احترف سرقة الأثرياء ومتاجر المجوهرات وسطا على مليون و435 ألف درهم من عميل بنكي

شرطة دبي تقبض على لص بريطاني مصنف ضمن قائمة "شديدي الخطورة"

من المصدر

قبضت شرطة دبي  على  لص بريطاني يصنف ضمن قائمة شديدي الخطورة، محترف بسرقة الأثرياء ومعارض المجوهرات، يدعى يوري هاريس، بعد قيامه مع زميل له بسرقة مليون و435 ألف درهماً بالحيلة من سيارة موظفين من جنسية دولة آسيوية عقب سحبهما المبلغ من البنك.

وقال القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة، في مؤتمر صحفي أمس، إن أحد اللصين ادعى أنه رجل شرطة، وأوهم المجني عليهم بأنهما أوقفا السيارة بشكل مخالف، ورغم الهيئه غير المعتادة انشغل معه الضحيتنان فيما سرق زميله حقيبة النقود من المقعد الخلفي، ولولا رجل من الجنسية الباكستانية تواجد بالصدفة ونبههما إلى عملية السرقة لتمكنا من الإفلات.

وتفصيلاً، قال المزينة إن الواقعة بدأت يوم 20 إبريل الجاري، حيث ورد بلاغ إلى غرفة القيادة والسيطرة في القيادة العامة لشرطة دبي يفيد بوقوع حادث سرقة أمام بنك الإمارات دبي الوطني برقة البطين على شارع بني ياس بدبي.

وأضاف أنه فور تلقي البلاغ، انتقل إلى مكان الحادث فريق متخصص من الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، وبالاستفسار من المُبلّغ الأول المدعو (ن. م. ك)، من الجنسية الهندية، والمُبلّغ الثاني المدعو (م. ش. ت)، من الجنسية الهندية، أفاد كل منهما أنه في حوالي الساعة 11.40 من صباح ذلك اليوم اتجه كلاهما إلى بنك الإمارات دبي الوطني الكائن بمنطقة رقة البطين، وقام المجني عليه الثاني بصرف 3 شيكات بقيمة إجمالية قدرها مليون و435 ألف درهم أودعها حقيبة سوداء، وعاد إلى السيارة حيث كان ينتظره زميله، وقام بوضع الحقيبة على المقعد الخلفي، وأغلق باب السيارة، ومن ثم فوجيء بشخص يطرق زجاج النافذة ويخبر السائق، بأنه من رجال الشرطة، وأن الوقوف في هذا المكان ممنوع، وسوف يحرر له مخالفة مرورية، وطلب منه النزول من السيارة.

نزل المبلغان بكل سذاجة من السيارة وتوجها برفقة الشرطي الوهمي إلى خلف المركبة التي كانت تقف بشكل صحيح، وحاولا إقناعه بعدم تحرير أي مخالفة، وطلب منه أحد المبلغين إبراز هويته فتظاهر بإخراجها من جيبه الخلفي وهم بمغادرة المكان.

وفي هذه الأثناء لاحظ شخص من الجنسية الباكستانية كان عابرا ويدعى (ع.ن.خ)، أن شخصا آخر سرق الحقيبة من سيارتهما ولاذ بالفرار، فنبه الموظفين ولحقوا جميعا بالمتهم الأول، وتمكنوا من القبض عليه.

وأضح اللواء المزينة أن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، بعد القبض على المتهم الأول المدعو استيفن أوليفر، بريطاني الجنسية، يبلغ من العمر 49 عاماً، شكلت فريق عمل بقيادة مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي اللواء خبير خليل ابراهيم المنصوري، ضم نحو أربعين دورية مباحث مساندة تم نشرهم خلال فترة وجيزة مزودين بأوصاف المتهم الثاني التي أدلى بها للشهود، وتمت تغطية كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، وتشكيل غرفة عمليات ضمت أكفأ الضباط، وذلك بهدف القبض على المتهم الثاني وضبط الأموال المسروقة قبل أن يتصرف بها أو يغادر بها خارج الدولة.

وتابع أنه في حوالي العاشرة من صباح اليوم التالي، وفي أقل من 24 ساعة وردت معلومات إلى قيادة الفريق تفيد بتواجد المتهم الثاني خلف فندق كراون بلازا على شارع الشيخ زايد، فتم تطويق المكان والقبض عليه، وتبين أنه يدعى يوري لويس هاريس، من الجنسية البريطانية، يبلغ من العمر 53 عاما، ولدى تفتيشه ذاتياً ضبط بحوزته علي 129 ألف درهم، وبمواصلة البحث والتحري تم ضبط مبلغ مليون و295 ألف درهم، مخبأة في حقائب سفره.

وأضاف اللواء المزينة أنه ومن خلال جمع الاستدلالات، تبين أن المتهمين من أصحاب السوابق في بلدهما، وأفادا أنهما كانا قد زارا الإمارات سابقاً، ولاحظا أن الناس أثناء التسوق وإجراء المعاملات البنكية يحملون مبالغ مالية كبيرة في حقائبهم وجيوبهم، وهو أمر لم يعتاداه في بلدهما، فاتفقا على تنفيذ جريمتهما وقاما بذلك حسب وقائع البلاغ وتم إحالة المتهمين إلى النيابة مع المبلغ المالي المضبوط وذلك لاستكمال التحقيقات.

وقال المزينة إن شرطة دبي حذرت مراراً من عواقب الإهمال خصوصاً عند حمل النقود من البنوك، لكن للأسف تتكرر بنفس السذاجة، لافتاً إلى أن الموظفين وقعا في الحيلة رغم أنهما كانا يوقفان السيارة في مكان سليم، ويحوزان مبلغ ضخما، مشيراً إلى أن التعاقد مع شركات متخصصة لنقل مثل هذه الكميات الكبيرة من الأموال سيحمي النقود من هذه العصابات.

وكشف المزينة أن الكلفة التشغيلية في القضايا الجنائية كبيرة جداً وتقدر بعشرات الآلاف أحيانا، مثل هذه الواقعة التي انتقل إليها فريق ضخم وأجروا اتصالات وتحريات، بسبب إهمال موظف أو استهتار شركة، وكشف أن نظام الاستعلام المبكر عن القادمين بمطارات الدولة والذي طبق في العام الجاري سيقلل كثيراً من احتمالات دخول مجرمين لديهم سجلات إجرامية في بلادهم إلى الإمارات، لافتاً إلى أن اللص الخطير لم يكن مطلوباً حين دخل إلى دبي رغم أنه محكوم عليه بالسجن 7 سنوات في بلاده عام 2010.

"يوريس هاريس" لص بريطاني محترف لمدة 30 عاما

كشف  اللواء خميس مطر المزينة أنه من خلال جمع الاستدلالات حول البريطانيين المتهمين تبين أنهما من أصحاب السوابق في موطنهما ودول أخرى، ويمتلكان درجة عالية من الاحتراف، ولهما تاريخ جنائي طويل من السرقة يعود إلى أكثر من 30 سنة وفقا لسجلهما الجنائي.

وأشارت المعلومات التي تم التوصل إليها حول المتهم يوري هاريس أنه أخطر لص مجوهرات، وفقا لوصف قاضي المحكمة التي حكمت عليه في عام 2010 بالسجن لمدة سبع سنوات في قضية شهيرة بعد مداهمة معرض مجوهرات في بازل بسويسرا وكشفت الوثائق التي تمت مصادرتها عند القبض عليهما، أن هدفهما التالي كان مداهمة معرض مجوهرات في فينيسيا عبر سرقات منظمة للغاية تم ارتكابها بدقة تامة من قبل سارقين متطورين في هذه المهنة.

وأكدت المعلومات أن يوري هاريس المقبوض عليه حاليا على ذمة قضية السرقة في دبي لص سافر حول العالم مستهدفا أصحاب المليارات، وكان دخله السنوي من تلك السرقات يعادل نحو نصف مليون جنيه استرليني من سرقة الصفوة من الأغنياء في بريطانيا، وقام بسرقة بضائع تقدّر بمبلغ 500.000 جنيه استرليني من معرض المجوهرات في سويسرا وتمت إدانته بالتآمر للسرقة وإخفاء ممتلكات وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات، من محكمة ساوثورك كراون في لندن، وفي قضية ثانية قام بتشتيت وصرف انتباه سائق قبل أن يأخذ حقيبة تحوي 5 آلاف جنيه إسترليني.

وأضافت المعلومات أن اللصين المقبوض عليهما يعملان كفريق واحد، وخططا لسرقتهما في المناطق الفاخرة في دولتهما، كما وظفا آخرين للقيام بسرقات أخرى في بريطانيا وخارجها في دول عدة، والمعروف عن هاريس أنه كان يعيش حياة باذخة بما في ذلك استئجار بيوت فاخرة في تشلسي، وبرايتون، ووفقا للمعلومات المتوفرة كان ينفق 8500 جنيه استرليني في 30 دقيقة في مركز سيلفريدج في شارع اكسفورد، كما هو مدون في سجل القضية التي حوكم فيها.

وأكد محقق في مباحث ولستنهولم من شرطة النقل البريطانية أن سرقات هاريس وصديقه منظمة للغاية، ويتم ارتكابها بدقة كما وصفه القاضي الذي حكم عليه موطنه بأنه سيبقي لص طوال حياته بعد أن احترف السرقة على مدى 30 عاما.

تويتر