استنشقا غازاً ساماً بسبب تشغيلها فترة طويلة دون تحريكها

وفاة مواطن وإصابة آخر اختناقاً داخل سيارة

خبراء قسم الكيمياء أجروا تجربة على السيارة داخل المختبر الجديد، وحللوا هواءها. من المصدر

توفي شاب وأصيب آخر (مواطنان) نتيجة تسرب غاز أول أكسيد الكربون السام إلى السيارة التي كانا يجلسان فيها قرابة أربع ساعات.

وأثبت خبراء الأدلة الجنائية في شرطة دبي، أن الواقعة حدثت نتيجة عدم احتراق الوقود بصورة طبيعية، بسبب وجود خلل في السيارة، وتشغيلها فترة طويلة رغم توقفها.

وحذّر مدير الشؤون الفنية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي، العقيد خالد السميطي، من مخاطر هذا السلوك، خصوصاً خلال فصل الصيف، إذ يوقف أشخاص مركباتهم على جانب الطريق خلال الذروة، لتجنب الازدحام المروري، ويقضون وقتاً طويلاً داخل السيارات، ما يعرضهم لخطر الاختناق، خصوصاً إذا لم تخضع المركبة لصيانة دورية ملائمة.

وقالت خبير مساعد في قسم الكيمياء، سلامة بنت غليطة، إن «غاز أول أكسيد الكربون قاتل صامت، يتسرب ببطء، دون أن يشعر به الشخص، ما يؤدي إلى حدوث الوفاة».

أول أكسيد الكربون

قال العقيد خالد السميطي، إن أول أكسيد الكربون ينتج عن عملية حرق الوقود، كالبنزين أو أي مادة تحتوي على الكربون، وتحدث المشكلة عندما يتجمع الغاز في منطقة محصورة وسيئة التهوية أو مغلقة، إذ يدخل إلى الجسم عبر الجهاز التنفسي ويصل إلى الدم، وفيه يرتبط بجزيئات الهيموغلوبين الموجودة في خلايا الدم الحمراء، مانعاً إياها من الارتباط بالأكسجين - كما يفترض - ونقله إلى خلايا الجسم وأنسجته، موضحاً أنه يخنق الجسم داخلياً.

وأضاف: «صحيح أن الرئتين تعملان في هذه الحالة، ولكن الغاز السام يمنع خلايا الدم الحمراء من نقل الأكسجين، ما يؤدي مباشرة إلى الموت».

وأكد ضرورة التأكد من تهوية السيارة وفتح النافذة جزئياً إذا اضطر الشخص إلى تشغيلها فترة من الوقت دون تحريكها، وفحصها دورياً لدى جهات معتمدة.

وفي التفاصيل، قال العقيد خالد السميطي لـ«الإمارات اليوم» إن الواقعة حدثت صباح أول من أمس، إذ ورد بلاغ عن وفاة شاب (إماراتي) يبلغ 17 عاماً، وإصابة آخر بإصابات بليغة، أثناء وجودهما داخل سيارة توقفت فترة من الوقت في موقف تابع لفندق على شارع الشيخ زايد.

وتابع: «بالانتقال إلى موقع البلاغ وسؤال سائق السيارة (إماراتي ـ 18 عاماً)، أفاد بأنه قدم من مدينة العين مع ثلاثة من أصدقائه للتنزه في دبي، وتناولوا العشاء في أحد المطاعم في الساعة الواحدة صباحاً، ثم اتجهوا إلى الفندق في الساعة الثانية لقضاء ليلتهم، ونزل مع أحدهم للاستفسار والحجز، تاركاً صديقيه في السيارة، لكن ذلك استغرق وقتاً طويلاً نسبياً، لأنهما لم يجدا غرفة في الفندق نفسه، وبحثا في الفنادق المجاورة».

وقال السميطي إن مالك السيارة أكد أنه فوجئ عند عودته بدورية شرطة قرب سيارته، والتي حضرت الى المكان استجابة لبلاغ من موظف أمن في الفندق.

وأردف: «بعد استدعاء الإسعاف، تبين أن أحدهما توفي، فيما نقل الآخر إلى مستشفى راشد».

وذكر أن مالك السيارة أفاد بأنه اشتراها منذ شهر تقريباً، وأجرى لها صيانة في أحد الكراجات، وبدل مكثف الهواء بالتكييف «كومبرسور» نظراً لتعطله.

وأكد السميطي أن خبراء من ثلاثة أقسام في الإدارة العامة للأدلة الجنائية فحصوا الحالة، وأكد خبراء قسم السموم وجود آثار لغاز أول أكسيد الكربون في دماء الضحية، فيما أجرى خبراء قسم الكيمياء تجربة عملية على السيارة داخل المختبر الجنائي الجديد، وشغلوها، وحللوا الهواء داخلها، وتأكدوا من تسرب الغاز إلى الداخل، فيما تولى خبراء قسم الهندسة الجنائية فحصها فنياً للتأكد من علاقة التكييف بتسرب الغاز.

وتابع: «في حال التثبت من عدم إصلاحها بطريقة مناسبة، فربما تحول الى قضية جنائية ضد الكراج الذي بدل مكثف الهواء في جهاز التكييف».

إلى ذلك، عزت مساعد خبير بقسم الكيمياء، سلامة بنت غليطة، تسرب الغاز إلى عدم احتراق الوقود بشكل مناسب، نظراً لتشغيل المحرك فترة طويلة من دون أن تتحرك السيارة، لافتة إلى أن «الأكسجين قل داخل المركبة نظراً لعدم تجدد هوائها، وحل مكانه أول أكسيد الكربون، ما أدى إلى الوفاة».

وأكدت خطورة هذا السلوك، خصوصاً في فصل الصيف وقضاء فترات طويلة داخل المركبات أثناء تشغيلها دون تحركها، مشيرة إلى أن «فريقاً من القسم فحص السيارة بأجهزة حديثة وتأكد من عدم احتراق الوقود بشكل كافٍ، وانبعاث الغاز لهذا السبب».

وتابعت أن هذه ليست الحالة الأولى لوفاة تحدث نتيجة استنشاق أول أكسيد الكربون، الذي ينبعث من مصادر مختلفة مثل الدفايات والشوايات ومولدات الكهرباء بواسطة الديزل.

تويتر