حاول إنقاذ السائق قبل تدهور صهريج بترول في موقع الحادث

شاهد عيان يروي تفاصيل اللحظات الأخيرة لضحية حادث سرعة في دبي

السرعة الزائدة تمثل نسبة لا تقل عن 85% من أسباب الحوادث المرورية. تصوير: أحمد عرديتي

روى شاهد عيان، تصادف وجوده في مكان حادث مروري، وشاهد وفاة سائق يحمل جنسية دولة عربية، ظل لحظات يصارع الموت قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، على شارع الشيخ محمد بن زايد، مؤكداً أنه لا يستطيع نسيان اللحظات الأخيرة للسائق الذي ظل حيّاً لدقائق، قبل أن يتوفى أمام عينيه، بعد أن فشلت جميع الجهود لإنقاذه من الحادث الذي وقع نتيجة السرعة والانحراف المفاجئ.

فيما تدهورت ناقلة مواد بترولية في المكان نفسه نتيجة السرعة كذلك، وطار سائقها منها متسبباً في خطورة على الأشخاص الذين وجدوا في مكان الحادث.

تجاوز السرعة

أفاد مدير الإدارة العامة للمرور في دبي، العقيد سيف مهير المزروعي، بأن 7691 سائقاً تجاوزوا السرعة، بما يزيد على 60 كيلومتراً في الساعة، على السرعة المقررة للطريق خلال العام الجاري، فيما قاد 761 سائقاً مركباتهم بسرعة تزيد على 200 كيلومتر في الساعة بشوارع دبي خلال العام الماضي.

وقال أحمد حسن، مستثمر، لـ«الإمارات اليوم»، إن الحادث وقع مساء الاثنين الماضي نحو الساعة الـ10، إذ فوجئ أثناء اتجاهه إلى شارع الشيخ محمد بن زايد من مخرج العوير بسيارة صالون تسير بسرعة وتصطدم فجأة بعمود إنارة على يسار المخرج قبل أمتار من دخول الطريق السريع.

وأضاف أنه شاهد دخاناً كثيفاً يتصاعد من مقدمة المركبة، فحمل طفاية الحريق وأسرع إليها وأطفأ الجزء الأمامي قبل أن تشتعل النيران في السيارة.

وأشار إلى أنه قام لاحقاً بفتح باب السائق، وكانت هناك امرأة نزلت من سيارة أخرى، ويبدو أنها على صلة قرابة بالرجل، طلبت منه المساعدة في فك حزام أمان السائق، فقام بذلك بصعوبة بالغة، نظراً لأن الوسادة الهوائية كانت مفتوحة، وكان النصف العلوي من السائق ملقى على المقعد المجاور، فيما انحشر نصفه السفلي بسبب قوة الاصطدام ووصول العمود حتى مقعده.

وأوضح أنه استدار من الناحية الأخرى واضطر إلى خلع الباب الآخر، وفوجئ بالدماء تنزف بغزارة من فم الرجل وأنفه وعينيه وأذنيه، وبدا في حالة صعبة للغاية، فحاول التحدث إليه، لكن كان ضعيفاً للغاية، وعندما حاول تحرير نصفه السفلي فوجئ بأن ساقيه شبه مخلوعتين، فخاف أن ينفصلا، وانتظر وصول سيارة الإسعاف.

وأفاد بأن الموقف كان صعباً للغاية، وتوقفت سيارات كثيرة وحاول الجميع المساعدة بالتهوية على الرجل، لافتاً إلى أنه في هذه الأثناء قدمت سيارة تحمل صهريج مواد بترولية بسرعة كبيرة، وحين اقترب سائقها من الحادث حاول التوقف فجأة، ما أدى إلى تدهور المركبة مرتين فخاف الناس من اشتعالها وجروا في اتجاهات مختلفة، لكن من حسن حظ سائقها أنه طار من الزجاج الأمامي وسقط على الأرض، فيما اصطدمت مركبته بشاحنة، ما ساعدها على التوقف. وقال حسن إن الشرطة وصلت إلى المكان وانتظرت الإسعاف الذي حاول إنقاذ الرجل وإيقاف الدماء التي كانت تنزف من معظم جسده، لكن للأسف الشديد توفي في موقع الحادث، على الرغم من كل المحاولات التي بُذلت لمساعدته، لافتاً إلى أنه يقرأ دائماً عن الحوادث المرورية، لكنه لم يتخيل أن عواقبها بهذه القسوة.

وتطلق شرطة دبي حالياً حملة موسعة للحد من حوادث السرعة تحت شعار «السرعة قاتلة»، وقال مدير الإدارة العامة للمرور في دبي، العقيد سيف مهير المزروعي، لـ«الإمارات اليوم»، إن السرعة الزائدة تمثل نسبة لا تقل عن 85% من أسباب الحوادث المرورية، وإذا لم تكن عاملاً رئيساً فإنها غالباً ما تكون عاملاً مشتركاً. وأضاف أن الحادث وقع نتيجة السرعة الزائدة والانحراف، مشيراً إلى أن العواقب الناتجة عن بعض الأخطاء أو المخالفات لا تكون وخيمة إلا إذا ارتبطت بالسرعة، لافتاً إلى أن إدارة مرور دبي تحاول من خلال الحملة التنبيه إلى مخاطر السرعة الزائدة، خصوصاً في ظل وجود وسائل تشتيت متنوعة مثل الهواتف الذكية، التي تشغل السائق عن الطريق، وحين لا يكون السائق منتبهاً ويسير بسرعة كبيرة ينتهي الأمر بمأساة غالباً.

تويتر