استغل قوته في كسر باب الشقة.. و«إسعاف دبي» تعدّه بطلاً

شجاعة المعمري أنقذت الأطفال ضحايا الخادمة من الموت

المعمري فوجئ بالأطفال غارقين في دمائهم بالحمام. تصوير: مصطفى قاسمي

وصفت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف المسعف المواطن، زيد المعمري، بـ«البطل، والجندي المجهول»، بعدما أنقذ حياة الأطفال المواطنين الثلاثة، بعد اعتداء الخادمة الإثيوبية عليهم بالساطور والماء المغلي، قبل أيام.

وقال مسؤولون في المؤسسة إن المعمري لم ينتظر وصول قوة أمنية لكسر باب الشقة التي شهدت الحادث، بل اعتمد على قوته البدنية وكسر الباب، ووصل إلى الأطفال الثلاثة المختبئين في الحمام.

وذكروا أن «الإسراع في الوصول إلى الأطفال مكّن من إنقاذ حياتهم، إذ كانوا يعانون نزفاً شديداً نتيجة الجروح الغائرة في الوجوه والرؤوس، والتأخر في إيقاف هذا النزف كان كفيلاً بتعريضهم للموت».

وروى المعمري لـ«الإمارات اليوم» تفاصيل الواقعة،عندما كان مناوباً الساعة 7.30 صباح يوم جمعة، ، وسمع وقتها بلاغاً يفيد بتعرض أطفال لإصابات في شقة في منطقة الورقاء.

وأضاف «لم يكن من مهامي الانتقال إلى موقع الحادث، إذ وصلت إلى هناك سيارة إسعاف تضم مسعفين، لكني قررت التوجه إلى الشقة للمساهمة في الاسعاف، ولم أكن وقتها أعلم بتفاصيل الجريمة، وكل ما أعلمه أن هناك أطفالاً جرحى».

وتابع «حين وصلت إلى الشقة وجدت أن بابها قوي ومغلق بإحكام، ولم يستطع أحد ممن وصولوا قبلي كسره لإنقاذ الأطفال في الداخل»، مضيفاً «أن دورية الشرطة طلبت فريقاً من الإنقاذ لكسر الباب».

وأكمل «كان صراخ الأطفال يتعالى من الألم والخوف، وكنا في الخارج نسمعه، لكن فجأة توقف هذا الصراخ، ما جعلني لا أتحمل الانتظار، فاستجمعت كل قواي وركلت الباب ثلاث مرات حتى تمكنت من كسره».

ويضيف «دخلت الشقة، فوجدت فيها دماء متناثرة على الأرض والجدران، وأثاث المنزل محطماً، وأخذت أنادي على الأطفال، حتى سمعت صوتهم يأتيني من أحد الحمامات، فأسرعت إليهم، وطمأنتهم بأنني من الإسعاف حتى يفتحوا الباب».

ويتابع المعمري سرد التفاصيل «بمجرد أن فتحوا الباب وجدت فتاتين وطفلاً غارقين في دمائهم، رؤوسهم ووجوههم مغطاة بالدماء التي تسيل حتى القدمين، وكانوا في حالة فزع وألم شديدين، وغير قادرين على الوقوف، خصوصاً أنهم يعانون حروقاً بليغة، نتيجة إلقاء ماء مغلي عليهم».

وأضاف «كان مشهد الأطفال الثلاثة يدمي القلوب من شدة الجروح الغائرة التي أصابتهم في الوجوه، وصراخهم وبكاؤهم يجعل كل من يراهم يبكي تعاطفاً مع حالتهم».

ويقول المسعف «عملت على طمأنة الاشقاء الثلاثة، لتهدئتهم نفسياً، والتقليل من وقع الصدمة التي كانوا يعانونها، خصوصاً أصغرهم الطفل (خ) الذي كان يبكي ويطلب غطاء من شدة البرد، إذ إنه نزف كثيراً من الدماء، ما جعله يشعر بالبرد الشديد».

وتابع «عملت أنا واثنان من المسعفين على علاج الجروح، وتخفيف آلام الحروق التي يعانونها جراء إلقاء الماء الساخن على وجوههم، وطلبنا سيارات إسعاف اضافية نقلتهم في الحال إلى مستشفى راشد».

ويضيف المعمري «الحمد لله الذي مكنني من كسر الباب دون انتظار وصول قوة الإنقاذ، لأن نزف الاطفال كان شديداً جداً، والانتظار دقائق أخرى كان كفيلاً بتصفية الدم من أجسادهم، وتعريضهم للخطر».

وكانت الخادمة الإثيوبية قد أقدمت على إلقاء ماء مغلي على الأشقاء الثلاثة أثناء نومهم، ثم راحت تطعنهم بساطور، ما دفعهم إلى الهرب منها والاختباء في الحمام والاتصال بالشرطة.

وأظهرت التحقيقات أن الخادمة أقدمت على هذه الجريمة لخلافات مع والدة الأطفال، وفق شرطة دبي.

وأعلن النائب العام لإمارة دبي، المستشار عصام عيسى الحميدان، أن النيابة العامة وجهت إلى الخادمة، التي ألقي القبض عليها في موقع الحادث، تهمة الشروع في القتل. 

تويتر