جرفت مياه الوادي مركبتهما وتعلقا بجذع نخلة لأكثر من ساعة

شجاعة شباب مواطنين تنقذ أخوين من الغرق في وادي كدرا

المناطق الشمالية والشرقية في الدولة شهدت سقوط أمطار غزيرة نتج عنها جريان أودية منها وادي كدرا. من المصدر

سطّرت مجموعة من الشباب المواطنين، بينهم ثلاثة أخوة، مساء الجمعة الماضي، موقفاً بطولياً، إذ انقذت أخوين مواطنين من الغرق، بعد أن جرفت مياه وادي كدرا مركبتهما باتجاه عمق الوادي، وبقيا وسط المياه متعلقين بجذوع الأشجار لأكثر من ساعة، يقاومان قوة اندفاع مياه الوادي التي كانت تجرفهما باتجاه السد، قبل أن يخرجوهما ويقوموا بنقلهما إلى مستشفى الذيد للاطمئنان على صحتهما.

وساعدت إجادة الأخوة خميس وخليفة وسلطان مطر الغشام، وأصدقائهم سلطان سعيد علي وحمد سعيد عبدالله للسباحة وإقدامهم، على إنقاذ الأخوين مصبح وراشد سعيد القايدي، وسحبهما بعيداً باتجاه الضفة الآمنة، بعد أن جرفت مياه الوادي مركبتهما داخل السد، وبقيا عالقين وسط المياه ممسكين بجذع نخلة.

وكانت المناطق الشمالية والشرقية في الدولة شهدت خلال الأسبوع الماضي سقوط أمطار غزيرة، نتج عنها جريان عدد من الأودية، وامتلاء السدود والبحيرات بمياه الأمطار. وروى المواطن مصبح سعيد القايدي (30 عاماً)، تفاصيل القصة قائلاً: «خرجت من المنزل مع أخي راشد بعد صلاة المغرب باتجاه عزبتنا الواقعة في منطقة كدرا، وأثناء مرورنا بمجرى الوادي فوجئنا باندفاع كميات كبيرة من المياه باتجاهنا، حيث حال الظلام دون مشاهدتنا جريان الوادي، وأسهمت قوة اندفاع المياه في جرف مركبتنا بعيداً، بحيث لم يتمكن أخي راشد الذي كان يقودها من السيطرة عليها، وإخراجها، بسبب قوة دفع المياه لنا في مسارها باتجاه السد».

وتابع: «بعد أن لاحظنا انجراف مركبتنا لمسافة نحو 500 متر، عن مجرى الوادي، وأحسسنا بأننا نقترب من السد، وأن مياه السيول غمرت مركبتنا بشكل كامل، ولا أمل في خروجنا بالمركبة، قررنا الخروج منها، إذ خرجتُ من المركبة وتمسكت بغصن شجرة كان طافياً على سطح المياه، لكن محاولاتي للنجاة باءت بالفشل، إذ جرفتني المياه باتجاه مسارها، وكنت موقناً في تلك اللحظات أنه لا محالة من غرقي، نظراً لشعوري بزيادة عمق المياه، كما أنني كنت أقترب من السد، إلى أن تعلقتُ بشجرة كبيرة كانت في طريق اتجاه سير المياه، وبقيت ممسكاً بها بقوة انتظاراً لمن يأتي لإنقاذي».

وأضاف: «في هذه الأثناء صعد أخي إلى أعلى المركبة، وحين شعر بأن قوة المياه تجرف المركبة باتجاه عمق الوادي، قفز منها وتمسك بجذع نخلة كان طافياً فوق المياه، وبقي ممسكاً به نحو نصف ساعة، إلى أن حضر أصدقاؤنا إلى موقع الوادي، وجلبوا معهم مصابيح إضاءة كبيرة، وحبالاً لانتشالنا من المياه التي كانت تزيد كمياتها وحدة اندفاعها بشكل مستمر».

من جانبه، قال خميس مطر سالم الغشام، الذي أسهم في إنقاذ الأخوين: «حضرت في المساء إلى الوادي لمشاهدة جريان مياه الأمطار مع أخوتي (خليفة وسلطان) وفوجئنا بوجود مصبح وأخيه راشد وسط مياه الوادي، التي كانت تجرفهما باتجاه السد، فسبحت مع أخي خليفة باتجاه راشد الذي كان متعلقاً بجذع نخلة وسحبناه باتجاه الضفة الجنوبية، بمساعدة صديقنا (سلطان سعيد علي)».

وأشار إلى أنه «في هذه الأثناء وحين رجعنا إلى الضفة الشمالية للاطمئنان على مصبح، فوجئنا بأنه عالق مرة أخرى وسط مياه الوادي، إذ رجع رغبة منه في إنقاذ أخيه، فسبحت وأخرجته، وتوجهنا بهما إلى مستشفى الذيد، وتلقيا العلاج وخرجا من المستشفى».

تويتر