تزّود المدارس بشبكات إلكترونية فائقة السرعة

«التربية» تطبّق التعليم الإلكتـــروني على 400 مدرسة خلال عامين

خلود القاسمي رجحت الاستغناء عن الكتاب الورقي بعد 5 سنوات. من المصدر

أفادت وزارة التربية والتعليم، بأن الانتقال إلى التعليم الإلكتروني الذكي لـ144 ألف طالب، يحتاج إلى خمس سنوات، وسيتم خلال العامين المقبلين تطبيقه على 400 مدرسة من أصل 725 مدرسة، مع إمكانية الاستغناء عن الكتاب المدرسي الورقي، لافتة إلى أن ميزانية التعليم في الدولة تبلغ ثمانية مليارات و200 مليون درهم، بنسبة 20٪ من الميزانية الكلية للدولة.

وتفصيلاً، أكد وزير التربية والتعليم، حميد محمد القطامي، خلال مؤتمر تكنولوجيا المعلومات ومستقبل التعليم في دولة الإمارات، أن الدولة رسخت مبدأ التعليم أولاً منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أن الأرقام تؤكد ما شهدته الإمارات من نهضة تعليمية على المستويات كافة، لافتاً إلى زيادة عدد المدارس الحكومية من 129 في بداية الاتحاد إلى 725 مدرسة في الوقت الحالي، وزاد عدد الطلبة من 24 ألف طالب وطالبة في بداية الاتحاد إلى 268 ألفاً و272 طالباً وطالبة.

وتابع: على مستوى التعليم الخاص زادت المدارس الخاصة من 24 مدرسة في بداية الاتحاد إلى 473 مدرسة، يدرس فيها 545 ألفاً و572 طالباً وطالبة، وعلى مستوى التعليم العالي أصبح لدى الدولة 80 جامعة ومعهداً يدرس فيها 110 آلاف طالب وطالبة، و780 برنامجاً بحثياً.

وأوضح القطامي أن الدعم المادي لقطاع التعليم يستحوذ على 20٪ من الميزانية بقيمة ثمانية مليارات و200 مليون درهم، إذ احتل التعليم مرتبة متقدمة في استراتيجية الحكومة، مشيراً إلى أن استراتيجية الوزارة تواجه تحدّيات عدة أهمها سرعة وتيرة الطفرات الإلكترونية محلياً وعالمياً، وتحقيق التنافسية العالمية في التعليم، ومواكبة التقدم والازدهار اللذين تشهدهما الدولة في شتى المجالات، وتمكين المواطنين من أدوات العالم المعاصر، وتلبية احتياجات المستقبل ومتطلباته من عناصر بشرية مؤهلة.

وأشار إلى أن الوزارة حققت العديد من الإنجازات في مجال مواكبة التعليم للثورة التكنولوجية، منها تطوير البنية التحتية لتقنية المعلومات في المدارس، وتعميم الدروس الإلكترونية ونشر 7000 محتوى إلكتروني، واستحداث نظام إلكتروني شامل للطلبة والمعلمين والإداريين، وإطلاق بوابة التعليم الإلكتروني، وإنتاج مناهج إلكترونية.

ولفت القطامي إلى أن مبادرة التعليم الذكي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تشتمل على العديد من العناصر الأساسية، منها تطوير المناهج والمقررات الدراسية الإثرائية، وتنويع مصادر المعرفة، وتطوير المحتوى الإلكتروني، وتطوير أدوات الاختبارات والتقويم، وتعميم الفصول الذكية بمكوناتها التقنية الحديثة، وتطوير أساليب التدريس القائمة على تكنولوجيا التعليم، وتزويد المدارس والطلبة ومعلميهم بأجهزة حاسوب محمولة ولوحية، وإمداد المدارس بشبكات إلكترونية فائقة السرعة.

من جانبها، توقعت مديرة ادارة المناهج في وزارة التربية والتعليم، الشيخة خلود القاسمي، إمكانية الاستغناء نهائياً عن الكتاب المدرسي الورقي، بعد تطبيق نظام التعليم الذكي على مدارس الوزارة كافة، مشيرة إلى أنه في حال استمراره سيكون بصفة مساندة، مثلما فعلت بعض الدول التي سبقت الامارات في تطبيق التعليم الالكتروني. وأوضحت القاسمي، أن الطلبة الذين يطبق عليهم التعليم الالكتروني لن يحتاجوا إلى الانترنت إلا مرة واحده فقط، لتحميل الكتاب المدرسي عن طريق موقع الوزارة الرسمي، وبعد ذلك يمكنهم استخدام الكتب والمواد التفاعلية دون الحاجة إلى الشبكة العنكبوتية، مشيرة إلى أن الوزارة لديها خطط لمنع الطلبة من الوصول إلى مواقع محظورة من خلال شبكات الانترنت المدرسية.

وقالت «مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتعلم الإلكتروني الذكي، تهدف إلى إيجاد بيئة تعليمية جديدة في مدارس الدولة من خلال التحرّك على أربعة مسارات رئيسة: تغيير البيئة الصفية، وتطوير بنية تحتية إلكترونية متقدّمة في المدارس، وتطوير مجموعة من المناهج التعليمية المساندة للمنهاج الأصلي، وتوفير خدمات متعدّدة لذوي الطلبة لمتابعة تحصيل أبنائهم إلكترونيّاً، وإشراكهم في العملية التعليمية باعتبارهم طرفاً أصيلاً في عمليّة التطوير».

فيما أفادت مديرة إدارة نظم المعلومات التعليمية في الوزارة، فاطمة علي الخاجة، بأنه تم توفير خدمات عالية الجودة ونظام تعليمي متكامل قائم على آخر ما توصل إليه العالم في مجال التقنية المعلوماتية والاتصال ووسائل التعليم التفاعلية، بهدف تحفيز وتمكين الطالب ليكون جزءاً فاعلاً في العملية التعليمية ومشاركاً ومسؤولاً عن تعلمه، ويبني خبراته وينظمها في مناخ جاذب تدعمه آفاق متجددة تتيحها إمكانات تقنية المعلومات والاتصالات، بما في ذلك الأجهزة اللوحية والسبورة الذكية وتطبيقات المناهج الرقمية، وبذلك يكون الطالب هو المحور الرئيس للمنظومة التعليمية الحديثة.

وأضافت أن مشروع التعليم الذكي، يشمل أيضاً تطوير الخدمات المختلفة المُقدمة لجميع أطراف المنظومة التعليمية، ابتداءً من الطالب والمعلم، مروراً بذوي الطالب، وانتهاءً بأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وذلك لضمان تحقيق أفضل النتائج، حيث يقوم الفريق المكلف المختص بتوفير الإدارة والمراقبة والتحليل وتنفيذ الخطط، التي تم وضعها مسبقاً، وذلك بعد الدراسة المستفيضة لأفضل الممارسات العالمية لبناء التجربة الإماراتية الخاصة في مجال تطوير التعليم.

وأوضحت أن المشروع يمر بثلاث مراحل خلال خمس سنوات، بدأت منه المرحلة الأولى التمهيدية، وتم تطبيقة في ثماني مدارس، وسيتضاعف العدد خلال الفصل الدراسي الثاني، فيما ستشهد المرحلة الثانية تطبيقه على 400 مدرسة حكومية خلال ثلاث سنوات، والمرحلة الاخيرة خاصة بتعميمه، حيث سيحصل 144 ألف طالب على تجربة التعليم الذكي، مشيرة إلى انه يجرى حالياً تصميم وتجهيز المعامل الالكترونية في المدارس، وسيبدأ العمل فيها في نوفمبر المقبل، إذ قامت الوزارة بالتواصل مع الشركات المتخصصة لتوفير الاجهزة التكنولوجية المناسبة.

تويتر