«أبوظبي للتعليم» يطلب الاتصال بالرقم المخصص للشكاوى

هواتف مدارس خاصة ترن.. ولا أحد يرد

مجلس أبوظبي للتعليم أكد ضرورة تعزيز التواصل بين عناصر العملية التعليمية. تصوير: إريك أرازاس

شكا ذوو طلبة في مدارس خاصة في أبوظبي من أن أرقام الهواتف المدرسية لا ترد عند الاتصال بها. وشرحوا لـ«الإمارات اليوم» أنهم حاولوا الاتصال بمدارس أبنائهم أكثر من مرة خلال الأسبوع الأول للدراسة، للاستفسار عن موعد انتهاء الدوام، والتأكد من جاهزية الحافلات، وغيرها من الأمور الخاصة بأبنائهم، إلا أن الهواتف كانت ترن من دون أن يردّ أحد على الاتصالات، أو يعاود الاتصال بهم.

وذكروا أنه إذا ردّ موظف البدالة، بعد محاولات عدة، فإنه يعتذر لعدم وجود المسؤول المختص، أو يحول الاتصال إلى جهة أخرى، مستنفداً وقت الاتصال كاملاً، من دون أن يكون هناك من يرد، لافتين إلى أن الهواتف المدرسية أصبحت للإرسال فقط.

ومن جانبه، طلب مجلس أبوظبي للتعليم استخدام رقم مركز اتصال حكومة أبوظبي المجاني لتلقي استفسارات ومقترحات وشكاوى الجمهور، التي تخصّ الشأن التربوي في المدارس والمؤسسات التعليمية في الإمارة، مؤكدا أن المركز يستقبل الشكاوى، ويتعامل معها، مشيراً إلى ضرورة التواصل بين أطراف العملية التعليمية كافة، آباء الطلاب والهيئات التدريسية والإدارية والمجلس.

وتفصيلاً، قال والد طالب في الصف الثاني، أسامة شهدي، إنه اتصل بالمدرسة مرات عدة، ولم يتلق أيّ ردّ على الهاتف، ما اضطره إلى الاستئذان من عمله والذهاب إلى المدرسة للاستفسار عن موعد وصول الحافلة المدرسية إلى منطقة سكنه، لتخوفه من أن يصل ابنه في وقت لا يجد فيه أحداً بانتظاره.

وأضاف أن «المدرسة اعتذرت عن عدم الرد، قائلة إن السبب هو غياب موظفة البدالة، وانشغال الجميع داخل المدرسة بترتيب أمور العمل، لكن الحقيقة أن هذه المشكلة متكررة من العام الماضي، كما أن موظف البدالة لا يتحدث (العربية)».

واشتكت والدة طالبين في المرحلة الابتدائية (أم رامي) من أن موظفة البدالة في المدرسة لا تتحدث اللغة العربية إطلاقاً، وعند الاتصال بالمدرسة وطلب التحدث مع مسؤول عربي، يتم تحويلها إلى أرقام لا يجيب عنها أحد، وتعاود الموظفة الاعتذار بعدم وجود أي شخص على مكتبه.

وقالت إن الطريقة الوحيدة للاستفسار عن أي شيء في المدرسة هي الذهاب إليها، ومقابلة السكرتيرة، مشيرة إلى أن «الهاتف المدرسي لا يستخدم إلا عندما ترغب إدارة المدرسة في الاتصال بأحد».

وذكر والد طالب في المرحلة الاعدادية، (أبو راشد)، أنه اشتكى عدم تلقيه أي ردود على اتصالاته بمدرسة ابنه، فطالبته إدارة المدرسة بالتواصل معها عبر البريد الالكتروني، لكنه رأى أن «التواصل بهذه الطريقة ليس عملياً دوماً، لأن الردّ يستغرق ما لا يقلّ عن 24 ساعة، في حين ان الاتصال الهاتفي لا يستغرق أكثر من نصف دقيقة. وقد يكون الغرض من الاتصال هو الرغبة في فهم جزء من الرسالة الإلكترونية بدا مبهماً» مطالباً بضرورة تفعيل الهاتف المدرسي، وإلزام المدارس بالرد على استفسارات ذوي الطلبة من خلاله.

وأكد (أبوراشد) أن الهاتف المدرسي خلال الإجازة المدرسية يعمل طوال اليوم، ويتم تحويل المتصل بالمسؤول مباشرة، لأن هدف معظم الاتصالات هو تسجيل الأبناء في المدرسة أو دفع رسوم العام الدراسي المقبل، على عكس الاتصالات خلال الدراسة، إذ تكون في معظمها شكاوى من أشياء داخل المدرسة.

وأكدت والدة ثلاثة طلبة في مراحل دراسية مختلفة، (ام سلطان) أنها لا تتلقى أي إجابات عن تساؤلاتها عبر الهاتف، ودائماً ما يعتذر الطرف الآخر عن الإجابة بحجة أنه غير مفوض بالحديث، وأن مدير المدرسة هو المسؤول الوحيد المختص بالإجابة، مشيرة إلى أن الوصول للمدير من خلال الهاتف امر شبه مستحيل، ومقابلته في المدرسة تستلزم تحديد موعد مسبق، وإيضاح سبب المقابلة.

وقالت إن «المدارس تعين موظفين بدالة من جنسيات آسيوية لا يتحدثون (العربية)، ولغتهم الإنجليزية ركيكة، ما يحول دون التواصل المباشر ويجبر المتصل على عدم تكرار المحاولة، علماً بأن المجيب على الهاتف، خلال فترة تسديد المصروفات، عربي، ولديه معلومات عن كل شيء، ومخول بالإجابة عن كل الاستفسارات».

وأضافت (أم سلطان) أن المدارس ترفض حصول ذوي الطلبة على أرقام هواتف المعلمين، وتصر على أن يكون التواصل معهم من خلال الإدارة، ما يضعف التواصل بين المنزل والمدرسة، ويؤثر سلباً في عملية متابعة تحصيل الطلاب العلمي.

في المقابل، أكد معلم لغة عربية في إحدى المدارس الخاصة، محمد حمدي، تشدد الإدارة المدرسية بخصوص عدم إعطاء أرقام هواتفهم لذوي الطلاب، وإلزامهم بأن يكون أي تواصل بينهما تحت إشراف المدرسة، مشيراً إلى أن المعلم ملزم بتنفيذ قرارات الادارة، وإلا تعرض للعقاب.

وذكرت مديرة مدرسة خاصة، فضلت عدم ذكر اسمها، أن «ذوي الطلاب يشتكون من كل شيء مهما كان بسيطاً» موضحة أن «أرقام الهواتف المحمولة الخاصة بالإدارة، موجودة لديهم ويستطيعون الحديث معها في أي وقت، كما أن البريد الالكتروني الخاص بالمدرسة موجود لديهم أيضاً».

من جانبه، أكد مجلس أبوظبي للتعليم أنه مرتبط إلكترونياً مع مركز أبوظبي للأنظمة الالكترونية والمعلومات، للتواصل الإلكتروني مع الجمهور من آباء الطلاب والهيئات التدريسية والإدارية من خلال رقم مركز اتصال حكومة أبوظبي المجاني 800555 لتلقي استفسارات ومقترحات وشكاوى الجمهور، التي تخصّ الشأن التربوي في المدارس والمؤسسات التعليمية في الإمارة.

وأكد إلزام المدارس الخاصة باعتماد نظام التواصل عن طريق البريد الإلكتروني معه، لسرعة الإفادة والرد بين الطرفين، وتفادي فقدان المراسلات، أو عدم الرد على الهاتف عن طريق نظام إلكتروني متكامل (النظام المعلوماتي المتكامل للطلبة) الذي يهدف المجلس من خلاله في حفظ كل ما يخص الطالب ومدرسته منذ التحاقه بها حتى التخرج بملف رقمي.

وأشار المجلس إلى أنه سيتم لأول مرة هذا العام إطلاق «استبيان ارتقاء الإلكتروني» لاستطلاع آراء ذوي طلبة المدارس الخاصة التي سيتم تقييمها ضمن متطلبات عمليات التقييم في البرنامج المعني بضمان الجودة في التعليم (ارتقاء

تويتر