التعليم، وإطلاعهم على كل ما هو جديد ومتطور في هذا المجال، بهدف الارتقاء بمستوى التعليم وتحسين أداء الطلبة وتعزيز المخرجات التعليمية لهم، مشدداً على أن «الهدف الذي يطمح المجلس إلى تحقيقه هو مساعدة المدارس على الوصول إلى مرحلة يصبح فيها التطوير مستداماً وبجهد ذاتي».

وأوضح الظاهري أن هذا القرار يأتي ضمن اللوائح الجديدة الخاصة بتنظيم العمل في المدارس الخاصة على مستوى إمارة أبوظبي، التي تم اعتمادها من قبل المجلس التنفيذي للإمارة في فبراير الماضي، الذي ينص على مشاركة المعلمين في برامج التطوير المهني المستمرة التي تنظمها المدارس، إذ يتعين أن يحظى المعلم سنوياً بـ‬25 ساعة تدريب مهني، ما سينعكس على تحسين مستوى التدريس ووضع حد أدنى للمتطلبات التي يتعين على مديري المدارس تلبيتها، والارتقاء بجودة التعليم في المدارس الخاصة من حيث الكم والكيف، وتالياً ربط قطاع المدارس الخاصة بالجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إمارة أبوظبي.

سد احتياجات سوق العمل

شدّد المدير التنفيذي لقطاع المدارس الخاصة وضمان الجودة، المهندس حمد الظاهري، على أن تطوير منظومة التعليم الخاص في الإمارة تعد أحد الأسس اللازمة لتحقيق أهداف رؤية أبوظبي الاقتصادية ‬2030، التي تركز على أهمية توفير الفرص التعليمية المتميزة أمام كل الطلبة على السواء، لتأهيلهم لسد احتياجات سوق العمل، موضحاً أن «اللوائح الجديدة للمدارس الخاصة ستعود بالفائدة والنفع على كل أطراف العملية التعليمية عن طريق مشاركة الجميع في جهود تحسين مستوى جودة التعليم، كما ستسهم في تعزيز فعالية إدارة وتنظيم العمليات المدرسية في قطاع المدارس الخاصة، والارتقاء بمعايير المباني والمرافق المدرسية وجودة التدريس، وتشجع على مزيد من الشفافية في ما يخص إجراءات إقامة المدارس الجديدة»، مؤكداً أهمية توسيع مشاركة ذوي الطلبة في متابعة مستوى أبنائهم من خلال توفير فرصة الاطلاع على المعلومات الخاصة بالطلبة.

وتابع «تضم إمارة أبوظبي ما يقارب من ‬185 مدرسة خاصة تزاول أنشطتها في ثلاث مناطق، وهي أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، ويخدم قطاع المدارس الخاصة وضمان الجودة ما يقارب من ‬200 ألف طالب من جنسيات مختلفة، بمن فيهم الطلبة الإماراتيون الذين يبلغ عددهم نحو ‬50 ألفاً، أي ما يقارب ‬25٪ من العدد الإجمالي للطلبة المسجلين في التعليم الخاص».

وأضاف «نظراً لهذا العدد الكبير من الطلبة فإن تطوير جودة نظام التعليم الخاص يعد ركيزة أساسية للإسهام في تحقيق رؤية أبوظبي الاقتصادية لعام ‬2030، وتالياً فإن التدريب والتطوير المهني للتربويين يعتبران أمرين مهمين وحيويين من أجل تحقيق أهداف المجلس، إذ إن أي محاولات لتطوير المدارس لن يكتب لها النجاح ما لم تشارك القيادات التربوية والمعلمون بفعالية في عمليات التطوير داخل المدارس والصفوف الدراسية».

وأوضح الظاهري أن تكاليف تدريب المعلمين ستتحملها مدارسهم وهي المسؤولة عن توفير البرامج التدريبية لهم، مشيراً إلى أن المجلس وفر البرامج التدريبية وورش العمل خلال الأعوام السابقة لمعظم معلمي المدارس الخاصة، وقياداتها المدرسية، من اجل النهوض بهم ووضعهم على الطريق الصحيح.

وقال «المجلس نظم أخيراً دورات تدريبية لعدد من المعلمين والقيادات المدرسية والتعليمية بالمدارس الخاصة بعنوان تعزيز كفاءة المعلم وذلك بالتعاون مع هيئة الأكاديميات والمدارس المتخصصة العالمية»، مشيراً إلى أن الدورة تضمنت توضيحاً لدور المعلم وأثره في مستوى جودة التعليم في الصف المدرسي، وفقاً لإطار عمل البرنامج المؤلف من أربعة محاور هي: البيئة الصفية، والتعلم التفاعلي، وإدارة الصف المدرسي، والوسائل التعليمية الحديثة.

وأضاف أن «المجلس حريص على مشاركة القيادات التربوية والتعليمية المتوسطة والمعلمين الأوائل في هذه الدورات التدريبية، سعياً نحو الارتقاء بالمستوى العام لأداء المدارس الخاصة، وطُلب من المعلمين الأوائل بعد أن أتمّوا الدورة التدريبية القيام بتدريب زملائهم المعلمين الآخرين على المهارات كافة التي اكتسبوها من خلال مشاركتهم، وذلك بتخصيص أربع ساعات يومياً من التدريب لما لا يقل عن ‬20 معلماً، إضافة إلى مشاركة القيادات الإدارية والتعليمية في القيام بالأمر نفسه وتدريب زملائهم من القيادات المدرسية أو المعلمين».

وأشار إلى أن المجلس قدم الدورات التدريبية إلى عشرات المدارس في مختلف أرجاء الإمارة، إضافة إلى تلقي مدير المدرسة أو مساعده دورة تدريبية في برنامج القيادات الإستراتيجية، لافتاً إلى أن «المجلس اختار المدارس والبرامج حسب كفاءة المدرسة، إذ كان شعار برنامج التدريب «نجاح مدرستك هو نجاح لمجلس أبوظبي للتعليم».

واكد الظاهري دعم المجلس للمدارس الخاصة في مسيرتها نحو التطوير والتعاون معها في تحديد معالم هذه المسيرة، بحيث تحقق جميع المدارس تطوراً مستداماً، علاوة على تحسين مستوى تقييمها من المستوى المرضي إلى المستوى الممتاز، مشيراً إلى أن «طبيعة الدعم المقدم إلى المدارس يتحدد حسب النتائج التي تتوصل إليها إدارة التفتيش والمراقبة، حيث يتنوع دور إدارة تطوير المدارس بناء على تلك النتائج ما بين تقديم المشورة إلى تقديم الدعم بما يسمح للمدارس بتحقيق التطور اللازم ضمن إطار زمني محدد، إضافة إلى تحديد موظف مختص من إدارة تطوير المدارس لكل مدرسة خاصة، تتركز مهامه في بناء علاقة شراكة مهنية وإيجابية مع المدرسة وتقديم المشورة والإرشاد اللازم لمساعدتها في تحقيق تطور نوعي مستدام وفق أعلى المعايير وضمن إطار عمل محدد».

تويتر