طالبات يستثمرن الشمس لتحلية مياه البحر وتسخين الهواء

ابتكرت مجموعة من الطالبات المواطنات في كلية الهندسة في جامعة الشارقة مشروعين: الأول لتحلية مياه البحر، والثاني لتسخين الهواء البارد، باستخدام الطاقة الشمسية المتجددة، وأوضحت الطالبات أن هذين المشروعين يعتمدان على استغلال الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة المتوافرة على مدار الساعة، ويقللان من الاعتماد على الطاقة النفطية التقليدية، مشيرات إلى أن فكرتي المشروعين جاءتا أثناء دراستهن مساقات قسم هندسة الطاقة المتجددة والبديلة الذي ينتسبن إليه في الجامعة.

وذكرت الطالبة ريم الحسيني، لـ«الإمارات اليوم»، أنها «نفّذت فكرة مشروع جهاز تحليه مياه البحر، بمشاركة زميلتيها العنود العبدولي، ومريم المزروعي، على هيئة صندوق مربع الشكل، ومُغطى من الأعلى بلوح من الزجاج المائل، وتعلوه عدسة كبيرة مسطحة لتجميع أشعة الشمس»، موضحة أن «الماء الذي يتم ضخه إلى الداخل يمر عبر أرضية الصندوق المتدرجة، لإعطاء الماء وقتاً أكثر لاكتساب حرارة الشمس، التي تُسرع في تبخره وتكثفه على السطح الزجاجي العلوي للصندوق، وتالياً تجميعه بعد تحليته في خزان صغير أسفل الزجاج العلوي، في حين تذهب الكمية القليلة المتبقية من الماء غير المحلى إلى خزان آخر»، مضيفة أن «الجزء السفلي من الصندوق مُغطى بمادة سوداء اللون تمنع إعادة تبخير الماء مرة أخرى».

ولفت أستاذ مشارك في هندسة الطاقة المتجددة والمستدامة والمشرف على مشروع تحلية مياه البحر، الدكتور صالح العكور، إلى أن «الطالبات الثلاث نفذن نموذجاً مصغراً لمشروعهن، مساحته الكلية لا تتعدى أربعة أمتار، ونجحن في تحلية مياه البحر المالحة، بمعدل لتر في الساعة الواحدة»، مؤكداً أن «المشروع يمكن تطبيقه على أرض الواقع بشكل أكبر، والاستفادة منه مستقبلاً».

وحول مشروع مسخن الهواء الشمسي أوضحت الطالبة فرح محمد، أنها «عملت بمشاركة الطالبتين حمدة علي، وناريمان قاسم، على الاستفادة من علب المشروبات الغازية التي طُليت باللون الأسود لرفع درجة حرارة الهواء، ثم رُصّت بشكل متوازٍ في صندوق مُغطى بزجاج يحتوي على فتحة عليا لإدخال الهواء البارد، عن طريق مروحة صغيرة تعمل بالطاقة الكهروضوئية»، لافتة إلى أن «الهواء بعد مروره داخل الصندوق يسخن، ويخرج عبر الفتحة الأخرى في أسفل الصندوق».

وقال الأستاذ المساعد في كلية الهندسة والمشرف على مشروع مسخن الهواء الشمسي، الدكتور عبدالحي العلمي، إن «هذا الجهاز يمكن استخدامه في تجفيف الحبوب، وفي تدفئة المخيمات البرية خلال فصل الشتاء، وفي تربية الدواجن الصغيرة التي تحتاج إلى درجة حرارة خاصة لنموها»، موضحاً أن «الجهاز يعمل مدة ثماني ساعات متواصلة».

ونصح الطالبات بأن يسوّقن أفكارهن في مختلف وسائل الإعلام، وأن يبحثن عن شركات داعمة لتتبنى مشروعاتهن وتطبقها بشكل أوسع، لافتاً إلى أن طلبة كلية الهندسة نفذوا مشروعات متميزة باستخدام أدوات أولية رخيصة الثمن وصديقة للبيئة.

 

تويتر