المتهم حاول إصلاح المركبة بمساعدة زميله

سائق يدهس مواطناً ويفرّ من موقع الحادث

السائق يحمل كرتونة قطع الغيار وإلى جواره زميله. من المصدر

ضبطت شرطة دبي سائقاً باكستانياً يبلغ من العمر 40 عاماً، دهس شاباً مواطناً يبلغ من العمر 24 عاماً يدعى (م.س)، ما أدى إلى وفاته نتيجة الصدمة التي دفعته مسافة 11 متراً قبل أن يفر السائق هارباً تاركاً الشاب غارقاً في دمائه.

وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن السائق المتهم ارتكب جرائم مركبة عدة، بعضها أخلاقي مثل الهروب من موقع الحادث ومحاولة إخفاء معالم الجريمة باستبدال قطع الغيار التي تلفت نتيجة الاصطدام بجسد الضحية بمساعدة زميل له من جنسيته نفسها ومديره في الشركة.

وتفصيلاً، أفاد المنصوري بأن الواقعة بدأت في نحو الساعة 45:2 ظهر أول من أمس، حين أبلغ شاب مواطن عن تعرض صديقه المواطن البالغ من العمر 24 عاماً، ويعمل في القوات المسلحة، للدهس من جانب مركبة مجهولة فرت من المكان، من دون أن يحاول سائقها التوقف لمعاينة ما حدث أو تقديم المساعدة في موقع الحادث عند التقاطع المؤدي من شارع دبي ـ العين إلى شارع الإمارات.

وأضاف أن فرقاً من جميع إدارات التحريات ومباحث مركز بر دبي انتقلت إلى موقع الحادث، لافتاً إلى أن منظر الشاب المواطن روّع الجميع، إذ تعرض لضربة قوية في الرأس أدت إلى وفاته، فيما تابع القائد العام للشرطة ونائبه الاجتماع المقرر لوضع خطة البحث وتشكيل الفرق المشاركة.

وأشار إلى أن صديق المتوفى أفاد بأن المجني عليه، وهو من سكان مدينة العين، كان في طريقه إلى دبي، وتوقفت به السيارة نتيجة نفاد الوقود، فاتصل به لمساعدته، لافتاً إلى أنه اشترى وقوداً وهرع إلى صديقه الذي أوقف مركبته في منطقة آمنة على كتف الطريق على مسافة كافية لتفادي أي سيارات قادمة.

وذكر شاهد العيان أنه أثناء قيام صديقه بوضع البترول في السيارة قدمت مركبة «بيك أب» بسرعة بالغة وصدمته بقوة لتقذفه مسافة 11 متراً، وواصلت طريقها من دون توقف، لافتاً إلى أن الصدمة منعته التفكير فلم يستطع تسجيل رقمها، إذ انشغل بإنقاذ صديقه الذي فقد القدرة على الحركة وسالت الدماء بغزارة من رأسه، فاتصل بالشرطة والإسعاف لكنه توفي.

وأوضح المنصوري أن جريمة الهروب تعادل أخلاقياً جريمة القتل، لأن الشخص العادي ربما يكون معرضاً لارتكاب حادث، والإنسان السوي هو الذي يواجه بشجاعة ويقف لأن بإمكانه إنقاذ روح بريء كان يحتاج إلى مساعدته.

وأكد أن الجريمة أزعجت القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، الذي تابع سير الاجتماع وطلب إجراء مسح على مسافة خمسة كيلومترات من الحادث، ومن المرجح العثور على المركبة الهاربة فيها.

إلى ذلك قال مدير إدارة البحث الجنائي، المقدم احمد حميد المري، إنه تم تشكيل خمسة فرق للتحرك على محاور عدة، منها البحث في الكراجات ومتاجر قطع غيار السيارات، وهي من نوع «دايهاتسو بيك اب» خفيفة، وكذلك الأماكن التي يتوقع أن يختبئ فيها.

وأضاف أنه في تمام التاسعة مساء اليوم نفسه عثرت دورية تابعة لقسم تعقب السيارات على المركبة الهاربة تقف في أحد الأزقة بمنطقة العوير الصناعية، وعليها آثار تصليح، تشمل تركيب مرآة جديدة من جهة اليمين، ومحاولات إصلاح مبدئي، لافتاً إلى أنه تم على الفور التعميم عليها والتأكد من أنها تابعة لإحدى شركات النقل المتصل بالعمل في الإنشاء، وتوجه الفريق إلى مقر الشركة وحصل على معلومات حول مقر سكن سائق المركبة. وأشار إلى إعداد كمين للسائق بالقرب من مسكنه في منطقة هور العنز، وتم القبض عليه، لافتاً إلى أنه اعترف مباشرة بجريمته مبرراً تصرفه بأنه كان مرهقاً أثناء القيادة ما أدى إلى ارتكاب الحادث.

وتابع المري أن السائق المتسبب الذي يدعى (ع.ح ـ باكستاني ـ 40 عاماً) أرشد عن متهمين آخرين تسترا على جريمته أحدهما زميله سائق من الجنسية نفسها يدعى (م.أ) هو الذي شجعه على عدم إبلاغ الشرطة، وساعده على شراء قطع غيار بديلة لتلك التي أتلفها الحادث وانتقل معه بسيارته، فضلاً عن مدير الشركة الذي تورط في عملية التستر كذلك، إذ أبلغه السائق المتهم بأنه دهس شخصاً لكنه لم يصب بأذى فلم يهتم المدير بالتحقق من الواقعة والتأكد من عدم تورط سائقه في جريمة.

وأوضح أن السائق أرشد عن كرتونة صغيرة كانت تحوي إشارات ضوئية جديدة اعتزم تركيبها في المركبة المتسببة، لكنه لم يستطع ذلك لأن الحادث خلف اعوجاجاً بارزاً في الجانب الأيمن من السيارة، فاكتفى بتركها في أحد الأزقة حتى يجد طريقة لتصليحها.

وقال العميد خليل ابراهيم المنصوري إن القيادة العامة لشرطة دبي قدمت واجب العزاء لأسرة الشاب المتوفى، فيما احيل السائق المتهم إلى النيابة العامة ومعه زميله ومدير الشركة بتهمة التستر على جريمة.

وناشد المنصوري سائقي السيارات بالاتصال بغرفة العمليات في الشرطة في حالة تعطل سياراتهم حتى لو كان العطل بسيطاً، أو توقفت لسبب ما مثل نفاد الوقود، حتى تصل دورية لتأمين عملية وقوفه، لافتاً إلى أن حادثاً مماثلاً وقع أخيراً على شارع الإمارات أثناء استبدال، إطار لكن السائق المتسبب تصرف بشكل أخلاقي وتوقف حتى وصلت الشرطة واتخذت الإجراءات المطلوبة.

تويتر