فرق الدفاع المدني نفذت «تكتيكات الاقتحام السريع» لتحجيمه

حريق «ذا تورش» يندلع فـــي 32 طابقاً

صورة

شبت النيران بعد الساعة الواحدة من صباح أمس، في عدد من طوابق برج «ذا تورش» السكني بمنطقة مرسى المارينا، في دبي، أحد أطول الأبراج السكنية في العالم، والثاني من حيث الارتفاع في الإمارة. وعلى الإثر، انطلق صوت جرس الإنذار، وتبعته أصوات مدوية لكتل تتساقط من الطوابق العليا، فيما طلب رجال الأمن من سكان الأدوار المنخفضة النزول الى الشارع، عبر الدرج، إذ تم تعطيل المصاعد كإجراء أمني.

وقال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، إنه لا شبهة جنائية في الحريق البرج الذي يصل ارتفاعه إلى 336 متراً.

إنقاذ قطط

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/02/8ae6c6c54aa0819a014bad3ae2ac3941.jpg

طلبت ساكنة أوروبية من قائد فرق العمل بالدفاع المدني، المقدم علي المطوع، التدخل لإنقاذ قطة تركتها في الشقة، فأرسل اثنين من رجال الإنقاذ إلى شقتها، وتمكنا من إعادة القطة إلى صاحبتها. كما تدخلت الفرق لإنقاذ ثلاث قطط تركها صاحبها في شقته.

وذكر مدير عام الدفاع المدني في دبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، أن النيران امتدت لنحو 32 طابقاً، وتحديداً من الطابق 51 حتى الطابق 83. ونفذت فرق من تسعة مراكز ضمت أكثر من 100 ضابط وفرد من الدفاع المدني ما يعرف بـ«تكتيكات الاقتحام السريع» من داخل البرج، ما ساعدهم على تحجيم الحريق ومنع امتداده الى أجنحة البرج الأخرى والأبراج المجاورة، على الرغم من سرعة الرياح وتطاير اللهب من منطقة الحريق والسيطرة عليه خلال ساعتين. كما تم تفعيل منظومة إدارة الأزمة مع شركاء الدفاع المدني لإخلاء المبنى.

وأفاد عدد من سكان المبنى لـ«الإمارات اليوم» بأنهم شعروا بالرعب حين سمعوا أصواتا مدوية نتيجة ارتطام الكتل الزجاجية والمعدنية بالأرض. وحين شاهدوا ألسنة اللهب، اعتقدوا بأن الحريق سوف يلتهم البرج كاملاً، خصوصاً في ظل الرياح الشديدة.

وتفصيلاً، شب حريق في ساعة مبكرة من صباح أمس في برج «تورش» السكني الذي يتكون من 87 طابقاً، ويقع في منطقة المرسى بالمارينا، وطال أكثر من 32 طابقاً.

وقال مدير عام الدفاع المدني في دبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، إن غرفة عمليات الدفاع المدني تلقت البلاغ من غرفة القيادة والسيطرة في شرطة دبي الساعة 1.49 صباح أمس، فانتقلت فرق الدفاع المدني خلال تسع دقائق. وتبين أن الحريق اندلع في شقة في الطابق الـ 51 في الجهة المقابلة لشارع الصفوح، وتصاعدت النيران على واجهة المبنى بفعل الرياح حتى وصلت الطابق الـ 83.

وأضاف أن فرق الإنقاذ والإطفاء شرعت مع الشرطة والإسعاف والبلدية في إخلاء جميع سكان البرج، وتوجيههم إلى أماكن بعيدة عن الخطر، خصوصاً في ظل تساقط كتل زجاجية ومواد مختلفة، لافتاً إلى عدم وقوع وفيات أو إصابات بليغة.

وأشار إلى أن فرقاً من تسعة مراكز ضمت أكثر من 100 ضابط وفرد من الدفاع المدني نفذوا ما يعرف بـ«تكتيكات الاقتحام السريع»، ما ساعدهم على تحجيم الحريق ومنع امتداده الى اجنحة البرج الأخرى والأبراج المجاورة، على الرغم من سرعة الرياح وتطاير اللهب من منطقة الحريق.

وأوضح أن رجال الإطفاء وصلوا إلى منطقة الحريق في الطابق الـ 51 في زمن قياسي، وطبقوا مهارات السرعة والدقة والاستجابة لمتغيرات الموقف واستطاعوا السيطرة عليه خلال فترة قصيرة للغاية تقدر بنحو ساعتين، تحديداً في الساعة 4.25 صباحاً، لافتاً إلى أنهم استخدموا خطوط مياه الإطفاء داخل البرج من قبل رجال الدفاع المدني.

وكشف المطروشي عن تفعيل ما يعرف بـ «منظومة إدارة الأزمة» خلال التعامل مع الحريق، إذ توحدت جهود فرق العمل من الدفاع المدني وشرطة دبي ومؤسسة خدمات الإسعاف، وهيئة الطرق والمواصلات، وبلدية دبي وفق عمليات تدريب سابقة على إخلاء الأبراج ما ساعد على سرعة إخراج السكان وعدم وقوع خسائر بشرية، مؤكداً أهمية البلاغ المبكر الذي وصل من غرفة القيادة والسيطرة بالشرطة في تقليل زمن الاستجابة.

وشرح أن القيادة الميدانية للحادث التي أدارها مدير إدارة العمليات في الدفاع المدني، المقدم علي حسن المطوع، بمشاركة مدير إدارة المراكز المقدم حسين الرحومي ومدير مركز جبل علي المقدم عبدالرحمن بالشالات طبقت ما يعرف بدليل إجراءات الطوارئ، وشارك في الحادث فرق إطفاء وإنقاذ من مراكز بور سعيد، والراس، والراشدية، والحمرية، والمنارة، والقوز، والمرسى، والبرشاء، والكرامة، وجرى تسليم الموقع الى خبير الحرائق بشرطة دبي لبيان سبب الحريق وتداعياته.

وأكد المزينة أن رجال الدفاع المدني سيطروا على الحريق، وكانت هناك أضرار بسيطة في عددٍ من شرفات الشقق نتيجة تطاير ألسنة اللهب. وكان قد عاين مكان الحادث، برفقة مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي اللواء خليل إبراهيم المنصوري، ونوه بجهود رجال الدفاع المدني وإسعاف دبي وهيئة الطرق والمواصلات وبلدية دبي وسرعة الاستجابة ووصولهم لموقع الحريق والسيطرة عليه وعلاج المصابين. وحرصت السلطات التي تعاملت مع الحريق على إخلاء برجين مجاورين للمبنى المحترق، من باب الوقاية، حتى استطاع الدفاع المدني السيطرة على الموقف ثم سمح لهم بالعودة.

من جانبها، لجأت هيئة الطرق والمواصلات وشرطة دبي إلى تحويل حركة السير بعيداً عن الشوارع المحيطة بالمبنى. كما قصرت رحلة الترام على ثلاث محطات لفترة من الوقت، إلى أن عاد للسير في خطه المعتاد بعد التأكد من أن كل الأمور سارت على ما يرام.

وتابع عمال بلدية دبي بجهد كبير بعد انتهاء أعمال الإطفاء مباشرة في تنظيف مخلفات الحريق من الشوارع المحيطة حتى تعود حركة المرور إلى حالتها الطبيعية.


سلم الطوارئ ضيق جداً

قال السعودي سامي الراجحي، إنه يملك شقة في الطابق 43، لافتاً إلى أنه كان نائماً حين انطلق جرس الإنذار، ولم يكن يعتزم النزول، إلا أنه سمع أصواتا مدوية وحركة غير اعتيادية فهب من فراشه.

وأضاف أن المئات كانوا ينزلون في وقت واحد، بينهم مسنون وأطفال، لافتاً إلى أن سلم الطوارئ الموجود في البرج ضيق جداً ولا يتسع إلا لنزول شخصين، معتبراً أن «هذا لا يتناسب مع حجم المبنى وعدد سكانه».

وأكد (س.م) وهو كندي، يقطن في الطابق الـ 42 أنه رأى من النافذة كتلاً من اللهب تتساقط من الأعلى، فسيطر عليه الفزع، وانطلق مع زوجته إلى سلم الطوارئ مع مئات من السكان الذين خرجوا معنا تاركين كل شيء وراءهم. وأضاف أن المشهد كان مخيفاً في البداية «فالنيران تصاعدت بكثافة، وراحت تلتهم واجهة البرج، فيما تطايرت كتل زجاجية ومعدنية ملتهبة بفعل الرياح القوية». وتابع: «توقعت الأسوأ، واختبأت مع زوجتي في مواقف المبنى المواجهة للبرج، وكانت المفاجأة الحقيقية رد فعل الدفاع المدني، إذ وصلت فرق الإطفاء قبل نزولنا من البرج، وساعدت في تنظيم عملية الإخلاء، وسيطرت على الحريق خلال زمن قياسي، على الرغم من ظروف الطقس، والعاصفة الشديدة». 

تويتر