مديرون أكدوا أنها تفتقد شروط السلامة.. و« التربية » تصون 48 مدرسة بـ 42 مليون درهـــــــــــــــــــم

6 مدارس حكومية في عجمان غــير آمنة

«الدفاع المدني» رفع تقارير إلى المنطقة التعليمية تشير إلى تدني مستوى الأمن والسلامة في المدارس. الإمارات اليوم

أبلغ مديرون ومسؤولون في مدارس حكومية، وإدارة منطقة عجمان التعليمية، والإدارة العامة للدفاع المدني في عجمان، «الإمارات اليوم»، بأن المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم في إمارة عجمان، تعاني تهالك أبنيتها وافتقار شروط الأمن والسلامة، واصفين حال ست منها بأنها «أصبحت غير آمنة، ويتعين رفعها من الخدمة بسبب انقضاء عمرها الافتراضي»، فيما أفادت مديرة إدارة الأبنية والخدمات التعليمية في وزارة التربية والتعليم، نجيبة يوسف، إنه سيتم إجراء صيانة لـ48 مدرسة في دبي والإمارات الشمالية ومنها عجمان، بكلفة إجمالية تبلغ نحو 42 مليون درهم، على أن يتم البدء عقب انتهاء موسم الامتحانات، والانتهاء قبل بداية العام الدراسي المقبل.

صيانة شاملة وجزئية

وجيه السباعي ــ دبي / أفادت مديرة إدارة الأبنية والخدمات التعليمية في وزارة التربية والتعليم، نجيبة يوسف، بأنه سيتم إجراء صيانة ما بين شاملة وجزئية، على 48 مدرسة في دبي والإمارات الشمالية، بكلفة إجمالية تبلغ نحو 42 مليون درهم، مشيرة إلى أنه «تم التنسيق مع وزارة الأشغال بشأن تنفيذ المشروع، ليتم البدء فيه عقب انتهاء موسم الامتحانات الحالي، وتنتهي منه قبل بداية العام الدراسي المقبل». وتابعت أنه سيتم إجراء أعمال صيانة شاملة على نحو 31 مدرسة حكومية، تشمل جميع الخدمات والمرافق في المبنى المدرسي، فيما يتم إجراء صيانة جزئية على نحو 17 مدرسة أخرى تتمثل في بناء إضافات خدمية تحتاج إليها، مثل المظلات والفصول، وبعض الخدمات غير المتوافرة، وتحتاج إليها المدرسة لتضطلع بدورها بشكل كامل.

وذكرت أن «هناك أعمال صيانة خارجية تمت على بعض المدارس قبل نهاية العام الدراسي الجاري، كونها لم تتطلب دخول العمال إلى المدرسة، في حين تم البدء في صيانة البناء المدرسي من الداخل، نهاية شهر يونيو الماضي، عقب الانتهاء من امتحانات الفصل الدراسي الثالث».

وأضافت «تم إجراء زيارات ميدانية من قبل فريقين من المهندسين التابعين لوزارتي التربية والأشغال، لتقييم حالة المباني المدرسية، وتحديد المباني التي تحتاج إلى صيانة، سواء كانت جزئية أو شاملة، بحيث تتولى وزارة الأشغال مهمة صيانتها، وإجراء المناقصات الخاصة بهذه المشروعات لاختيار شركات المقاولات القادرة على عملها بكفاءة عالية».

وأشارت يوسف إلى أن أعمال الصيانة ستتم على مراحل مختلفة، لضمان سرعة الانتهاء منها، وتسليمها في الوقت المحدد قبل بداية العام الدراسي المقبل.

وطالبت التقارير الصادرة من منطقة عجمان التعليمية، والموجهة إلى وزارة التربية والتعليم، بـ«ضرورة إحلال مباني المدارس بأخرى جديدة، بعد أن أفادت إدارة الدفاع المدني، بأن «جميع مدارس عجمان لا تتوافر بها متطلبات الأمن والسلامة، وأن 80٪ من معدات الأمن والسلامة بها غير صالحة للاستخدام، فيما تعد المدارس الخاصة أكثر التزاماً بمتطلبات الأمن والسلامة».

وفي جولة ميدانية أجرتها «الإمارات اليوم» في مدارس حكومية لمراحل دراسية مختلفة، أكد مديرون أنهم اضطروا إلى إغلاق مرافق ومنع الطلبة من استخدامها نظراً لخطورتها، مثل كرفانات خشبية قديمة كانت تستخدم غرفة صلاة، ودورات مياه غير صحية، وفصول محطمة النوافذ والأبواب، لافتين إلى «أنهم رفعوا تقارير للمنطقة تفيد باتخاذهم إجراء الإغلاق، لتخلي مسؤوليتهم في حال وقوع إصابة لأي طالب»، مشيرين إلى أنهم بجهود شخصية وبتبرعات خارجية أسهموا في تحسين المباني من حيث أعمال الدهان وتركيب أجهزة تكييف جديدة.

وأكد مسؤول الشؤون الإدارية في إدارة منطقة عجمان التعليمية، سليمان سعد، أنه تم إعداد قائمة بأسماء المدارس الحكومية التي ينطبق عليها قرار الإحلال، وإرسالها إلى وزارة التربية والتعليم، بعد أن أصبحت غير آمنة ولا تصلح لاستقبال الطلاب، وتتضمن ست مدارس، هي الراشدية للتعليم الثانوي، مدرسة الحميدية للتعليم الأساسي، مدرسة أم خلاد التأسيسية للبنات، ومدرسة ابن تيمية للتعليم الأساسي، إضافة إلى مدرستي ابن حزم الثانوية، ومصعب ابن عمير للتعليم الأساسي في منطقة المنامة التابعة لإمارة عجمان، ولكن لم تتلق المنطقة رداً من الوزارة يفيد بموعد الإحلال.

فيما ذكر رئيس قسم الوقاية والسلامة بالإنابة في الإدارة العامة للدفاع المدني في عجمان، الملازم أول علي راشد المطروشي، بأن «المدارس الحكومية في عجمان لا تتوافر فيها متطلبات الدفاع المدني لأبنية المدارس من حيث شروط الأمن والسلامة»، مشيراً إلى أن «معدات الأمن والوقاية الموجودة في المدارس قديمة، وتعد من عمر المبنى، إذ إنها لا تصلح للاستخدام، ونتيجة إهمال صيانتها، المفترض إجراؤها كل ستة أشهر، أصبحت معطلة، ويتعين استبدالها بأخرى حديثة».

وتابع المطروشي أن «الدفاع المدني رفع تقارير إلى المنطقة التعليمية تشير إلى تدني مستوى الأمن والسلامة في المدارس، ولكن لم تتلق إدارة الدفاع المدني أي تفاعل مع التقارير المرسلة، خصوصاً بعد الجولات التفتيشية التي يجريها قسم الوقاية والسلامة، التي أوضحت أن 80٪ من أدوات الأمن والوقاية معطلة».

واطلعت «الإمارات اليوم» على وثائق أعدها قسم الوقاية والسلامة يفيد بمخالفات المدارس بمتطلبات الدفاع المدني لأبنية المدارس والجامعات، إذ تشابهت إدارات المدارس في تلك المخالفات وهي تعطل أجهزة الإنذار ومضخات الحريق وخراطيم المياه ذات البكرة، وطفايات الحريق، إضافة إلى ضرورة إزالة أسطوانات الغاز المستخدمة في مطابخ المدارس، والمخلفات الخشبية المتراكمة خلف الفصول التي تعد قابلة للحريق، والمواد المخزنة في غرف الكهرباء، كما أشارت الوثائق إلى أن مباني المدارس تخلو من اللوحات الإرشادية ومخارج الطوارئ.

وأوضح مدير الشؤون الإدارية، في منطقة عجمان التعليمية، سليمان سعد، أنه لا يوجد تعاقد بين الوزارة وشركات صيانة معدات الأمن والسلامة، ولكنه يسمح لإدارات المدارس بالتعاقد مع شركات صيانة، وأضاف سعد أنه «لا توجد مدرسة حكومية متعاقدة مع شركات من هذا النوع نظراً لعدم قدرة موازناتها على تحمل مصروفات صيانة معدات الأمن والسلامة».

وقد أظهرت جولة ميدانية لـ«الإمارات اليوم» في ثلاث مدارس حكومية، وهي الراشدية للتعليم الثانوي، والحميدية للتعليم الأساسي، وأم خلاد التأسيسية، أن تلك المنشآت تعاني تهالك أبنيتها، ورداءة مرافقها إضافة إلى افتقارها شروط الأمن والسلامة.

وقال مديرو تلك المدارس إن «تقارير صادرة من المنطقة التعليمية تؤكد أن المدارس الثلاثة مطروحة للإحلال، وأن الصيانة التي تجرى لها مجرد أعمال دهان لواجهاتها».

وأثناء زيارة مدرسة الحميدية للتعليم الأساسي، أفاد مدير المدرسة محمد الشامسي، بأن «ملاعب المدرسة أصبحت تشكل خطورة على الطلبة، خصوصاً أنها عبارة عن أرض رملية ينتشر بها الحصى، محاطة بأعمدة حديدية تعاني الصدى، وأسلاك معدنية متكسرة، أما مظلة الملعب فقد تساقطت أجزاء معدنية منها، ولم يتم إصلاحها حتى الآن، وأظهرت الجولة أيضاً في المدرسة رداءة الفصول الدراسية بالطابق الثاني من المبنى، التي تعاني تحطم نوافذها وعدم صلاحية أجهزة التكييف فيها، ما جعل إدارة المدرسة تتخذ قراراً بإغلاقها بالكامل ومنع الطلبة من الدراسة فيها».

أما مدرسة الراشدية للتعليم الثانوي، فقد ذكرت إدارتها أنها مستاءة من شركة الصيانة الحالية، لأنها لم تجرِ صيانة شاملة للمدرسة.

وأفاد مدير المدرسة محمد الشمري، بأن «الصيانة التي أجريت كانت مؤقتة، إذ مازالت توصيلات الكهرباء رديئة، ودورات المياه قديمة ومن الضروري استبدالها بأخرى جديدة»، مؤكداً أن «تقارير المنطقة تؤكد ضرورة إحلال المبنى لأنه غير صالح للخدمة، إذ بدأت مرافق المدرسة خصوصاً المختبرات والملاعب ومسرح المدرسة، لا يستطيع الطلبة الاستفادة منها نظراً لرداءتها».

وأثناء التجول في مدرسة أم خلاد، التي بدأت تخلو من معدات الأمن والسلامة ومخارج الطوارئ، أفادت مديرة المدرسة علياء ثاني، بأن «المدرسة أكملت 17 عاماً من دون مرافق، إذ كانت عبارة عن فصول دراسية فقط، وبها مظلة (اسبستوس) قديمة، وعن طريق التبرعات والمساعدات التي حصلت عليها إدارة المدرسة من جهات خيرية، تمكنت من إنشاء مكتبة بالمدرسة ومختبر ومصلى للطالبات». وأشارت ثاني إلى أن «إدارة الدفاع المدني أرسلت لها تقريراً يفيد بمدى خطورة الوضع في المدرسة، إذ إنها تفتقد شروط السلامة، خصوصاً أن التوصيلات الكهربائية بها مكشوفة، إضافة إلى عدم توافر عدد كاف من طفايات الحريق، وأنه في حال وقوع حريق في المدرسة لا نعرف كيف سنتصرف مع الطالبات إذ إنه لا يوجد مخرج طوارئ والوحيد للمدرسة يؤدي إلى الشارع العام».

يشار إلى أن المدارس المذكورة، انقضى عمرها الافتراضي منذ مدة طويلة، وراسل مديروها وزارة التربية والتعليم مرات عدة، ولكنهم لم يتلقوا رداً على مراسلاتهم.

تويتر