«التعليم العالي» تؤكد أنها شرط لإعداد الطلبة لسوق العمل

«الآيلتس» يحرم جامعيين من المؤهل

كشف خريجون جامعيون فشلوا في الحصول على شهادات التخرج بسبب عدم تمكنهم من تحقيق الدرجة المطوبة في امتحان اللغة الانجليزية «الآيلتس»، أن عدد الطلبة الخريجين مع إيقاف التنفيذ بلغ ما يزيد على ‬4000 طالب وطالبة من الجامعات الحكومية، إذ يدفع كل طالب ‬875 درهماً رسوم أداء، وبعضهم أعاده ‬11 مرة.

في المقابل، قال كيل وزارة التعليم العالي، الدكتور سعيد الحساني، إن الجامعات الخاصة تشترط اجتياز الآيلتس قبل الالتحاق بها، عكس الجامعات الحكومية التي تسمح للطالب بالالتحاق والحصول عليه أثناء الدراسة، مشيراً إلى أن مراكز التوفل والآيلتس لا تشرف عليها الوزارة، لأنها مراكز دولية شهادتها معتمدة عالمياً، ويشترط الحصول عليها لإعداد الطلبة لسوق العمل.

وتفصيلاً، قال طلبة إن مشكلة «الآيلتس»، تتلخص في ضرورة الحصول على معدل درجات ‬4.5 في كل من مهارات القراءة والتحدث، والاستماع، والكتابة، وفي حالة عدم التمكن من تحقيق المعدل في أي منها يعاد الامتحان للمهارات الأربع.

قياس المهارات اللغوية

قال مدير جامعة زايد، الدكتور سليمان الجاسم، إن الدراسة الجامعية باللغة الانجليزية، لذلك من الضروري أن يصل مستوى مهارات اللغة عند الطلاب إلى درجة معينة تسمح لهم بالاندماج في سوق العمل، موضحاً أن الهدف من اجتياز الطلبة لاختبار الآيلتس، هو قياس مهاراتهم اللغوية. وأكد رئيس مجلس الطلبة في كليات التقنية، أحمد عبدالرحمن، أن مشكلة «الآيلتس» سببها أن التعليم المدرسي لا يتوافق مع مستوى التعليم الجامعي، لافتاً إلى أن الجامعات تضع معايير صعبة من أجل تخريج طلبة على مستوى عالمي، قادرين على الاندماج في سوق العمل، لذلك يخضعون قبل العام الجامعي الاول لسنة تأهيلية. وأفاد مسؤول في كليات التقنية، ( فضل عدم ذكر اسمه)، بأن الهدف من الاصرار على حصول الطلبة على «الآيلتس» ليس مالياً، لكن الارتقاء بمستوى الطلاب وإتقانهم اللغة الإنجليزية، وتعزيز مهاراتهم اللغوية، خصوصاً أن الكلية تتحمل رسوم الامتحان في المرتين الأولى والثانية، وفي حال عدم النجاح يتحمل الطلاب كلفة المحاولات التي يخوضونها.

وذكرت الطالبة فاطمة الطنيجي، «حصلت على دبلوم أي تي من كليات التقنية عام ‬2010، وحتى الآن لم أحصل على الشهادة، إذ لم أتمكن من اجتياز امتحان الآيلتس بمعدل الدرجات المطلوبة، ما أفقدني العديد من الوظائف الجيدة في مؤسسات حكومية كبيرة، بسبب عدم حصولي على شهادة المؤهل.

وأضافت الطنيجي «أديت امتحان الآيلتس حتى الآن ‬11 مرة، وفي كل مرة أحقق المعدل المطلوب في ثلاث مهارات وأفشل في واحدة»، مشيرة إلى انها تدفع مقابل دخول الامتحان في كل مرة ‬875 درهماً، وأن سنها بلغت ‬27 سنة ومازالت تتلقى مصروفاً من ذويها لعدم تمكنها من العمل.

وأوضحت أن كليات التقنية خيرتنا بين الحصول على الآيلتس، او اداء امتحان سيبا (امتحان العام لقياس الكفاءة التربوية في اللغة الإنجليزية)، لكنها رفعت المعدل المطلوب من ‬150 إلى ‬170 درجة وهي الدرجة نفسها التي يتعين على خريجي الثانوية تحقيقها، لافتة إلى أن «عدد من أدوا الامتحان بلغ ‬4300 طالب وطالبة، ولم يحقق المعدل المطلوب سوى خمس طالبات فقط».

وأشارت إلى أن الكلية أعلنت عن إعادة الاختبار لمن حصل على معدل درجات ‬165 فيما أكثر، أما الباقون فسيتم تنظيم برنامج تدريبي لهم لتحسين مستواهم في اللغة الإنجليزية، لافتة إلى أنها حصلت في اختبار «السيبا» على ‬163 درجة.

وأكدت هند حامد، انها انهت جميع المساقات الدراسية الخاصة بتخصصها بنجاح باستثناء امتحان «آيلتس» الخاص باللغة الإنجليزية الذي يعتبر النجاح فيه من شروط التخرج في الكلية، مشيرة إلى أنها خاضت الامتحان سبع مرات ولم تستطع الحصول على معدل النجاح المطلوب، وحتى الآن لا تستطيع الحصول على شهادة التخرج أو العمل.

وذكر الطالب كرم شبيب، أنه دخل امتحان الآيلتس أربع مرات ونجح فيه، لكنه لم يحقق اجمالي المعدل المطلوب، لافتاً إلى أنه اجتاز القراءة، والكتابة، والمحادثة، والاستماع، لكن المعدل الاجمالي لم يصل للمطلوب وهو خمس درجات. وأضاف «اعرف أن التوفل والآيلتس من متطلبات سوق العمل، لكن لابد من التسهيل على الطلاب بدلاً من تحولهم إلى عاطلين، خصوصاً أننا لا ندرس ولا نعمل، ما يولد داخلنا الاحباط والسلبية بصورة كبيرة».

وأوضح وكيل وزارة التعليم العالي، الدكتور سعيد الحساني، أن امتحان السيبا تشرف عليه وزارة التعليم العالي، ويعقد بالمجان في المرة الاولى، وبعد ذلك بمبلغ رمزي لا يتعدى ‬50 درهماً حتى لا يستسهله الطلبة، لافتاً إلى أن مراكز التوفل والآيلتس، لا تشرف عليها الوزارة، لأنها مراكز دولية شهادتها معتمدة عالمياً، ومرخصة من المعهد البريطاني، لذلك لا يشترط الحصول على شهادة السيبا من داخل الدولة.

وأضاف أن كليات التقنية العليا طلبت من الخريجين الذين أخفقوا في الحصول على الآيلتس، أداء اختبار السيبا، ورفعت الدرجة المطلوب تحقيقها من ‬150 إلى ‬170، وهي الدرجة نفسها التي يتعين على خريجي الثانوية الحصول عليها، خصوصاً أن الطلبة الجامعيين درسوا طوال سنوات الجامعة مواد تحسن من لغتهم، وتالياً لابد أن يكون مستواهم متقدماً عن خريجي المدارس.

تويتر