«اجتماعية الشارقة» تعيد دمج الطفل المُعَنَّف

70 ٪ من حالات العنف الجسدي ضد الأطفال تقع في محيطهم

كشفت مديرة دار الرعاية الاجتماعية للأطفال، التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، فاطمة المرزوقي، أن 70% من الأطفال المعنفين جسدياً، الذين تؤويهم الدار، هم ضحايا عنف اجتماعي، وقع عليهم من أشخاص ينتمون إلى محيطهم الذي يعيشون فيه.

4 فئات

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/236532.jpg

قالت مديرة دار الرعاية الاجتماعية للأطفال، التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، فاطمة المرزوقي، إن الأطفال الموجودين في الدار ينتمون إلى أربع فئات، هي: مجهولو النسب، ومعلومو الأم مجهولو الأب، وأبناء السجينات ممن تعدت أعمارهم العامين، إلى جانب فئة العنف الأسري، الذين يشكل بقاؤهم في الدار حماية لهم، بعيداً من مكان الخطر، إلى حين تأمين مكان آمن لهم.

وأوضحت أن ساحة العنف قد تكون محيط الأسرة أو المدرسة أو الجيران، أما الجاني فقد يكون الأب، أو المعلم، أو سائق الحافلة المدرسية، أو الشخص القائم على رعايته.

وأكدت المرزوقي، لـ«الإمارات اليوم»، أن الشخص الذي يمارس العنف على الطفل، هو في معظم الحالات شخص غير سوي نفسياً، أو هو مدمن، أو يعاني ضغوطاً حياتية عدة، تؤدي إلى اضطرابات نفسية وسلوكيات عنيفة تجاه المقربين إليه.

وأضافت: «قد يكون نشاط الطفل الزائد هو أحد أسباب العنف الجسدي الواقع عليه، إذ يصبح الشخص القائم على رعايته غير قادر على احتوائه، بسبب سلوكياته المزعجة».

وتابعت المرزوقي أن أهم العوامل التي تساعد على وقوع العنف بأنواعه على الطفل، هو وجود دافع لدى الجاني، أو توافر فرص سانحة تشجعه على ممارسة العنف على الطفل، إضافة إلى قرب الضحية منه، أي وجودهما في المحيط ذاته.

ولفتت إلى أن «هناك أطفالاً يقع عليهم عنف من محيطهم الأسري، من دون إبلاغ الجهات المختصة عن الجاني، لاعتبارات اجتماعية، أهمها الخوف من الفضيحة، كما أن خوف الجاني من المساءلة القانونية يدفعه إلى منع الطفل من تقديم بلاغ ضده»، مضيفة أن «بعض الأطفال الذين يتعرضون لعنف جسدي من آبائهم، تمتنع أمهاتهم عن تبليغ الجهات المختصة، خوفاً من وقوع الطلاق عليهن»، محذرة من أن «تكرار العنف على الطفل قد يسبب له أمراضاً وعاهات نفسية تؤثر سلباً في تكوين شخصيته».

وحول تعامل الدار مع الأطفال المعنفين، قالت المرزوقي: «نتعامل مع الأطفال الذين وقع عليهم العنف بعلاجهم من خلال جلسات تأهيلية، ينفذها مختصون في علم النفس والاجتماع، لإعادة دمجهم في محيطهم الأسري والمجتمعي».

وشددت على أهمية دمج الطفل في المحيط الذي تعرض فيه للعنف، حتى يصبح قادراً على مواجهة مصدره في حال مورس العنف الجسدي عليه مرة أخرى، لافتة إلى قيام الدار بدراسة بيئة العنف من الجوانب كافة، للوقوف على أسبابه، وتالياً منع تكرار وقوعه.

أما أكثر حالات عنف الأطفال التي تستقبلها الدار عن طريق خط «نجدة الطفل» (خط هاتفي مخصص للإبلاغ عن حالات العنف التي يتعرض لها الطفل)، فهي وفقاً للمرزوقي، العنف الجسدي، وهو تعرض الطفل للضرب بيد شخص أو أداة يحملها بيده، والاعتداء العاطفي، والجنسي، إضافة إلى الاستغلال الجسدي، والإهمال.

وتؤوي الدار الأطفال المعنفين وتعالجهم نفسياً، للتعافي من آثار العنف، وتعمل على تأهيل أسرهم، من خلال المتابعة اللاحقة التي تنفذها الدار للاطمئنان على الطفل بعد دمجه، والتأكد من عدم تكرار تعرضه للعنف.

وأفادت المرزوقي بأنه في حال كان مستوى العنف الواقع على الطفل شديداً، فإن الدار تشكو الجاني في أحد مراكز الشرطة، وتطبق عليه إجراءات الردع، لمنعه من تكرار سلوك العنف مستقبلاً على الطفل.

 

تويتر