«الأوقاف» أكّدت أنه لا يحل إعطاء الصدقات للمتسوّلين

شرطة أبوظبي: استجداء متصفحي الإنترنت بغرض التسوّل مخالف للقانون

العديد من المتسوّلين استخدم حيلاً كثيرة لاستعطاف الناس. من المصدر

حذرت شرطة أبوظبي من التسول الإلكتروني عبر الإنترنت، واصفة إياه بأنه نسخة مماثلة للتسول التقليدي؛ والتسول الهاتفي وعبر الرسائل النصية. وذكر مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية، العقيد الدكتور راشد محمد بورشيد، أن استجداء متصفحي الإنترنت بغرض التسول مخالف للقانون، مطالباً الجمهور بتجاهل الرد على هذا النوع من الاحتيال والإبلاغ عنه فوراً.

وقال إنه بات من السهل على بعض المحتالين في الخارج امتلاك حساب إلكتروني عبر الإنترنت، والانخراط في عملية التسوّل بمزاعم خادعة، لافتاً إلى أن خطورة هذا العمل الإجرامي كون المحتال يكون مقيماً في الخارج، وينتحل شخصية فتاة مجهولة الهوية.

وأوضح أن التسول الإلكتروني أخذ أشكالاً متعددة، منها التسول للعلاج أو دفع أقساط فواتير طبية أو سكنية، ومنها طلب المساعدة نظراً إلى ظروف كارثية وقعت بوطن المحتاج (المحتال)، فضلاً عن أن بعض أنواع التسول يكون تسلية وتلبية احتياجات شخصية، ويستهدف الشباب الباحثين عن الحب، بدفعهم إلى إرسال مال لفتاة «مجهولة الهوية» ما يستنزف مدخراتهم.

وأكد بورشيد أن التسوّل الإلكتروني من الآفات غير الحضارية ومصدر للإزعاج، ويفتح مجالاً لصور التحايل والنصب للحصول على المال من الناس المتعاطفين مع هؤلاء المتسولين.

وحثّ الجمهور على التعاون مع شرطة أبوظبي في الإبلاغ عن جميع أنواع التسوّل في إمارة أبوظبي، عبر التواصل هاتفياً مع غرف عمليات الشرطة على هاتف الطوارئ (999)، وخدمة أمان على هاتف 8002626، معتبراً أن الشراكة مع المجتمع للتصدّي لهذه الآفة المجتمعية من أولويات العمل الشرطي.

من جهته، أكد مدير إدارة الوعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الشيخ طالب الشحي، أنه «لا يحل إعطاء الصدقات للمتسولين»، وأرجع سبب ذلك إلى «مخالفة ولي الأمر الذي منع فعل هذا الأمر، باعتبار التسول يشجع على البطالة والاستغناء عن التماس الرزق بأوجهه المشروعة».

وأكد حرص الهيئة على تنوير المجتمع من خلال الخطب والمحاضرات، بجانب ما تقوم به وسائل الإعلام المختلفة من بيان خطر المتسولين.

وأشار إلى أن البعض قد تغلب عليه العاطفة لمساعدة المتسولين، بعدما تبين استخدام العديد من المتسولين حيلاً كثيرة لاستعطاف الناس، فنقول لأولئك المحسنين «لا يحل إعطاء الصدقات لأولئك لأسباب عدة، منها مخالفة ولي الأمر الذي منع هذا الفعل»، وأضاف أن التسول في الإسلام محرم إلا لحالات بيّنها العلماء، وجاءت النصوص الشرعية مبينة ذلك.

وعزا رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، محمد سالم بن ضويعن الكعبي، أسباب آفة التسول «نتيجة لاستغلال هؤلاء المتسولين عواطف الناس، وحبهم لعمل الخير في دولة الخير، فيلجأ كثير منهم إلى التخفي خلف ستار العاطفة، لدفع الناس إلى تلبية احتياجهم التي في أغلبها غير صحيحة»، وفق تعبيره، فيما يرى أن كثيراً من العاملين في الدولة يستقدمون عائلاتهم على الرغم من محدودية دخلهم، ما يؤدي بالبعض منهم إلى التفكير في الحصول على دخل بأي شكل ولو بالاستجداء.

ولفت إلى سلبيات تلك الآفة ومخاطرها التي منها استغلال بعض الأشخاص والأطفال والنساء، وإجبارهم على القيام بالتسول، وهو أمر يتعارض مع حقوق الإنسان، واصفاً ذلك بأنه «جريمة إنسانية».

وتابع أن كثيراً من الأشخاص لا يتوجهون للجمعيات الخيرية، إما لعدم شرعية وجودهم في الدولة، أو لأنهم زوار، أو في أغلب الأحيان لا تتوافر لديهم شروط الإعالة والزكاة لكونهم من أصحاب الدخل الميسور، ويمتلكون مصالح تجارية وعقارات، ما يستوجب وقفة حاسمة من الجميع وتكامل الأدوار بين المؤسسات الحكومية والجمعيات الخيرية والإنسانية والجمهور، على حد تعبيره.

تويتر