عدم إعطاء الأولوية لعبور المشاة يزيد حوادث الدهس

كشفت إحصاءات مرورية حديثة صادرة عن مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، أن عدم إعطاء الأولوية لعبور المشاة يزيد من حوادث الدهس، مشيرة إلى أن حوادث الدهس التي شهدتها إمارة أبوظبي خلال الخمس سنوات الماضية تسببت في وفاة 501 شخص من فئات عمرية مختلفة أثناء عبورهم الطريق، إضافة إلى وفاة 33 شخصاً آخرين في حوادث مماثلة خلال النصف الأول من العام الجاري.

وأشارت الإحصاءات إلى وجود تحسن ملموس في مؤشر السلامة المرورية بشأن وفيات المشاة خلال العامين الماضيين، إذ سجلت أعلى مستوياتها في 2009 بإجمالي 118 حالة وفاة، وبعدها تراجعت بنسبة 31٪ خلال العام الماضي، إذ بلغ عدد وفيات المشاة 81 شخصاً، كما تراجعت وفيات المشاة في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 20٪، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأظهر تقرير السلامة المرورية في إمارة أبوظبي الذي أصدرته مديرية المرور والدوريات، أن عدم إعطاء الأولوية لعبور المشاة يمثل إحدى الظواهر السلبية على الطرق بما يزيد من وقوع حوادث الدهس، إضافة إلى تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، وعدم ترك مسافة كافية.

وقال مدير مديرية المرور والدوريات العميد مهندس حسين الحارثي، إن المديرية تطور وتنفذ عدداً من المبادرات الداعمة لخفض معدلات الوفيات، منها مبادرة خفض الوفيات الناتجة عن حوادث الدهس، التي استهدفت خفض أعداد الوفيات والإصابات البليغة الناتجة عن حوادث الدهس بنسبة 50٪ خلال العام الماضي، والتأكيد على عدم التأثير السلبي في تحقيق النسب المستهدفة ومؤشرات الأداء المطلوبة على بقية أنواع الحوادث المرورية.

كما شددت مديرية المرور والدوريات آليات الضبط المروري تجاه السائقين الذين لا يلتزمون بإعطاء الأولوية للمشاة عند خطوط المشاة، وكذلك الذين يعبرون من غير الأماكن المخصصة، ونفذت المديرية العام الماضي حملات عدة لحث قائدي المركبات على خفض السرعات بالقرب من خطوط عبور المشاة، وزيادة الحرص والانتباه، خصوصاً في الأماكن التي تزداد فيها كثافة عبورهم في المناطق الصناعية، والمراكز التجارية والأماكن السكنية ومنحهم الأفضلية في العبور تعزيزاً لسلامة المشاة وخفض نسبة حوادث الدهس، وما ينتج عنها من وفيات وإصابات بليغة.

ولفت الحارثي إلى أن هناك جملة من العوامل التي أدت إلى تحسن مؤشرات السلامة المرورية على الطرق، منها زيادة معدلات الضبط المروري الموجهة من خلال نشر الدوريات على شبكة الطرق على مدار الساعة، مع التركيز على ضرورة الوجود في مناطق وأوقات تكرار وقوع الحوادث المرورية، وتكثيف البرامج وأنشطة التوعية لجميع شرائح المجتمع، مع التركيز على الشرائح الأكثر تسبباً في حوادث مرورية، وتطبيق استراتيجية إدارة السرعات التي تم تطويرها بنهاية عام ،2010 وزيادة أعداد أجهزة الضبط الآلي لمخالفي قوانين السير والمرور، مع التأكيد على تطبيق آلية تحليلية متطورة عند تحديد مواقعها.

وبحسب قانون السير والمرور الاتحادي، فإن قيمة الغرامة المالية لمخالفة عبور المشاة للطريق من غير الأماكن المخصص لعبورهم (إن وجدت) تبلغ 200 درهم، وتسجل حضورياً، في المقابل تبلغ قيمة مخالفة عدم إعطاء الأولوية للمشاة في الأماكن المخصصة لعبورهم 500 درهم وست نقاط مرورية سوداء، و500 درهم لمخالفة إيقاف المركبة على ممر عبور المشاة، و200 درهم وثلاث نقاط مرورية لمخالفة إيقاف مركبة بطريقة تسبب خطراً للمارة أو تعرقل حركة المشاة.

يشار إلى أن بلدية مدينة أبوظبي تنجز حالياً مشروعاً لإنشاء تسعة جسور علوية مؤقتة للمشاة في عدد من المناطق داخل جزيرة أبوظبي وخارجها على الشوارع الرئيسة.