‏‏‏تربويون طالبوا بإلغاء السنة «التحضيرية».. و«التربية» تدرس الارتقاء بالمنظومة التعليمية

٪95 من خريجي «الثانويــة»غير مؤهلين لدخول الجامعات‏

السنة التحضيرية تستنزف ما يقارب 30٪ من موازنات مؤسسات التعليم العالي. أرشيفية

‏أكد تربويون أن 95٪ من خريجي الثانوية العامة غير مؤهلين لدخول الجامعات. مشيرين إلى أهمية إلغاء السنة «التحضيرية» في الجامعات داخل الدولة، والتي تُفرض على الطلبة غير المؤهلين لدخول الجامعات بسبب ضعفهم في اللغة الإنجليزية، وذلك لأنها تستنزف ما يقارب 30٪ من موازنات مؤسسات التعليم العالي، إذ تذهب تلك النسبة الكبيرة من الموازنة في الإنفاق على طلبة هذه السنة من أجل إعدادهم وتأهيلهم في أربعة مساقات هي اللغتان العربية والإنجليزية والرياضيات والحاسب الآلي «تقنية المعلومات»، بما يمكنهم من الالتحاق بالتخصصات الدراسية الجامعية والتفاعل معها بصورة مباشرة.

وأوضح التربويون أن طلاب الثانوية العامة غير مؤهلين لدخول الجامعات إلا بعد الحصول على السنة التأسيسية، فيما 5٪ فقط منهم يدخلون الجامعات من دون الحاجة للحصول على هذه السنة التحضيرية، مؤكدين أهمية وجود حلول وطرق يمكنها أن تؤدي إلى الاستغناء عن هذه السنة التحضيرية في جامعات الدولة وذلك حتى تكون نسبة الملتحقين بالجامعات من دون الحاجة إلى سنة تحضيرية 100٪ من جملة خريجي الثانوية العامة، لافتين إلى «أنه من الضروري التركيز على تدريس تلك المواد في المرحلة الثانوية، بحيث يتم زيادة عدد حصصها وتنظيم دورات تدريبية صيفية للطلاب في اللغتين العربية والإنجليزية، وذلك حتى يستطيع الطالب أن يصل إلى المستوى الجامعي المطلوب من دون الحاجة إلى عام دراسي تحضيري يكلف مؤسسات التعليم العالي موازنة كبيرة».

من جهته، قال مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم الدكتور مغير خميس الخييلي لـ«الإمارات اليوم» إن «أحدث الدراسات أثبتت أن 5٪ فقط من طلاب إمارة أبوظبي يلتحقون بمؤسسات التعليم العالي من دون الحاجة إلى سنوات من التعليم الأساسي بعد أن كانت نسبتهم 3٪، الأمر الذي دعا إلى وقفة جادة لرفع هذه النسبة إلى معدل يتناسب مع الارتقاء بالمنظومة التعليمية وتأهيل الطلاب للالتحاق بالتعليم العالي، من دون الحاجة إلى هذه السنة التحضيرية والتعرف إلى التحديات التي تواجه الطلبة في العملية التعليمية، إضافة إلى العمل على إيجاد حلول لمشكلة عدم استمرارية الطلبة في مقاعد التعليم العالي، من دون الحاجة إلى أي برامج تأسيسية تتسبب في إهدار الوقت والجهد».

وأضاف الدكتور الخييلي أن «أبرز أسباب ذلك يرجع إلى ضعف اللغتين العربية والإنجليزية لدى الطلبة، خصوصاً أن مواكبة التطور الحديث الذي يشهده العالم يتطلب إتقان اللغة الإنجليزية، والتي تشكل مطلباً أساسياً في الدراسات العلمية مثل الرياضيات والعلوم وتقنية المعلومات، ومن الأسباب الأخرى الاعتماد على النمط التقليدي في التعليم في الحفظ والتلقين والتركيز على الكتاب مصدراً رئيساً، والبعد عن مهارات التفكير الإبداعي التي تساعد على التطوير التعليمي للطلاب»، لافتاً إلى أن «الطرق التعليمية الحديثة تعتمد على مصادر تعليمية وتقنية أخرى، وإذا قارنا ساعات الدراسة اليومية بالدول المتقدمة نجد أن الساعات المعتمدة في مدارس إمارة أبوظبي من أربع إلى خمس ساعات يومياً وهي قصيرة ما إذا قورنت بمعدل ساعات التعليم في بعض الدول المتقدمة والتي تتراوح من سبع إلى ثماني ساعات يومياً، الأمر الذي يتطلب زيادة نصاب حصص اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات لطلبة المرحلة الثانوية».

من جهتها، أكدت المديرة التنفيذية للشؤون التعليمية ومديرة إدارة الترخيص والاعتماد الأكاديمي في وزارة التربية والتعليم شيخة راشد الشامسي، أن المشكلة تكمن في مستوى الطلاب في اللغتين الإنجليزية والعربية، لافتة إلى السعي نحو عمل مراجعة شاملة لطرق تدريس اللغتين الإنجليزية والعربية اللتين تمثلان تحدياً للطلاب، موضحة أن «التركيز على محتوى المناهج وتطويرها فضلاً عن زيادة عدد ساعات تدريس تلك المواد قد يكون حلاً يمكنه أن يسهم في رفع مستوى الطلاب، ولكن بشرط التأكيد على دور الطالب، متعلماً وليس متلقياً، وكذا تطوير أداء المعلم نفسه والعمل على رفع مستواه».

وأشارت الشامسي إلى أن هناك خطة شاملة لإعادة تطوير المناهج في التعليم الثانوي وإعادة النظر في نظام التعليم من أجل تحسين مخرجاته، لافتة إلى أن هذه هي إحدى الخطوات في الاتجاه الصحيح، مضيفة أن تجربة مدارس الغد تعد من الوسائل التي تعمل على تقليل الفجوة بين مخرجات التعليم العام وتوقعات التعليم العالي، وذلك لأن مدارس الغد لديها إيجابيات في هذا الشأن وفقاً لمديري تلك المدارس، الذين أوضحوا أن مدارس الغد في تطوير دائم ومستمر، ومن حيث تطوير أداء معلميها فضلاً عن وجود المنسقين الذين يعملون مدربين مقيمين للمعلمين في المدارس.

وأضافت الشامسي أن للدورات التدريبية أهمية كبيرة في الحد من اللجوء إلى تلك السنة التحضيرية لتأهيل الطلاب من خلالها، لافتة إلى أنه في العام الماضي تم عمل دورات تدريبية لطلاب الثانوية العامة لتعليمهم اللغة الإنجليزية، وذلك في كليات التقنية.

وأكد مدير جامعة زايد الدكتور سليمان الجاسم، أن هناك جهوداً كبيرة تبذل من قبل وزارة التربية والتعليم وكذا مجلس أبوظبي للتعليم وهيئة المعرفة في دبي وغيرها من الجهات المعنية ذات العلاقة بالشأن التعليمي، موضحاً أن هذه الجهود تستهدف النهوض بمستويات الطلبة في المرحلة الثانوية في اللغات والرياضيات والعلوم التطبيقية، ومن بين هذه الجهود مشروع مدارس الغد الذي انطلق قبل أعوام بهدف رفع المستويات العلمية للطالب في تلك المساقات، وتالياً تأهيله للانخراط مباشرة في التخصص الجامعي.

وأوضح الدكتور الجاسم أن 30٪ من موازنات مؤسسات التعليم العالي تذهب إلى الإنفاق على طلبة السنة التأسيسية ويتم إعداد هؤلاء الطلبة وتأهيلهم بما يمكنهم من الالتحاق بالتخصصات الدراسية الجامعية والتفاعل معها بصورة مباشرة.

وقالت مديرة مدرسة السمحة للتعليم الأساسي والثانوي في أبوظبي منى صالح ثابت، إنه لابد من التركيز على تدريس اللغة الإنجليزية في المراحل التعليمية المختلفة حتى يمكن الاستغناء عن تلك السنة التحضيرية، موضحة أن مجلس أبوظبي للتعليم يعمل على سد تلك الفجوة بين مؤسسات التعليم العام ومؤسسات التعليم العالي.

دورات تدريبية

وأضافت ثابت أن تنظيم دورات تدريبية صيفية لتعليم الطلاب اللغة الإنجليزية أو إرسال الطلاب في تلك الفترة إلى الخارج لتعلم اللغة الإنجليزية سيكون له الأثر الإيجابي في رفع مستوى الطلاب، متوقعة أن ترتفع نسبة الطلبة المؤهلين لدخول الجامعة من دون الحصول على سنة تأسيسية.

وذكرت مديرة مدرسة سلامة بنت بطي للتعليم الثانوي في أبوظبي مريم جمعة الشامسي، أن المدارس الحكومية تحتاج إلى تفعيل دور اللغتين العربية والإنجليزية فيها، مقترحة أن يتم تحضير طلاب صفوف الـ10 والـ11 والـ12 لامتحان «الأيلس» خلال تلك السنوات الثلاث حتى يستطيع الطالب المرور إلى الجامعة وهو مؤهل للدراسة باللغة الإنجليزية من دون الحاجة إلى دراسة السنة التأسيسية.

وأكدت مديرة مدرسة عائشة بنت أبي بكر للتعليم الثانوي في أبوظبي عائشة الشامسي، أن التجربة التي قام بها مجلس أبوظبى للتعليم في استقدام مدرسين أجانب لتدريس اللغـة الإنجليزيـة لطلاب المرحلة الثانوية، قد تكون لها نتائج ملموسة على الطلاب حتى يختصروا تلك السنة التحضيريـة التي يهـدف المجلس إلى التخلص منها.

موضحة أن الطلاب لا يتعلمون إلا بالاحتكاك المباشر مع أهل تلك اللغة، ولذلك فإن الطلاب يكونون مجبرين على التحدث مع هؤلاء الأجانب، ما يمكنهم من إتقان اللغة في أسرع وقت.

وقالت إن السنة التحضيرية في الجامعات يمكن الاستغناء عنها لو أحسن تدريس اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والحاسب الآلي في المرحلة الثانوية.‏

تويتر