اختبأتا من النيران في الحمام فاختنقتا بالدخان

وفاة مواطنتين توأمتين اختناقاً بحريق ملحق فيلا في دبي

دخان الحرائق غالباً ما يكون قاتلاً وترتفع خطورته أثناء النوم. أرشيفية

توفيت شقيقتان مواطنتان توأمتان، في العشرينات من عمرهما، اختناقاً في حريق شب، أمس، بملحق فيلا أسرتهما بمنطقة الطوار 3، وفق مصدر مسؤول بالدفاع المدني في دبي، الذي أوضح أنهما كانتا نائمتين، وانتبهتا متأخرتين إلى الحريق، وحاصرتهما النيران في الداخل، ما دفعهما إلى الاختباء في الحمام، وماتتا لاحقاً متأثرتين باستنشاق الدخان السام.

وقال المصدر لـ«الإمارات اليوم»، إن «الملحق عبارة عن صالة وغرفة وحمام، في الجزء الخلفي، وليس له سوى مخرج واحد، كما أن نوافذه مؤمنة بشبك حديدي، ما حال دون هروبهما منه».

وكشف أن طفلة عمرها أقل من عامين، كانت برفقتهما في الملحق، بالإضافة إلى الخادمة، وكانت الخادمة أول من تنبّه إلى الحريق، وحاولت إيقاظ الفتاتين، إلا أنهما تأخرتا في الاستجابة، فحملت الرضيعة وفرت إلى الخارج، وتعرضتا لإصابات بسيطة وتم إخضاعهما للإسعافات اللازمة.

الأكسجين في الأسفل

أكد رئيس قسم الهندسة الجنائية بالإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي، أحمد محمد أحمد، ضرورة الانتباه إلى أن الدخان يصعد إلى الأعلى، ففي غرفة ارتفاعها ثلاثة أمتار، يتجمع في مترين بالأعلى ويترك متراً بالأسفل، حيث يتجمع الأكسجين، لذا ينصح رجال الإنقاذ عند الإخلاء بالزحف أثناء اقتحام الحرائق لسهولة البحث عن السكان.

ولفت إلى أهمية أن يكون هناك سلم مفتوح لسطح المنزل، للهرب إليه من الدخان، مشيراً إلى أن بعض السكان يخالفون ببناء غرف فوق السطح، ويغلقون السلم المؤدي إليه، دون أن يدركوا خطورة ذلك حال وقوع حريق.

وتفصيلاً، ذكر المصدر أن بلاغاً ورد إلى غرفة عمليات الدفاع المدني في دبي، الساعة 10:47 صباح أمس، عن اشتعال حريق في ملحق فيلا في منطقة الطوار 3، فانتقلت على الفور فرق من مركز الدفاع المدني بالقصيص، ووصلت إلى الموقع خلال خمس دقائق، وتمكنت من إخماد الحريق مباشرة. وأضاف أن رجال الإنقاذ والإطفاء اقتحموا النيران قبل السيطرة على الحريق، بهدف إخراج الفتاتين، ووصلوا إليهما بالفعل في حمام المنزل، وكانتا في حالة إغماء، فتم تسليمهما إلى الإسعاف، لكنهما توفيتا لاحقاً، نتيجة استنشاق الدخان السام الناتج عن الحريق.

وأشار إلى أن الحريق شبّ في وسط الملحق، وحين تنبهت الفتاتان لم تستطيعا تجاوز النيران، فلجأتا إلى الاختباء في الحمام، ونظراً لأن النوافذ مغطاة بحواجز حديدية لم تتمكنا من الهرب.

وأكد أن الحريق محدود في ذاته، لكن عواقبه كانت مأسوية، نتيجة افتقاد المكان إلى اشتراطات الأمن والسلامة، مثل عدم وجود مخارج كافية، لافتاً إلى أن خبير الحرائق بالإدارة العامة للأدلة الجنائية في دبي، انتقل إلى الموقع لتحديد أسباب الحريق.

وكان رئيس قسم الهندسة الجنائية بالإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي، أحمد محمد أحمد، ذكر لـ«الإمارات اليوم»، أن «دخان الحرائق قاتل، وترتفع خطورته أثناء النوم، لأن الإنسان لا يشعر به»، مشيراً إلى أن الناس تحاول دائماً الهرب من النار عند الحرائق، ولا يدركون خطورة الدخان».

وقال إن هناك سيناريو متكرراً لكثير من حرائق المنازل القاتلة بسبب الدخان، هو اشتعال الحريق بالطابق الأرضي، وعدم وجود منافذ، مشيراً إلى أن الدخان يصعد إلى الأعلى، ويكوّن سحابة خانقة.

وأضاف أن النتيجة تكون كارثية دائماً في حالة نوم سكان المنزل، وصعود الدخان إليهم دون انتباههم، أما في حالة استيقاظهم، فيتصرف البعض بطريقة خاطئة، ويرفضون فتح النوافذ تحسباً لدخول الأكسجين، الذي يؤدي إلى زيادة اشتعال النيران، مشيراً إلى أن هذه معلومة صحيحة بالفعل، لكن البديل أكثر خطورة، وهو التعرض للدخان.

وأشار إلى ضرورة فتح نافذة وباب إحدى غرف الطابق الثاني، حتى يتجه الدخان إلى منفذ الهواء، ويخرج من المنزل، فيما يتوجه الشخص إلى غرفة أخرى، ويغلق بابه، ويحاول سد الفتحات بشيء يقلل من تسرب الدخان، ويفتح النافذة ويطل برأسه منها، لكسب مزيد من الوقت حتى يصل الإنقاذ.

 

تويتر