دعا إلى تصديق القنوات الإعلامية التقليدية

بدران: مواقع التواصل الاجتماعي مصادر إخبارية غير موثوقة

الاستخدام المفرط لمواقع التواصل يعني مزيداً من العزلة عن الأسرة والمجتمع. الإمارات اليوم

أكد أستاذ الاتصال والإعلام في جامعة زايد بدران بدران، أن الأخبار المنقولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليست صحيحة دوماً، داعياً الى تصديق مصادر الأخبار التقليدية المعروفة سواء كانت محلية أو إقليمية أو عالمية.

وقال إن هناك مصادر إعلامية تنقل الخبر بمهنية وحرفية، فيما يوجد مصادر غير موثوق بها، مثل «فيس بوك» و«تويتر»، عازيا ذلك إلى أنها لا تخضع للضوابط التقليدية للعمل الإعلامي.

وأكد صعوبة تبين المصادر الموثوقة للمعلومات، وتمييزها عن غيرها، بالنظر إلى الكم الهائل من المصادر العالمية الموجودة اليوم في شبكة الإنترنت، وعبر التطبيقات الموجودة في الهواتف المحمولة والأجهزة الدفترية المحمولة مثل «آيباد» وغيرها.

وأضاف أن الدراسات تشير إلى أن نسبة كبيرة من المستخدمين لا تتحقق من مصداقية مصادر أخبارها، وتثق إلى حد كبير بما يتوافر على شبكة الإنترنت من مصادر للمعلومات، أو ما يصلها من رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر»، معتبراً أن ذلك مدعاة للقلق لأن هناك كثيراً من المواقع الإخبارية الخاصة بمؤسسات وأفراد غير معروفين للمستخدم قد تكون لديهم أجندات سياسية أو اقتصادية محددة، بعضهم قد يفصح عنها بشفافية، ولكن البعض الآخر قد يتستر برداء الموضوعية والمهنية بهدف نشر أخبار غير صحيحة أو شائعات تهدف إلى التأثير في الرأي العام.

الحفاظ على الخصوصية أهم معايير العلاقة بين «فيس بوك» والمستخدم

 أكدت ادارة موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن مجتمع «فيس بوك» لديه معايير يمنح من خلالها الأشخاص حول العالم القدرة على نشر أحداثهم الخاصة ورؤية العالم من خلال عيون أشخاص كثر آخرين والتواصل والمشاركة أينما ذهبوا وأشارت الإدارة، إلى أنها تحمي الآراء التي تلبّي معايير المجتمع، لكنها تمنع أي محتوى خاص، بالعنف والتهديدات، حيث لا يمكنك التهديد بأذية الآخرين أو تنظيم أعمال عنف فعلية في العالم. وأكدت أنها تأخذ التهديدات بالأذى النفسي على محمل الجد، ولا تسمح بالإساءة والمضايقات، أو الخطاب الذي يحض على الكراهية، أو العري والصور الإباحية، كما انها تدعو إلى حماية حقوق الملكية الفكرية، وشددت إدارة «فيس بوك» على انها تتعامل مع مسائل الأمان بمنتهى الجدية، خصوصاً مع الأطفال، لحماية القاصرين، وتطبق إجراءات وقائية خاصة مثل وضع قيود على غير البالغين، أو مراقبة محاولات التواصل معهم كذلك.

وأوضحت إدارة «فيس بوك» أن بيان الحقوق والمسؤوليات الذي يتم التوقيع عليه قبل فتح حساب بـ«فيس بوك»، هو الذي يحكم علاقة الموقع بالمستخدمين والآخرين الذين يتفاعلون مع «فيس بوك»، وينص على حماية الخصوصية، ومشاركة المحتوى والمعلومات الخاصة بالمجتمع، حيث تؤول إلى المستخدم ملكية المحتوى والمعلومات التي ينشرها على «فيس بوك»، ويمكنه التحكم في كيفية مشاركتها من خلال ضبط إعدادات التطبيق والخصوصية، مشيرة إلى أن الموقع يبذل قصارى جهده للمحافظة على أمان «فيس بوك»، لكنه لا يضمن تحقق ذلك من دون مساعدة العضو.

وطالبت الادارة المستخدمين بالمحافظة على أمان الحساب، وعدم تقديم أي معلومات شخصية زائفة، أو إنشاء حساب لأي شخص من دون إذن، وعدم إنشاء أكثر من صفحة شخصية واحدة، أو إنشاء حساب بديل من دون تصريح منا في حالة قيامنا بتعطيل حسابك، وعدم استخدام الصفحة الشخصية لتحقيق مكسب تجاري شخصي، وعدم استخدام «فيس بوك» إن كنت دون سن 13 عاماً، أو استخدام «فيس بوك» إذا كنت مداناً في جريمة انتهاك جنسي، مع ضرورة المحافظة على معلومات الاتصال الخاصة دقيقة ومحدثة. وشددت الادارة على حماية حقوق الأشخاص الآخرين عن طريق عدم نشر أي محتوى أو اتخاذ أي إجراء على «فيس بوك» يعتدي على حقوق شخص آخر أو ينتهكها، أو ينتهك القانون. عمرو بيومي ــ أبوظبي

وأردف أن هناك خطوات ممكنة للتحقق من هوية موقع ما، أو معرفة مرسل رسالة إلكترونية مجهولة المصدر، إلا أن المستخدم العادي يجهلها.

أما بالنسبة لكيفية التحقق من صحة المعلومات، فأشار بدران إلى أنه عند تحميل جهاز الهاتف الذكي بأحد التطبيقات التي تتيح لنا متابعة الأخبار على مدار الساعة، كهيئة الإذاعة البريطانية مثلاً، فإننا في الغالب نبني قرارنا على قاعدة معرفتنا بهذا المصدر، وثقتنا بمهنية جهازه الإخباري في تغطية الأخبار حول العالم، بينما عندما نتلقى معلومات من مصدر إخباري غير معروف، فعندئذ لا يمكن التحقق من صحة الأخبار التي ينقلها.

وأشار بدران إلى بعض مصادر الاخبار الاكثر مصداقية حالياً، فقال انها تتضمن مصادر الأخبار التقليدية المعروفة سواء كانت محلية أو إقليمية أو عالمية، والتي تتبع مؤسسات إعلامية حكومية، أو شبه مستقلة، أو خاصة، وهي معروفة للمستخدم من خلال تجربته معها عبر السنين، ويختارها لانسجامه مع خطها التحريري، وإعجابه بمستوى كتابها، وبمضامينها بوجه عام.

وأضاف أن هناك مواقع إخبارية جديدة مثل «الهفنجتون بوست» The Huffington Post وهي صحيفة إلكترونية شابة أقرب ما تكون إلى ديوان لمجموعة من المدونين الناجحين، إلى جانب تغطيتها الإخبارية غير التقليدية، لافتاً الى أنها تحظى اليوم بشعبية كبيرة بين الناطقين باللغة الإنجليزية.

وتابع بدران أن هناك آلافا من المدونات والمواقع المختلفة التي تقدم ما اصطلح على تسميته بصحافة المواطن التي تمثل مشاركة عامة الناس من غير المختصين في تغطية أحداث متنوعة باستخدام الكاميرات والهواتف المحمولة المزودة بالكاميرات أو الفيديو. وأوضح أن أهمية صحافة المواطن تزداد بشكل مطرد بالنظر إلى تزايد الاعتماد عليه في تغطية أحداث في مناطق واسعة، خلال أوقات الأزمات عندما يحظر على المراسلين الصحافيين دخول مناطق معينة.

أما بالنسبة لموقع «تويتر» الذي يحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي وفي الإمارات إلى جانب «فيس بوك» و«يوتيوب»، وفقاً لبدران، فقال إنه منصة سريعة لتبادل المعلومات القصيرة بين الأفراد الذين تربطهم اهتمامات مشتركة.

وأشار الى أن هناك استخدامات متعددة لـ«تويتر» منها ما هو اجتماعي، وسياسي، وتجاري، وديني، وتربوي، لكنه حذر من أن هذا التطبيق الذكي الذي يحظى بشعبية عارمة بين الشباب يمكن أن يستخدم بأسلوب إيجابي أو سلبي، معتبرا أن ذلك يرجع إلى المستخدم نفسه.

وحسب بدران، فإن من سلبيات «تويتر» مثلاً أنه يشجع المستخدم على الكتابة من دون تفكير كاف في المضمون وتبعاته، فرسائل «تويتر» ليست دائما رسائل شخصية ترسل لعدد صغير من المتلقين، إذ إن عدد المتلقين قد يكون كبيرا جدا، خصوصاً إذا أعيد تداولها، وتاليا فالأخطاء التي تنتج عن سوء أو سرعة الاستخدام يكون وقعها أكبر، وأحيانا تكون لها تبعات قانونية، خصوصاً إذا استخدم بشكل يخالف القوانين المتبعة في الدولة.

واعتبر ان من الظواهر المقلقة أيضاً تزايد ساعات استخدام الشباب لـ«تويتر»، إذ أصبح يمثل بالنسبة للبعض الشغل الشاغل طوال ساعات النهار، وبالنسبة للشباب قد يعني هذا الاستخدام المفرط المزيد من العزلة الاجتماعية والأسرية، إضافة إلى أنواع العزلة والسلوك غير الاجتماعي التي تنتج عن لعب الألعاب الإلكترونية لساعات طويلة دون رقابة الأهل.

وشرح بدران أن استخدامات «فيس بوك» تختلف بعض الشيء عن استخدامات «تويتر»، من حيث إنه يتيح للمستخدمين إنشاء مواقع شخصية لهم ينشرون فيها معلومات شخصية أو مهنية، بالإضافة إلى الصور، ويتيح أيضاً ربط المستخدم بأصدقائه أو زملائه في كل مكان، كما يستخدمه الســـياسيون والنجوم والمشاهير جزءاً من العلاقات العامة مع جماهيرهم وللترويج لأنشطتهم وصورتهم العامة.

وأشار أيضاً الى أن معظم المؤسسات والشركات اليوم لديها صفحات «فيس بوك» جزءاً من أعمالها ومن تعزيز صلاتها مع الجمهور، موضحاً أن الإمارات تعد في طليعة الدول استخداما لـ«فيس بوك» عالمياً.

وأشار أستاذ الاتصال والإعلام في جامعة زايد الى أن «فيس بوك» والبرامج المشابهة له تثير تساؤلات مشروعة حول خصوصية المستخدمين ومدى سلامة المعلومات الشخصية التي يفترض معظم المستخدمين أنها آمنة، بينما تقوم بعض المواقع من وقت لآخر بتعديل شروط الاستخدام بما يسمح لها ببيع وتداول البيانات الشخصية لأغراض الكسب المالي. وتابع أن ذلك يبرز دور المستخدم الواعي في المحافظة على سرية بياناته الشخصية، وعدم عرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، لسهولة استخدامها في جرائم سرقة الهوية أو الاحتيال.

تويتر