أجراها «أبوظبي للتعليم» للارتقاء بالعملية التعليمية

دراسة تطالب المعلمين بتقليل الكلام وزيادة تفكير الطلبة

«أبوظبي للتعليم» أكد أنه يشجع معلميه على أن يكون الطالب محور العملية التعليمية. تصوير: إريك أرازاس

طالبت دراسة أجراها مجلس أبوظبي للتعليم خاصة بأساليب التدريس وتفاعل الطلبة في الصفوف، المعلمين بقلة الكلام، وضرورة إتاحة الفرصة للطلبة للتفكير والمشاركة في الأنشطة، مؤكدة أن إدخال النشاطات يرفع مستوى اندماج الطلبة في بداية الدرس ونهايته على حد سواء.

واحتوت الدراسة التي نشرت ضمن كتاب «البحوث الإجرائية في إمارة أبوظبي»، الذي تضمن مجموعة من أفضل الدراسات البحثية التي أجراها معلمون ومعلمات في عدد من مدارس الإمارة، وتناولت عدداً من الموضوعات التربوية والتعليمية المتنوعة بهدف الارتقاء بالعملية التعليمية وبأداء الطلبة، وتم نشرها أخيراً، على بحثين بعنوان «شرح المعلم وتفاعل الطالب داخل الصف»، و«أثر النشاطات التفاعلية على الذاكرة المعرفية للطالب».

شرح المعلم

60 طالبة ومعلماً

استخدم القائمون على الدراسة استبيانات رأي سابقة ولاحقة للطالبات، ومشاهدات صفية ومناقشات جماعية، كمنهج للبحث، إذ وصل إجمالي عدد المشاركين في الدراسة إلى 60 طالبة ومعلماً، وقد تم تحديد صفين في المرحلتين (العاشر والحادي عشر) يحتوي كل صف على 30 طالبة، لإجراء البحث، كما تم الإشراف على الأنشطة الختامية خلال أربعة دروس متتالية لكل صف، إضافة إلى استخدام استبيان بواسطة الانترنت لجمع المعلومات من الطالبات، وتم تنفيذ ذلك مرتين «قبل تقديم الأنشطة الختامية وبعدها».

وأكدت الدراسة أنه تم تقديم نشاط ختامي تفاعلي جديد في كل درس، ومراقبة أثره عن طريق استخدام معايير متفق عليها مسبقاً في ما يخص الذاكرة المعرفية للطالبة وسلوكها، وخطة وبنية الدرس وإدارة المعلمة للدرس.

وخلصت النتائج الرئيسة للدراسة إلى أن الناحية المعرفية للطالبات وفهمهن وإدراكهن للأجزاء الرئيسة من الدرس ازدادت بعد تقديم الأنشطة الختامية التفاعلية، إذ زادت نسبة الطالبات اللاتي لاحظن كتابة المعلمة لأهداف الدرس على السبورة بنسبة 30٪ بعد اجراء التغيير، ومستوى التركيز في بداية الدرس تحسن بنسبة 20٪ بعد إجراء التغيير، وتحسن سلوك الطالبات.

وأوضح مجلس أبوظبي للتعليم، أنه يشجع معلميه على التقليل من نسبة حديثهم خلال الحصة، وأن يكون الطالب هو محور نهجهم في التخطيط وتقديم الدروس، ما يعني كلاماً أقل من المعلم ومزيداً من الأنشطة الطلابية، ملخصاً فكرته «كلام أقل من قبل المعلم، والكثير من التفكير من قبل الطالب».

وأشارت الدراسة الأولى إلى أن البيانات الأولية التي تم جمعها من خلال المشاهدات الصفية لمعلمي أقسام الرياضيات، عن طريق استخدام نموذج خاص، أظهرت وجود تغييرات مهمة لديهم بعد حضورهم جلسات التطوير المهني المستمر، ووجد انخفاض 16٪ في نسبة كلام المعلم الموجه لكامل الصف، وزيادة 30٪ في نسبة كلامه الموجه إلى الافراد أو المجموعات، فيما كان التغيير الكبير هو زيادة 71٪ في مقدار وقت انشغال الطلبة في النقاش.

الأنشطة التفاعلية

وأكدت الدراسة الثانية «أثر الأنشطة التفاعلية على الذاكرة المعرفية للطالب» أن دروس تقنية المعلومات توفر الفرصة للطبة لاستكشاف واكتساب مهارات معلوماتية جديدة، إذ يعمل الطلبة على مشروعات عملية لتطبيق معارفهم ضمن المساحة المعطاة لهم للوصول لنتائج جديدة، قد تكون عبارة عن ملصق أو عرض تقديمي أو مقطع فيديو أو نشرة.

وأشارت الدراسة إلى أنه غالباً ما يكون هناك ضغط كبير في وقت الدرس الذي يستغله الطلبة في محاولة إكمال العمل تحقيقاً لأهداف التعلم، وغالباً ما تتم مراجعة المواد التي يتم تعلمها أو المهارات الجديدة بشكل سريع أو حتى الاستغناء عنها كلياً في سبيل إنجاز عمل الطالب.

وأوضحت الدراسة أن عملية تسليم وجمع الأعمال من الطلبة من شأنها إدارة الوقت خصوصاً في نهاية الدرس، ويكون ذلك على حساب الوقت الذي يجب أن يستغل في تدعيم معرفة الطالب بطريقة منظمة ومحكمة، لافتة إلى أنه قد يكون من الصعب على المعلم إدارة نهاية الدرس بسلاسة، بحيث يكون جميع الطلبة في حالة تركيز وانهماك في العمل لحين قرع الجرس.

وأكدت الدراسة أنه لاستغلال أكبر قدر ممكن من وقت الدرس فقد سعى هذا المشروع من خلال استخدام الأنشطة الختامية التفاعلية إلى إيجاد طريقة ينهي بها الطلبة الدرس بشكل منظم مع التركيز على محتوى الدرس، إذ تنبع أهمية المشروع من دوره في زيادة وقت التعلم للحد الأقصى.

وشددت الدراسة على أن أهداف البحث هي النظر في أثر الأنشطة المنتظمة على إدارة الصف والذاكرة المعرفية للطالب وسلوكه.

تويتر