دراسة شرطية: عدم اتخاذ الاحتياطات الوقائية أبرز أسباب هذه الحوادث

وفاة 14 طفلاً سقطوا من علو في الشارقة خلال 27 شهراً

كشف دراسة أجرتها إدارة مركز بحوث الشرطة في الشارقة، حول سقوط الأطفال من شرفات ونوافذ البنايات، أن الحوادث التي شهدتها الإمارة في الفترة من عام 2013 حتى 10 مارس الجاري أسفرت عن وفاة 14 طفلاً وإصابة اثنين، حسب مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة، العقيد سلطان عبدالله الخيال، الذي أوضح أن تكرار تلك الحوادث كان الدافع وراء إجراء دراسة ميدانية، لتسليط الضوء على الأسباب التى تؤدي إلى ذلك وبيان طرق الوقايــة منها.

وذكر أن سجلات الشرطة سجلت منذ 2013 عدداً من تلك الحوادث، إذ شهد عام 2013 أربع حالات وفاة، وسجل عام 2014 سبع حالات وفاة وحالتي إصابة، فيما شهدت الفترة من أول يناير الماضي حتى 10 مارس الجاري ثلاث حالات وفاة.

واقيات السقوط

أكدت بلدية الشارقة، أن هناك لائحة بشروط ومواصفات خاصة بالبناء في الإمارة، وضمت في مجال السلامة أن يتم تأمين النوافذ وتوفير واقيات السقوط بارتفاع لا يقل عن متر و20 سنتيمتراً، وذلك حفاظاً على الأطفال من خطر السقوط. وأوضحت أنها لا تمنح مقاولي الإنشاءات تصاريح للمباني، إلا بعد التأكد من التزامها بالشروط والمواصفات المحددة في مجال الأمن والسلامة.

وتابع: «رغم أن هذه الحوادث قليلة، إلا أن فقدان أطفال بأعمار الزهور يدفعنا إلى مطالبة أولياء الأمور، وملاك العقارات، بالأخذ بعين الاعتبار الدور الوقائي المفروض عليهم، حتى لا تتزايد أعداد الأطفال الذين يسقطون ضحية لمثل هذه الحوادث المأساوية».

وأوضح الخيال، أن الدراســة خرجت بتوصيات إلى الجهات التي يمكنها أن تتكاتف على النحو الذي يمكنه أن يقلل من مثل هذه الحوادث، مشيراً إلى أن التوصيات الخاصة بالأجهزة الأمنية والشرطية، تضمنت توظيف المبادرات المعنية لرفع مستوى الوعي لدى الجمهور، والتعاون مع الجهات المعنية في الدولة لإعداد حملات توعية حول إجراءات السلامة المنزلية والمباني السكنية بخصوص سقوط الأطفال من علو، واعتماد مادة تدريسية عن كيفية تأمين الأطفال من السقوط، ضمن برنامج الثقافة الأمنية، وتشكيل فريق عمل مشترك بين الإدارة العامة للدفاع المدني ودائرة التخطيط والمساحة وبلدية الشارقة، والقيام بحملات توعوية وتفتيشية لجميع المباني السكنية القديمة والحديثة والتأكد من توافر إجراءات واشتراطات الأمن والسلامة. وتابع أن التوصيات الخاصة بالإدارة العامة للدفاع المدني، أكدت ضرورة تطوير كتيبات التوعية بالأمن والسلامة المنزلية، خصوصاً سلامة الأطفال، باللغات العربية والإنجليزية، والهندية، والإيرانية، وتوزيعها على الجمهور.

وأشار الخيال إلى أن التوصيات الخاصة بالأسرة والوالدين، شددت على ضرورة الاستعانة بوسائل الإعلام المرئية والمقروءة والإلكترونية، لتوعية الأسرة، وبيان حجم المشكلة، كما أكدت أنه على الأسرة اتخاذ بعض التدابير الوقائية لحماية الأطفال من السقوط، مثل عدم ترك الأطفال وحدهم في الشرفات دون رقابة ممن يكبرهم سناً، وعدم ترك قطع الأثاث قرب النوافذ حتى لا يتسنى للأطفال التسلق عليها وبالتالي السقوط من النافذة، والإبلاغ عن أية أعطال متعلقة بالنوافذ والأقفال حال وقوعها.

أما عن التوصيات الخاصة بالبلدية ودائرة التخطيط والمساحة، فقال الخيال، إنها تضمنت ضرورة استحداث تشريعات تلزم مالكي البنايات بوضع نوافذ بطريقة آمنة ـ وفق توصيات اللجنة الفنية المشكلة حالياً لإعادة النظر في المواصفات الفنية للبلكونات ـ وإلزامهم بتركيب أقفال على النوافذ لمنع انزلاق الأطفال منها، خصوصاً تلك التي تزيد فتحات الخروج منها على أربع بوصات، ووضع شبك حماية معدني، بحيث لا يتعارض مع خطط مكافحة الحريق بالدفاع المدني، إلى جانب

اعتماد دائرة التخطيط والمساحة مواصفات هندسية معينة للشقق السكنية، وإلزام مالكي البنايات والمهندسين بالتقيد بها، وذلك بهدف إعطاء الأطفال متنفساً للتحرك داخل المنزل، وعدم اللجوء للشرفات والبلكونات.

وبينت الدراسة جهود وزارة الداخليــة، في هذا الشأن من خلال إعلان اللجنة العليا لحماية الطفل في الوزارة، بأنها تراجع مواصفات الأمن والسلامة بالمباني، والأخذ بأفضل اشتراطات السلامة، وفق أفضل الممارسات العالمية لحماية الأطفال من السقوط من النوافذ والشرفات، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة ـ كمرحلة أولى، والجهات المعنية باشتراطات الأمن والسلامة في مراحل لاحقة.

وأعلن رئيس اللجنة أن هذه التوصيات اشتملت على إعداد كتيبات توعية باللغات العربية والإنجليزية والأوردو، تتضمن إرشادات ونصائح تعتبر الخطوة الأدنى في حماية الأطفال من المخاطر المنزلية، حيث حددت مؤشرات رئيسة يمكن الاستفادة منها لحماية الأطفال من السقوط عبر النوافذ، تتمثل في المراقبة اللصيقة بأنه يجب أن تكون هناك مراقبة دائمة ولصيقة للأطفال عند اقترابهم من النوافذ، حيث تبين في بعض المباني أن حواجز النوافذ غير كافية لحماية الأطفال من السقوط فهي مصممة للحماية من الحشرات التي يمكن أن تدخل إلى المنزل، وتم تصميمها خصوصاً في المباني المكونة من طابقين لتندفع مفتوحة عند الحرائق، والطفل الذي يتكئ على مثل هذا الحاجز يتعرض للسقوط عبر النافذة.

وركز المؤشر الثاني على أهمية إغلاق جميع النوافذ من أجل سلامة الأطفال، خصوصاً عندما لا تكون قيد الاستعمال، وفي حضور ذوي الأطفال، وذلك لأن معظم النوافذ يسهل فتحها بالانزلاق بواسطة الطفل الصغير، ومن المهم التأكد من إغلاقها بإحكام.

فيما ركز المؤشر الثالث على أهمية تركيب القضبان المعدنية على النوافذ، ما يسهم في حماية الأطفال من السقوط على أن يتم اختيار أجود الأنواع المتاحة، وأن تكون المسافة فيها متقاربة بحيث لا تسمح بخروج الطفل من بينها.

وأكدت رسالة التوعية في المؤشر الرابع على ضرورة تركيب معدات النوافذ التي بإمكانها منع وصد النوافذ من أن تفتح لأكثر من أربعة انشات، على أن يتم اختيار أجودها بحيث تتحمل القوة المضادة. ودعت الإرشادات في المؤشر الخامس إلى أهمية إبعاد الأثاث عن النوافذ، وإبعاد ألعاب الأطفال كبيرة الحجم، إذ يستطيع الطفل أن يرفع القطع الخفيفة الوزن إلى جهة النافذة، ويصعد عليها ليرى ما يجري في الشارع مدفوعاً بفضول الأطفال.

 

تويتر