دعا إلى إشراكهم في القرارات التي تخصّ مستقبلهم الدراسي

«أبوظبي للتعليم» يطالب ذوي الطلبة بدعم أبنائهم تعليمياً

«المجلس» أكد أن للأهل دوراً محورياً في مسيرة الطالب. تصوير: ايريك ارازاس

دعا مجلس أبوظبي للتعليم ذوي الطلبة إلى المشاركة الفعالة في العملية التعليمية لأبنائهم الطلبة في المراحل الدراسية كافة، سواء الذين يلتحقون بالدراسة للمرة الأولى، أو المستمرون في الدراسة، من خلال مشاركتهم اهتماماتهم، وإشراكهم في القرارات التي تخصّ مستقبلهم التعليمي. وتأتي هذه الدعوة بغرض ضمان تحقيق أفضل النتائج، بما يصبّ في مصلحة الطلبة ومنظومة التعليم.

العودة إلى المدارس

طالب مجلس أبوظبي للتعليم ذوي طلبة في المرحلة التمهيدية باتخاذ بعض الخطوات لتسهيل عودة أبنائهم إلى الدراسة، ناصحاً ذوي الطلبة باصطحاب أبنائهم إلى الروضة، ومنحهم حرية اللعب في الفناء المدرسي. وقال إن قراءتهم كتب الأطفال التي تتناول الحياة المدرسية تساعدهم على فهم واستيعاب كثير من الجوانب المتعلقة بالمدارس.

كما دعا إلى إتاحة الفرصة أمام أبنائهم ليشاهدوا برامج تلفزيونية تعليمية حول الحياة والبيئة المدرسية، وضع بعض الصور العائلية داخل حقائبهم الدراسية، من أجل مساعدتهم على التغلب على الشعور بالوحشة، مع ضرورة العمل على تشجيعهم وإظهار الجوانب الإيجابية لديهم، ومنحهم الثقة اللازمة.

ونصح المجلس ذوي الطلبة في المرحلة الابتدائية بترك بعض الحرية لأبنائهم لشراء بعض المستلزمات المدرسية، مثل اختيار الحقيبة المدرسية التي تروق لهم، والتحدث معهم بشأن المعلمين الجدد وزملاء الدراسة، ما يشجعهم على التأقلم مع الحياة المدرسية، ومساعدتهم على الالتزام بأداء الواجبات المدرسية، من خلال الاطلاع أولاً بأول على الفروض المكلفين بها، وتحديد مواعيد الاستذكار، وأداء الفروض المدرسية، بما يسهم في تعزيز المهارات المطلوبة خلال المراحل التعليمية.

وشدد على ضرورة التحدث مع الأبناء بشأن الموضوعات السلوكية المتعلقة بالسلوكيات في المدرسة، وتشجيعهم على المشاركة في نشاط إضافي واحد على الأقل، أو الانضمام للنادي المدرسي، مع حرية اختيار النشاط لهم.

أما طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية، فشدد المجلس على ضرورة مساعدتهم على وضع أهدافهم بغرض تحقيق أفضل المعدلات الدراسية، وتشجيعهم على التحلي بالمهارات التنظيمية اللازمة، والتخطيط لأنشطتهم اليومية، والمشاركة في نشاط إضافي واحد على الأقل، ومنحهم الشعور بالتفاؤل، والثقة في تحقيق النجاح، لأن ذلك ينعكس إيجاباً على تصرفات وسلوكيات الأبناء، ويمنحهم الشعور بالأمل في المستقبل.

وأكد المجلس ضرورة عمل ذوي الطلبة على ترسيخ العادات الدراسية الإيجابية لدى الأبناء، من خلال تشجيعهم على الاستذكار، وأداء الفروض المنزلية بانتظام، والحرص على التواصل الفعال والدائم مع أبنائهم، وسؤالهم عن حياتهم وما يفكرون فيه، والحرص على قضاء الوقت مع عائلاتهم مرتين أسبوعياً على الأقل.

ومن جانبهم، اعتبر آباء طلاب أن «المشكلة الحقيقية موجودة لدى الإدارات المدرسية»، شارحين أنها تعتمد طرقاً روتينية في التواصل معهم، تفقد العلاقة بين الطرفين شكلها الحميمي لمصلحة اعتبارات إدارية قد تكون غير ذات قيمة، لافتين إلى ضرورة تفعيل مجالس أولياء الأمور، وإعطائها صلاحيات رقابية داخل المدارس.

وتفصيلاً، أكد مدير عام المجلس، الدكتور مغير خميس الخييلي، أهمية التواصل الفعال بين الآباء والمدارس، بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2012/،2013 لاسيما أن الأبحاث والدراسات الحديثة تثبت أن مشاركة الآباء في العملية التعليمية من شأنها التأثير إيجابياً في التجربة الدراسية للطلبة بعد عودتهم من الإجازة الصيفية الطويلة.

ودعا الخييلي الآباء إلى الإلمام بالمواد الدراسية التي يدرسها أبناؤهم، والاطلاع أولاً بأول على أي مستجدات أو تغييرات في المناهج الدراسية عن طريق التواصل الدائم مع المعلمين في المدارس.

وأوضح أن اهتمام الآباء بشراء الكتب، والزيّ المدرسي الجديد، والأدوات اللازمة للدراسة، لا يقتصر أثره فقط على تحفيز الطلبة على التعلم، بل يمتد ليعزز من إقبالهم على العودة إلى مدارسهم.

وأكد مجلس أبوظبي للتعليم ضرورة حصول الطلاب على قسط كافٍ من النوم، من خلال التعود على الخلود إلى النوم مبكراً على مدار عدد كاف من الأيام قبل بداية العام الدراسي، مع الحرص على الاستيقاظ في الوقت المناسب، من أجل الاستعداد للذهاب إلى المدرسة، علماً بأن الطلبة في المراحل العمرية المبكرة يحتاجون إلى النوم لفترة تراوح بينن 10 و13 ساعة يومياً، في حين أن طلبة المرحلة الابتدائية يحتاجون إلى النوم لنحو 10 ساعات يومياً.

وشدد المجلس على ضرورة تطبيق نظام للتغذية الصحية في الوجبات التي يتناولها الطالب في المنزل (الإفطار، والوجبات الخفيفة، والعشاء)، وكذلك في ما يتعلق بالوجبات التي يتناولها في المدرسة (الوجبات الخفيفة، ووجبة الغداء).

وفي المقابل، دعا ذوو طلبة، في مدارس حكومية وخاصة، إلى تفعيل مجالس أولياء الأمور، وإعطائها صلاحيات رقابية داخل المدارس، لافتين إلى منعهم من قبل إدارات مدرسية من التواصل مع المعلمين، إضافة إلى عدم تلقيهم ردوداً على الملاحظات والمقترحات الخاصة بمدارس أبنائهم، معتبرين أن مجالس أولياء الأمور أصبحت مظهراً من المظاهر الجامدة، عديمة التأثير.

وقال (أبوحمدان)، وهو أب لطالبين في مدرسة خاصة، إن الآباء يعانون مشكلة عدم وجود آلية واضحة للتواصل مع المدارس، وعدم الرد على شكاواهم التي يضعونها في الصندوق المخصص للشكاوى والمقترحات في المدارس، أو على قسم الشكاوى والاقتراحات على المواقع الإلكترونية الخاصة بالمدارس، واصفاً هذه الصناديق بأنها «نوع من الروتين التقليدي، غرضه استيفاء الشروط التي وضعها مجلس أبوظبي للتعليم، والظهور بمظهر ملتزم أمام لجان التفتيش».

وأكد (أحمد.ع) وهو أب لطالبتين في المرحلة الإعدادية، أنه لا يعرف شروط اختيار أعضاء مجلس أولياء الأمور، ولا ما إذا كانت هناك لائحة تنظيمية، تحدد دور العضو ومهامه، لافتاً إلى أن المرة الوحيدة التي تلقى فيها دعوة لحضور مجلس آباء الطلاب، كانت منذ ثلاثة أعوام، «ولم يكن الاجتماع سوى مناسبة للتعارف بين آباء الطلبة».

واستغربت نادية حسن، وهي أم لثلاثة طلاب في مراحل دراسية مختلفة، منع آباء الطلاب من دخول المدرسة، ومن محادثة المعلم أو المعلمة، ومشاهدة أبنائهم داخل الصف، مشيرة إلى أن الإدارات المدرسية تشدد على آلية روتينية لتلقي أيّ ملاحظة منهم، ما يضعف التواصل بين الأب والمعلم، ويفقد العملية التعليمية حلقة مهمة جداً، وهي التواصل بين الأطراف المحيطة بالطالب.

وتابعت أن «التواصل الإلكتروني الذي تتبعه كثير من المدارس ضروري، لكنه ليس كافياً، ولا يغني عن دور الأب والمعلم، خصوصاً أن التواصل بينهما يساعد على حل كثير من مشكلات الطلبة، ويحفزهم على بذل المجهود والالتزام».

تويتر