حاول استدراجها لتحقيق رغباته.. ففكرت الطفلة في الانتحار

مدرّس يتحرّش بطالبة عبر رسائل «جنسية»

شرطة دبي تدعو دائماً إلى ضرورة الإبلاغ عن حالات التحرش بالأطفال. أرشيفية

باشرت النيابة العامة في دبي، التحقيق في واقعة تحرّش لفظي بطالبة تبلغ من العمر 11 عاماً، من قِبل مدرّس آسيوي (46 عاماً)، في مدرستها الخاصة، ما سبب لها ضغوطاً نفسية وجسدية، وأوجاعاً وصلت لدرجة التعبير لزميلاتها بالمدرسة عن رغبتها في الانتحار، متأثرة برسائل تتضمن إيحاءات جنسية، وصوراً مخلّة.

دعم نفسي للطفلة

قالت والدة الطالبة المجني عليها، لـ«الإمارات اليوم»، إن استجابة الشرطة تشجّع الجميع على عدم الصمت على مثل هذه الجرائم، لأن الطفلة تأزمت نفسياً، حتى احتاجت الأسرة إلى مراجعة طبيب نفسي، ليقدم لها الدعم النفسي ويعيد إليها ثقتها بنفسها مرة أخرى، لافتة إلى أنها أصرت على إبلاغ الشرطة بالرغم من أنها الطفلة ستنتقل إلى مدرسة أخرى في العام الدراسي الجديد، حتى لا تقع طفلات أخريات ضحايا لمثل هذه السلوكيات الشاذة.

وأفاد مصدر مقرب من الأسرة بأن الآثار النفسية المترتبة على التحرش بالطفلة لا تزال غير واضحة لأنها مرت بحالة اكتئاب حادة زرعت لديها ميولاً انتحارية، على الرغم من أن الطبيب النفسي أكد أنها لم تتعرض لتحرش جسدي، واقتصر المدرس على التحرش اللفظي والكتابي، لكن الأسلوب الذي اتبعه المتهم كان بالغ الضرر، على الرغم من أنه متزوج.

وأفادت أم الطفلة، في أقوالها بمحضر استدلال شرطة دبي، بأن إدارة المدرسة التي تدرس فيها الفتاة، تواصلت معها في شهر مايو الماضي، وأبلغتها بأن الطفلة البالغة من العمر 11 عاماً، وتدرس في الصف السادس، تعاني تغيراً واضحاً في حالتها النفسية والسلوكية، لدرجة أنها أفصحت لبعض زميلاتها ومعلماتها عن رغبتها في الانتحار، للتخلص من حياتها.

وأضاف الأم أنها بادرت إلى مراقبة ابنتها فور تلقيها ملاحظة المدرسة، ولاحظت أنها ليست على ما يرام، سواء جسدياً أو نفسياً، لأسباب بدت غير مفهومة، إذ دأبت على الشكوى المتكررة من أوجاع عضوية متفرقة في جسدها.

وتابعت أن «ابنتي ظلت تعاني هذه الحالة حتى الشهر الماضي، حين اكتشفنا أن مدرّس الحاسوب في المدرسة يتواصل معها عبر تطبيق دردشة معروف، منذ فترة ما قبل إغلاق المدرسة لإجازة الصيف»، لافتة إلى أن الرسائل التي تلقتها من المدرّس كانت تحوي رسائل وإيحاءات جنسية غير لائقة، وصوراً مخلّة، تدل على التحرش الجنسي بالطفلة.

وتابعت أنها تواصلت مباشرة مع مسؤولة المدرسة، التي تعاونت مع الأم، وزوّدتها بصورة من جواز سفر المدرّس لاتخاذ الإجراءات اللازمة، لافتة إلى أنها ليست واثقة من حدوث تحرش جسدي مباشر باللمس، لكن بحسب الرسائل النصية التي أرسلها، فإن التحرش اللفظي واضح. وحول محتوى الرسائل النصية التي أرسلها المدرّس المتهم إلى الطفلة، قالت الأم إنه طلب منها تصوير مناطق حساسة في جسدها وإرسالها.

من جهته، اعترف المدرّس المتهم (إ.إ.ج)، آسيوي، يبلغ من العمر 46 عاماً، في أقواله بمحضر استدلال الشرطة، بأنه كان يتواصل مع الطالبة عبر تطبيق الدردشة، ويرسل إليها إيحاءات جنسية، ويطلب منها صوراً، لافتاً إلى أنه استطاع الحصول على رقمها، نظراً لأنه مشرف على مشروع يقوم بتنفيذه الطلبة، وأعطاها رقمه الشخصي، وكانت تتواصل معه عليه، من أجل المشروع العلمي، لكنه تمادى وتحرّش بها لفظياً. وراعت الشرطة باستجواب الطفلة في غرفة معدة لهذا النوع من القضايا في مركز الشرطة القصيص، التي حدثت الواقعة في نطاق اختصاصه، وبحسب أسرتها، فإن البلاغ قوبل باهتمام كبير من الأجهزة الأمنية، وتم الحصول على إفادة المجني عليها في مكتب أقرب إلى غرفة ألعاب، يحوي أدوات رسم، فكانت تدلي بأقوالها أثناء قيامها بالرسم، منوهة عبر حساب شرطة دبي في «تويتر» بالأسلوب الراقي والإنساني الذي عوملت به الطفلة، وسرعة ضبط المدرّس المتهم خلال 24 ساعة.

تويتر