الأطفال فروا إلى الحمام واتصلوا بشرطة دبي

خادمة إثيوبية تطعن أبناء مخدوميها أثناء نومهم

طعنت خادمة (إثيوبية) ثلاثة أطفال إماراتيين أثناء نومهم بسكين، وتركتهم في حالة صحية حرجة جدا، نتيجة خلافات مع أمهم، وفق مصدر في شرطة دبي.

وأكد المصدر لـ«الإمارات اليوم» أن الأطفال تمكنوا من الفرار إلى الحمام، على الرغم من إصاباتهم الغائرة، واتصلوا بالشرطة من هناك، فيما حاولت الخادمة الانتحار.

وذكر أن القضية بدأت عندما تلقت الشرطة في السابعة والربع صباح الجمعة بلاغاً من أطفال في حالة ذعر، ذكروا فيه أن الخادمة هاجمتهم بسكين، وأنهم يختبئون منها في الحمام.

جروح وحروق

أحمد عاشور ـــ دبي / أفادت مصادر طبية في مستشفى راشد، في دبي، بأن الأطفال الثلاثة، الذين تعرضوا للطعن من خادمة ذويهم خلال نومهم، وصلوا الى المستشفى وهم يعانون جروحاً متعددة وحروقاً من الدرجة الثانية، مضيفة أن «أحدهم أصيب بكسر»، لكنها أكدت أن حالتهم مستقرة.

وقال أطباء معالجون لـ «الإمارات اليوم» إن الأطفال تأثروا بحروق في مناطق متفرقة من أجسادهم، نتيجة إلقاء ماء ساخن عليهم، لافتين إلى أن «التدخل الطبي السريع في المستشفى، أسهم في منع تفاقم إصابة الحالات الثلاث».


17 بلاغ اعتداء في عامين

سجلت شرطة دبي 17 بلاغ اعتداء من جانب فئات مساعدة على أطفال خلال العامين الأخيرين، بواقع 13 بلاغاً في عام 2011 وأربعة بلاغات في العام الماضي، شملت حوادث تحرش جنسي وضرب وتعريض حياة للخطر.

ورصدت تعامل خادمات بطريقة عنيفة وغير إنسانية مع الأطفال، مثل خادمة اعتادت إعطاء جرعات متكررة من دواء السعال لرضيع حتى ينام معظم الوقت، من دون أن تبالي بتأثير الدواء المخصص للكبار في حالات معينة على صحة الطفل، وأخرى تعمدت إطعام طفل حليباً ساخناً بقصد الإضرار به.

وقال إن من اتصل بالشرطة كانت مصابة، ولم تتمكن من تحديد موقع المنزل خلال الاتصال، لكن الشرطة توصلت إلى المنزل باستخدام برنامج تحديد الموقع الجغرافي «GBS». وحين وصل افرادها الى المنزل وجدوا باب الشقة التي تقع في منطقة الورقاء مغلقاً، فكسروه ليجدوا آثار دماء في المنزل، وسمعوا حينها أصوات أنين وتأوهات ضعيفة تخرج من الحمام، فسارعوا الى كسر باب الحمام وأنقذوا الأشقاء الثلاثة.

وأضاف أن الدورية التي وصلت الى المكان، وهي تابعة لمركز شرطة الراشدية، وجدت الخادمة بعد أن فاقت من ذهولها، وشاهدت الدماء التي ملأت أرجاء الشقة.

وتابع المصدر ان الشرطة عثرت في يد الخادمة اليمنى على جواز سفرها، وفي اليسرى على أداة الجريمة، وأنها حاولت الهرب من النافذة، لكن أفراد الشرطة تعقبوها وأمسكوا بها.

وأشار إلى أن المتهمة أفادت خلال استجوابها بأنها كانت تشعر بغضب شديد تجاه أصحاب المنزل بسبب تأخر راتبها، وعدم السماح لها بالسفر لرؤية أهلها، ما دفعها إلى التفكير في الانتقام منهم بهذه الطريقة البشعة.

وأوضح أنها استغلت وجود الأب والأم خارج المنزل، واتجهت إلى غرفة نوم الأطفال ثم انهالت عليهم طعناً بسكين كبير كانت تحمله معها.

وأضاف المصدر أن الخادمة ضربت البنت الكبرى أولاً وهي (أ.م) وعمرها 16 عاماً، وحين بدأت تصرخ استيقظ شقيقاها (ر.م) وعمرها 14 عاماً، و(خ.م) وعمره 11 عاماً، ووجهت اليهما الخادمة ضربات بالسكين. وأفاد بأن الأطفال هبوا مذعورين، واستطاعوا الفرار منها، على الرغم من الإصابات البليغة التي لحقت بهم، واتجهوا إلى حمام المنزل، وأغلقوا الباب عليهم من الداخل ومن ثم اتصلوا بالشرطة.

ولفت إلى أن الفتاتين أصيبتا بإصابات بليغة، فيما أصيب الفتى بإصابات متوسطة ونقلوا جميعاً إلى المستشفى.

وتابع أنه تم إحالة الخادمة المتهمة إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معها في تهم الشروع في القتل، كما تم تدوين إفادات الوالدين.

ونقل المصدر عن الأب قوله إن الخادمة تعمل مع الأسرة منذ عام ونصف العام، وأنها طلبت اجازة للسفر إلى بلادها، غير ان الأسرة طلبت تأجيل ذلك الى حين انتهاء العام الدراسي الحالي في يوليو المقبل.

وقال المصدر شرطة دبي وجهت بضرورة الانتباه إلى مثل هذه الظواهر من خلال حملة أطلقتها أخيراً تحت عنوان «الفئات المساعدة بين الاهتمام والاتهام»، ركزت على أن «سوء المعاملة وقلة الخبرة يدفعان خادمات كثيرات إلى ارتكاب جرائم ضد الأسرة، وتحديداً الأطفال».

تويتر