تحطّم جمجمة رضيع كان يجلس في المقعد الأمامي لمركبة والده

15 طفلاً ضحايا حوادث دهس في دبي خلال 8 أشهر

قال مدير الإدارة العامة للمرور، العقيد سيف مهير المزروعي، إن إهمال الآباء وتحايل فئة منهم على القانون، ربما يكون سبباً في حوادث تنتهي بإصابة أطفالهم بإصابات خطرة.

وأضاف المزروعي، لـ«الإمارات اليوم»، أن من أبرز السلوكيات الخاطئة، إصرار فئة على جلوس الأطفال في المقاعد الأمامية أو في الخلفية من دون تثبيتهم بحزام أمان، ومن ثم تكون العواقب وخيمة، مشيراً إلى أن عدد الأطفال ضحايا حوادث الدهس خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري، بلغ 15 طفلاً مقابل 25 في العام الماضي.

فيما ذكر رئيس شعبة الجراحة العامة بمستشفى راشد، الدكتور فيصل سعيد بدري، أن من الحالات التي استقبلها المستشفى أباً أجلس رضيعه في المقعد الأمامي، وحينما اضطر إلى استخدام الفرامل اندفع الطفل واصطدمت رأسه بالزجاج الأمامي، ما أدى إلى تحطم الجمجمة تماماً.

وتفصيلاً، قال المزروعي إن هناك سلوكيات خاطئة يرتكبها الآباء، منها عدم الالتزام بالقانون في ما يتعلق بجلوس الطفل داخل السيارة، إذ تتكرر مخالفات وضع الطفل في المقعد الأمامي، أو في الكرسي الخلفي من دون حزام أمان، وهناك مشهد متكرر لأم تحمل طفلها وتجلس بجوار زوجها أثناء قيادته السيارة، وهؤلاء لا يرتدعون إلا بعد حدوث المشكلة، التي قد تحدث في أقل من ثانية، في وقت ربما تكون غير منتبهة فيه.

وأشار إلى أن المقاعد الأمامية غير مخصصة فنياً لجلوس الطفل، إذ تعمل وسادة الهواء وفق وزن معين، يكون عادة أكثر من وزن صبي، لذا لا توجد أي وسائل حماية، كما أن حزام الأمان لا يناسب حجم الطفل.

وما إذا كان هناك تهاون في تنفيذ القانون، مقارنة بدول أوروبية وأميركا، التي تعتبر جلوس الطفل في المكان غير المخصص له بالسيارة جريمة جنائية وليس مخالفة مرروية، قال المزروعي إن السيارات كافة مزودة بمخفي، وتصعب عادة رؤية من بداخل السيارة، وفي الحالات التي تضبط لا يتم التهاون في تنفيذ القانون، موضحاً أن المشكلة تتمثل في سلوك الأب أو الأم، اللذين يعتقدان أن التحايل على القانون شطارة، غير مدركين أنه ربما يكون ذلك سبباً في قتل طفلهما.

وأضاف المزروعي: «لماذا لا يهتم الأب أو الأم إلا بالشرطة، ويتصرفان كما لو كانت المخالفة أهم من حياة ابنهما، فالقانون يحظر جلوس طفل عمره أقل من 12 عاماً في المقعد الأمامي، لأنه لا يستطيع تقييم الخطر، ولا يمكن السيطرة على تصرفاته، لكن البعض يتعامل باستخفاف مع القانون».

وأوضح أن من الأخطاء المتكررة عدم الانتباه إلى الأطفال عند أماكن التجمعات، مثل المدارس، أو الحدائق، أو حتى في المنازل، ما يؤدي إلى تعرضهم للدهس، لافتاً إلى أن عدد ضحايا الدهس من الأطفال، خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري، بلغ 15 طفلاً مقابل 25 في العام الماضي.

إلى ذلك، قال رئيس شعبة الجراحة العامة في مستشفى راشد، الدكتور فيصل سعيد بدري، إنه لا ينسى إحدى الحالات لشخص جاء إلى المستشفى حاملاً رضيعه (ثمانية أشهر) ويبكي بشدة، وتبين أنه كان يضع الطفل في المقعد الأمامي، وحينما استخدم الفرامل طار الرضيع واصطدم رأسه بالزجاج، فتحطم مخه تماماً، لأن الأطفال في هذه السن يكونون أقل قوة من البالغين، وأي ضربة تؤثر فيهم.

وأوضح بدري أن من الأخطاء أيضاً أن يترك الوالدان طفلاً يبلغ ثماني أو تسع سنوات بدراجته الترفهية في الصحراء، فقد وصل عدد ضحايا الحوادث الناجمة عن قيادة الدراجات، العام الماضي، إلى 15 ضحية.

من جهته، قال أحد الآباء، المهندس محمد محمود، إن لديه طفلين في سن السادسة والرابعة، ويمنعهما من الجلوس في المقعد الأمامي، لكنه لا يلتزم بإجراءات الأمن والسلامة في ما يتعلق بحزام الأمان للأطفال، ويكتفي بتأمين إغلاق الباب الخلفي، موضحاً أنه تعرض لموقف خطر حينما كان ابنه (خمس سنوات) جالساً في المقعد الخلفي، مع شقيقه الذي يبلغ التاسعة من العمر، ولم ينتبه إلى أن الطفل الصغير انتقل من المقعد الخلفي إلى الأمامي حينما أبطأ السيارة، وأثناء دورانه إلى الاتجاه المعاكس فتح الطفل الباب الأمامي، ولولا انتباه الشقيق الأكبر وإمساكه به في اللحظة الأخيرة، لسقط الأخير على رأسه.

وذكرت عائشة سليمان أنها شاهدت منذ فترة امرأة تضع طفلها، وهو في الثالثة من عمره تقريباً بالمقعد الأمامي، من دون تثبيته، وكان يعبث بالزجاج، ويقف سانداً رأسه على تابلوه السيارة، وصدمت حينما شاهدت خادمة تجلس في المقعد الخلفي، لافتة إلى أنها فكرت في إبلاغ الشرطة، لكنها قالت لنفسها: كيف أخاف على طفل لا تخاف عليه أمه؟

 

تويتر