متهم فيها إلى جانب ضباط من جهاز أمن دولة خليجية.. و«أمن الدولة» تطالب بأقصى العقوبات

متهم في قضية الإساءة إلى الدولة: اشتريت شرائح الهاتف تنفيذاً لأوامر مديري

المتهم أنكر معرفته باستخدام شرائح الهاتف المشتراة من الدولة. أرشيفية

طالبت نيابة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا، أمس، بإنزال أقصى العقوبات بحق المتهمين في قضية إساءة ضباط من جهاز أمن دولة خليجية، إلى دولة الإمارات ورموزها، تنفيذاً لأحكام قانون العقوبات الاتحادي، والقانون الاتحادي في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، موضحة أن المتهمين الخمسة في القضية استخدموا شرائح هاتف جوال إماراتية، للتسجيل في مواقع التواصل الاجتماعي، لإيهام المستخدمين بأنهم إماراتيون ينشرون صوراً ومعلومات وشائعات مسيئة للدولة ورموزها، لتنفيذ مخططاتهم.

«تاجر الإرهاب» استورد شرائح مسموحاً بها

دفع محامي الدفاع في قضية استيراد متهم (من جنسية دولة عربية)، شرائح إلكترونية، تستخدم في العتاد العسكري المعروفة إعلامياً بـ«تاجر الإرهاب»، يوسف آل علي، بعد توافر الركنين المادي والمعنوي في القضية، أن الشرائح ذات استخدام مزدوج، مدني وعسكري، وعدم اختصاص المحكمة في البت في تزوير محررات رسمية وأختام تعود إلى جامعة وشركة بترول وطنيتين. وطالب بعدم إعادة موكله، وإن دانته المحكمة، إلى دولته، إذ إنه يمكن أن يتعرض للخطر عند عودته إليها، بسبب الأحداث الواقعة فيها، وهو ملاحق أمنياً، كما طالب بالحماية له ولأفراد أسرته، إذ إنه لا يملك مكاناً آخر للعودة إليه. فيما قررت المحكمة تحديد الـ25 من مايو المقبل موعداً للنطق بالحكم في القضية.

وتفصيلاً، أوضح آل علي في مرافعته أن المحررات المزورة التي وجدت في الحاسب الآلي الذي يخص موكله (م.خ ــ 46 عاماً)، تعود إلى عام 2012، مؤكداً أن أوراق القضية خلت من دليل يدين المتهم، إذ إن المحررات والأختام قلّدها شخص آخر أرسلها إلى موكله عندما كان في دولته.

وأضاف أن الشرائح التي استوردها موكله من الولايات المتحدة تمت إعادتها قبل دخولها إلى الدولة، وأنه استورد شرائح مزدوجة الاستخدام، أي يمكن استخدامها مدنياً، وفي حال وجود جهة مختصة يمكن استخدامها في العتاد العسكري، مضيفاً أن موكله استوردها بشكل قانوني.

وتابع أن الشحنة الثانية التي استوردها من الصين دخلت الدولة، ومرّت على عدد من المنافذ الحدودية البحرية والبرية قبل وصولها إلى دولته، ولم يتم استيقافها للسؤال عن سبب استيرادها أو استخداماتها، إذ إنها قانونية، واحتوت الشحنات على وصف دقيق لها. وأوضح أن العمل العدائي ضد أمريكا لم يتم، إذ إن الشحنات تمت إعادتها قبل دخولها الدولة وإعادة تصديرها، فيما أن الصين تتعامل بشكل واضح مع الدولة التي ينتمي إليها المتهم، ما ينفي وقوع الضرر بينها وبين الإمارات.

وكانت نيابة أمن الدولة، ذكرت أن المتهم قام بعمل عدائي ضد دولة أجنبية هي الولايات المتحدة، بأن استورد منها شرائح إلكترونية تستخدم في العتاد العسكري، لاحتوائها على دوائر كهربائية تساعد على إطلاق الذخائر العسكرية.


الحبس شهرين لبريطانيين صوروا طائرات

قضت دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا في أبوظبي، أمس، بحبس ثلاثة متهمين بمراقبة وتصوير مطار الفجيرة الدولي، لمدة شهرين، انتهت أمس، ومصادرة، وإتلاف الصور التي وجدت لديهم، وقت إلقاء القبض عليهم.

وكانت النيابة العامة أحالت ثلاثة متهمين بريطانيين، فبراير الماضي، بتهمة مراقبة مطار الفجيرة، والتقاط صور للطائرات، وتدوين أرقامها بعد رصدها بوساطة «تيليسكوب»، مع علمهم بوجودهم في منطقة محظورة. وأنكر المتهمون التهم، موضحين أنهم هواة مراقبة الطائرات، وأرادوا رؤية الطائرات في المطار، ولم يلتقطوا صوراً للطائرات، إذ إنهم علموا بأنها منطقة محظورة، في حين أنهم سجلوا أرقام الطائرات بعد رصدها باستخدام جهاز «تيليسكوب».


مشاهدات من الجلسة

• أكدت النباية العامة، في بداية الجلسة، أنها أعلنت المتهمين الهاربين للمثول أمام المحكمة، عبر سفارة الدولة، التي بدورها خاطبت وزارة الخارجية في الدولة الخليجية، لتسليم المتهمين، لكن من دون ردّ من الوزارة.

• تنازل محامي الدفاع حمدان الزيودي، عن الاستماع لشهود الإثبات في القضية، وطلب الاطلاع على ملف القضية.

• عرضت النيابة العامة في الجلسة صوراً لصفحات وحسابات أنشأها وأدارها المتهمون في القضية، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تظهر فيها صور وتغريدات مسيئة إلى الدولة ورموزها.


فبركة الصور

عرضت النيابة العامة، مقطعاً مصوراً يشرح فيه المتهم طريقة دخوله إلى الدولة، والمحل الذي اشترى منه شرائح الهاتف الجوال، وعبأها في المكان نفسه قبل مغادرته إلى دولته، إضافة إلى صور للحسابات الرقمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي استخدمها المتهمون في الإساءة إلى الدولة ورموزها، وذكر خلال المقطع الإدارات التي أنشأت الحسابات الوهمية وأدارتها، وهي الإدارة الرقمية، ومنها قسم مواقع التواصل الاجتماعي، وقسم موقع الـ«إنستغرام»، الذي عمل على «فبركة الصور»، على حد قوله.

وأنكر المتهم، (ح.ع.م) في القضية، معرفته بغرض شراء خمس شرائح هاتف جوّال في الدولة، وعرضت النيابة مقطعاً مصوراً يشرح فيه المتهم طريقة دخوله إلى الدولة، والمحل الذي اشترى منه الشرائح، وعبأها في المكان نفسه قبل مغادرته إلى دولته، إضافة إلى صور لحسابات رقمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي استخدمها المتهمون في الإساءة إلى الدولة ورموزها.

وقرّرت المحكمة الاتحادية العليا تخصيص 27 أبريل الجاري للاستماع لمرافعة الدفاع، مع استمرار حبس المتهم في القضية.

وتفصيلاً، أنكر المتهم (ح.ع.م) ضابط في جهاز أمن في دولته، معرفته باستخدامات شرائح هاتف الجوال التي اشتراها في الدولة، موضحاً «دخلت إلى الدولة في الـ15 من سبتمبر في 2013، بأوامر من مديري برتبة مقدم، مساعد رئيس الجهاز لشؤون العمليات، الذي أمرني بشراء خمس شرائح لهواتف، وأعطاني 25 ألف درهم لتعبئتها».

وأضاف «عند سؤالي مديري عن سبب شراء الشرائح أمرني بالتنفيذ دون طرح الأسئلة، أو التعرض لمحاكمة عسكرية لعصيان الأوامر»، مفيداً أنه «دخل إلى الدولة عبر منفذ الغويفات البري باستخدام سيارة أخيه، وشراء الشرائح وأربعة هواتف نقالة، وتعبئتها بـ5000 درهم لكل شريحة، للتجوال الدولي والإنترنت، وعاد بعدها مباشرة إلى مقر عمله، لتسليم الهواتف».

وأضاف أنه «بعد إنجاز المهمة بدأت إجازته الدراسية التي استمرت شهرين ونصف الشهر، ولم يتواصل مع المقدم، ولم يعرف ما هي خطط الجهاز في استخدام الشرائح»، مضيفاً أنه «عاد للعمل في إدارة أخرى بعد ترقيته»، مؤكداً أنه «لم يدر، في تلك الفترة أو بعدها، أي حسابات إلكترونية نشرت صوراً أو شائعات مسيئة لدولة الإمارات ورموزها، واستمر في عمله إلى أن تم ضبطه في 27 أبريل من العام الماضي».

فيما أكدت نيابة أمن الدولة أن المتهمين الخمسة استخدموا شرائح هاتف جوّال إماراتية في التسجيل وإنشاء حسابات وهمية عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تحمل أسماء إماراتية، بغرض إيهام مستخدمي الموقع بأنهم إماراتيون، ونشروا صوراً مسيئة للدولة ورموزها.

وأوضحت في مرافعتها، أن المتهم الأول اعترف في مقطع مصور أنه اشترى الشرائح الخمس تنفذياً لأوامر مديره المباشر، موضحة أن المتهم الأول سلّم الشرائح عند عودته إلى دولته إلى مديره، وهو المتهم الثاني في القضية، الذي بدوره سلمها للمتهم الثالث الذي عيّن المتهمين الرابع والخامس وضباطاً آخرين لإنشاء الحسابات ونشر الصور المسيئة والشائعات.

وأضافت أن جهاز أمن الدولة تابع الحسابات الإلكترونية والمواقع، ورصد الصور والشائعات التي أطلقتها ضد الدولة ورموزها، موضحة أن أحد أصحاب الحسابات الوهمية نشر رقم هاتفه عبر صفحته، وادعى أنه إماراتي، كما طلب من متابعيه التواصل معه إن لم يصدقوه.

فيما طالبت المحكمة الاتحادية العليا بإنزال أقصى العقوبات بحق المتهمين الخمسة، إذ إنهم «ارتكبوا جريمتهم بباعث دنيء، قصد به شق صف الشعب الإماراتي وروح اتحاده، وإظهاره أمام العالم بأنه يبغض حكامه وقيادته الرشيدة».

 

تويتر