‏«التربية» تكشف عن خطة لإعادة هيكلة الإدارات المدرسية‏

‏آباء يطالبون بتقسيم المرحلة الابتـــدائية لحماية أبنائهم من التحرّش‏

وجود طلبة كبار السن يسبب مشكلات سلوكية في المرحلة الابتدائية. تصوير: أسامة أبوغانم

‏‏طالب آباء طلاب في المرحلة الابتدائية بفصل الطلبة من الصف الأول إلى الثالث، عن زملائهم من الصف الرابع إلى السادس، لاحتواء الأخيرة على طلبة متكرري الرسوب، لافتين إلى أن بعض طلبة المرحلة السادسة أعمارهم 13 عاماً، أي في مرحلة المراهقة، لمنع حوادث التحرش بينهم، فيما كشفت وزارة التربية والتعليم عن وجود خطة لإعادة هيكلة الإدارات المدرسية وتعيين مدرسين إضافيين متخصصين بمتابعة سلوك الطلاب، للقضاء على ظاهرة التحرش بين الأطفال، وفق المديرة التنفيذية للشؤون التعليمية في الوزارة شيخة الشامسي.

وأعرب والد طالب في المراحل الأولى من التعليم الابتدائي سالم النعيمي عن حزنه لتعرض ابنه للإيذاء البدني من قبل طلاب مراهقين في المدرسة نفسها، نظراً للفروق العمرية الكبيرة بينهم، وتفاوت البنية الجسدية، مؤكداً أن ذلك أثر بشكل كبير في نفسية ابنه، وبالتالي في تحصيله الدراسي.

وتساءل النعيمي عن «كيفية سماح وزارة التربية والتعليم للطلاب فوق سن 13 عاماً للدراسة في مدرسة واحدة مع آخرين لم تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، وتعرض صغار السن للتحرش الجنسي وكثير من المشكلات السلوكية من قبل الآخرين»، مطالباً الوزارة بضرورة إعادة النظر في تلك المشكلة، حفاظاً على نجاح العملية التعليمية.

وأوضح أن كثيراً من الطلبة يرسبون بشكل متكرر في المراحل النهائية من التعليم الابتدائي، ما جعلهم يدخلون سن المراهقة وهم لايزالون في تلك المرحلة، وممارسة أشكال مختلفة من العنف البدني والنفسي على الطلبة صغار السن، الأمر الذي يوجب ضرورة إيجاد فصل بين الطلبة من الصف الأول إلى الثالث، وبين الآخرين من الصف الرابع إلى السادس، كما كانت الحال سابقاً حتى فترة التسعينات.

وطالب حمود الدرعي والد طالب آخر بضرورة تفعيل قرار الفصل ليس في المدارس فقط، بل في الحافلات المدرسية أيضاَ، مشيراً إلى وجود مشكلات كثيرة تنتج عن احتكاك طلبة كبار السن بطلبة الصفوف الأولى في المرحلة الابتدائية.


«التربية» تؤهّل 107 مديري ومديرات مدارس حكومية 
 

شارك 107 مديري ومديرات مدارس حكومية في دورة الإعداد والتأهيل التي خصصتها وزارة التربية والتعليم، لتمكين إدارات المدارس من مهارات وأدوات التقييم الذاتي في إطار مشروع الاعتماد الأكاديمي، الذي بدأت تنفيذه بشكل عملي مطلع العام الدراسي الجاري في وقت يستعد فيه توجيه الإدارة المدرسية للالتحاق ببرنامج تدريبي لمتابعة أعمال تحسين البيئة التعليمية.

وقال المديرون والمديرات الذين ينتظمون في الدورة المنعقدة حاليا في ديوان الوزارة، إنهم أصبحوا قادرين على استحداث آليات متطورة لمتابعة عمليات التحسين الجارية في مدارسهم، ووصلوا من خلال الدورة المتخصصة إلى أساليب متنوعة يمكن من خلالها إنهاء عمليات التقييم الذاتي بنجاح.

وأثنوا على خطوة الوزارة في هذا الاتجاه وبرنامج الدورة، مؤكدين أن ما اكتسبوه من مهارات سيساعد كثيرا على تطور المدارس التي حصلت على الاعتماد الأكاديمي، وسيسهم مباشرة في تطوير البيئة التعليمية للمدارس الساعية للحصول على الاعتماد.

وقالت المديرة التنفيذية للشؤون التعليمية بالإنابة شيخة الشامسي، إن الوزارة ترصد الدورة المنعقدة حاليا والتي تضم 107 من مديري ومديرات المدارس على مستوى الدولة للتعرف إلى مدى تحقق الأهداف المرجوة منها.

وأعلنت عن توجه الوزارة لإلحاق موجهي الإدارة المدرسية ببرنامج تدريب متطور سيبدأ تنفيذه مطلع مايو المقبل، لإكساب الموجهين أدوات جديدة تساعدهم على متابعة خطط تحسين وتطوير المدارس والإشراف على تنفيذ توصيات تقارير الاعتماد الأكاديمي. وأكدت الشامسي أن الوزارة تسعى على أكثر من صعيد للارتقاء بمستوى المدارس والوصول بالخدمة التعليمية إلى درجة الجودة ومن ثم حصول المدارس على الاعتماد الأكاديمي، موضحة أن الاعتماد نفسه ليس نهاية المطاف إذ تعده الوزارة وسيلة مهمة لرفع مستوى مخرجات التعليم العام. وأعربت عن ثقة الوزارة بإدارات المدارس وقدرتها على قيادة أعمال التطوير وفق ما هو مخطط ومقرر، لافتة إلى أن الدورة المتقدمة التي تشهدها الوزارة حاليا عكست حرصا شديدا لدى المديرين والمديرات على المضي قدما في مرحلة الإصلاح والتطوير. دبي ــ وام‏

وأشار إلى أنه يجب على الوزارة فصل الطلبة من الأول إلى الثالث الابتدائي، أو فصل الصف السادس على حدة ودمجه في التعليم الإعدادي، كونهم أصبحوا ناضجين بما يكفي، وبما يسمح باندماجهم معهم.

وأكد والد طالب بالصف الثالث الابتدائي جمال نعيم، أن الطلبة صغار السن يتأثرون بالسلوكيات العامة للطلبة المراهقين الموجودين معهم في المدرسة نفسها، لافتاً إلى أن بعض الطلبة المراهقين يدخنون السجائر في المدرسة، وبالتالي يقلدهم الطلبة صغار السن، كذلك يحاكون بعض السلوكيات غير الأخلاقية التي لا تتواءم مع حداثة أعمارهم.

ومن جانبها قالت الشامسي، إن الأنظمة التعليمية عادة ما تخضع لاشتراطات معينة، خصوصا تقسيم المراحل الدراسية، مؤكدة أن النموذج الحالي من المدارس لم تقره الوزارة إلا بعد دراسات وأبحاث مستفيضة، أثبتت صلاحية هذا النظام للعملية التعليمية.

وأشارت إلى أن مطالبات آباء الطلبة بالفصل، تعتمد على حالات استثنائية قد تحدث في بعض المدارس، نتيجة قلة الطلبة كبار السن في المدارس الابتدائية، مقارنة بالمجموع الكلي للطلاب، مشيرة إلى أن علاج مثل هذه الظواهر يعود بشكل أساسي إلى الإدارات المدرسية والهيئات التعليمية، من حيث متابعة الظواهر السلوكية الغريبة التي تنتج عن الطلاب، معتبرة القيام بالفصل شذوذاً عن القاعدة.

وأوضحت أنه حتى اليوم لا توجد دراسة أو بحث يثبت أن تلك المشكلة وصلت إلى مرحلة يمكن وصفها بالظاهرة، وفي الوقت نفسه لا يستطيع أحد نفي وجودها، كونها حالات فردية تحدث في بعض المدارس، وتتطلب وجود رقابة صارمة من قبل الإدارة المدرسية للقضاء عليها، فضلاً عن توفير برامج للإرشاد والتوعية في تلك المدارس، وتوفير الوعي الأسري لدى أولياء الأمور من خلال تثقيفهم حول كيفية فهم سلوكيات الطلاب تجاهها وآلية التصرف معها.

وذكرت الشامسي أنه بالنظر إلى الإدارات المدرسية الحالية، فإن هؤلاء المعلمين غير قادرين على متابعة مثل تلك القضايا وحلها بشكل مستمر، كونهم مثقلين بأعباء تدريسية أخرى، لذا فإن الوزارة تتوجه لإعادة هيكلة الإدارات المدرسية والنظر في الكادر التنظيمي للمدارس بشكل كامل، وتوفير أشخاص يتولون مهمة الأدوار الإضافية للمساعدة على فهم قضايا الطلاب السلوكية، بالإضافة إلى التوجيه المهني للطلاب في المدارس، كأحد الحلول للقضاء على مشكلات الطلاب في المدارس. وأكدت أن الوزارة انتهت من وضع خطة جديدة من المزمع تطبيقها خلال العام الدراسي المقبل على المدارس كافة، معتبرة أن تلك الخطة من شأنها إيجاد حلول فورية وعاجلة لأهم وأبرز المشكلات التي يقابلها الطلبة في المدارس، والتي يعانيها أيضاً أولياء الأمور، وعلى رأسها المطالبة بتقسيم التعليم الابتدائي إلى مرحلتين.‏

تويتر