الشارقة تعيد النظر في المواد المستخدمة في واجهات البنايات

السويدي: حريق برج «الباكر 4» كارثة حقيقية

صورة

قال مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني في الشارقة، العميد عبدالله سعيد السويدي، إن هناك آلية جديدة، ستحددها الجهات ذات العلاقة الأسبوع المقبل، للموادّ التي سيسمح باستخدامها في واجهات البنايات.

وأضاف في تصريحات صحافية تعقيباً على حادثة حريق برج «الباكر 4» ، أن «ما حدث، أول من أمس، هو كارثة حقيقية»، متابعاً أنه «لولا الدور الكبير الذي لعبته فرق الدفاع المدني وشرطة الشارقة لزادت الكارثة، وامتدت النيران إلى المباني المجاورة».

وكان الحريق قد شبّ في البناية الموجودة في منطقة التعاون في الشارقة، فجر أول من أمس، بعدما امتدت النيران فيها من الطابق الأول إلى طوابق البناية الـ،30 بما فيها الطوابق الخمسة المخصصة للمواقف والخدمات، نظراً لسرعة الرياح.

وقد تولت فرق الدفاع المدني إخلاء البناية، وإنقاذ السكان، وتأمين خروجهم بشكل آمن، فضلاً عن إخلاء سكان البنايات المجاورة خشية انتقال النيران إليها.

وسمحت شرطة الشارقة لسكان البناية بالصعود إلى شققهم، طابقاً بعد الآخر، لتفقد ما تبقى منها.

في المقابل، كشف سكان في البناية المحترقة لـ«الإمارات اليوم» عن أوضاع معيشية تنذر بالخطر، لافتين إلى أن الهيئات الخيرية التي جاءت للإغاثة لم تقدم ما هو منتظر منها في مثل هذه الظروف، بل قَصَرت جهودها على تأمين أماكن بديلة للسكان، لفترات لا تتجاوز بضعة أيام، مطالبين بحلّ مشكلتهم بأقصى سرعة.

وأكد مسؤولون من فرع «الهلال الأحمر» الإماراتي و«جمعية الشارقة الخيرية»، أنهم وفروا السكن لكثير من العائلات المتضررة لمدة يومين أو ثلاثة. كما قدموا مبالغ مالية راوحت بين 1000 و1500 درهم لأسر محتاجة «كي تتدبر أمورها»، مؤكدين أن «كل حالة تدرس على حدة، وبناء على نتائج الدراسة سُيحدّد حجم المساعدة».

وتفصيلاً، قال المستأجر في البناية، محمد إبراهيم: «ننتظر حلاً جذرياً وسريعاَ، يتضمّن تأمين سكن لفترة من الوقت، وليس ليومين أو ثلاثة» مضيفاً أن «الجهات الخيرية التي تعاملت معنا قصرت جهودها على تأمين سكن ليومين أو ثلاثة أيام، وهذا لا يحلّ المشكلة، بل يؤجلها لمدة يومين فقط، في حين أننا نحتاج إلى حلول حقيقية، خصوصاً أننا لا نملك شيئاً، وكل ما نملكه موجود في داخل الشقق التي لا نعرف ماذا حلّ بها».

واعتبر مستأجر آخر، أحمد يعقوب، أن «التقصير كان من الجهات المعنية كافة»، موضحا أن «(جمعية الشارقة الخيرية) عرضت مبالغ مالية قليلة على السكان المتضررين، لا تتجاوز 1000 درهم أو 1500 درهم، كما أن السكن الذي وفرته لبعض السكان مؤقت، إذ طالبتهم بمغادرته خلال يومين أو ثلاثة».

وأكد أن «أحد السكان نام في سيارته»، مشيراً إلى «أن «الشقق التي تم تأمينها للبعض غير مناسبة من حيث المساحة، إذ لا يمكن استيعاب عائلة مكونة من خمسة أفراد في شقة من غرفة وصالة».

ولفت ساكن إلى أن «هناك أشخاصاً يتحدثون عن تعهد المالك بتوفير بناية أخرى للسكان، ولكننا لم نتلق أي معلومة رسمية حول ذلك».

وأيده أحمد مناع، مضيفاً أن: «المشكلة الحقيقية هي أننا لا نعرف كيف نتدبر أمورنا، فقد توقفت الحياة عند تلك الليلة، ولانزال عاجزين عن تخطي شعورنا بالخسارة».

وأكدت إحدى النساء أنها اضطرت إلى المبيت عند أحد الأقارب «لأن المكان الذي عرضوا علينا قضاء الليل فيه لم يكن مناسباً». وقالت المستأجرة، الدكتورة سحر نصار «إن الحريق بدأ في الطابق الأول، وامتد بسرعة إلى الطوابق العليا، واستمر منذ ساعات الصباح الأولى حتى ما بعد العاشرة صباحاً قبل السيطرة التامة عليه»، متسائلة عن أسباب عدم مقدرة الدفاع المدني على السيطرة على الحريق بالسرعة المطلوبة.

وبدوره، أفاد مدير فرع الهلال الأحمر الإماراتي في الشارقة، خميس السويدي، بأن «جهود الهلال الأحمر كانت حاضرة منذ ساعات الصباح الأولى لاندلاع الحريق، إذ تواصلنا مع السكان من أجل تأمين سكن لهم لمدة لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أيام، ومازال فريقنا موجوداً في المكان للمتابعة مع بقية السكان.

وقال: «نحن على استعداد لاستضافة بعضهم مدة أطول، إذا اقتضت الحاجة ذلك ،لكن المشكلة أن هناك شقق غير مؤثثة».

وبدوره، أكد المدير التنفيذي لـ«جمعية الشارقة الخيرية»، عبدالله بن خادم، لـ«الإمارات اليوم» أن «فريق الجمعية يقضي في موقع الحريق ساعات طويلة»، لافتاً إلى أنه «كان موجوداً هناك أمس حتى الـ11 ليلاً، ليتابع شؤون السكان والعمل على تأمين سكن لهم».

وتابع: «وفّرنا السكن لكثير من العائلات المتضررة لمدة يومين أو ثلاثة أيام، كما قدمنا لبعض الأسر مبالغ مالية بسيطة راوحت ما بين 1000 درهم أو 1500 درهم، كي يتدبروا أمورهم، خصوصاً لمن رأى أن الشقق التي وفرناها لهم لا تناسبهم، فقدمنا لهم 1500 درهم بدل مبيت لمدة ثلاثة أيام في فنادق أخرى».

ولفت إلى أن هناك حالة واحدة حصلت على 8000 درهم، متابعاً أن كل حالة تدرس بمعزل عن الحالات الأخرى، وبناء على نتائج الدراسة يحدد حجم المساعدة.

وأكد أن «من يستحق المساعدة نقدمها له، ولا نميز بين شخص وآخر، بغض النظر عن الجنسية أو الدين، وهذا منهج ثابت في الجمعية».

ومن جانبه، قال مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة، العميد عبدالله سعيد السويدي، إن «الإدارة سلمت مساء أول من أمس برج (الباكر 4) بعد الانتهاء من عملية التبريد المعتادة الى المختبر الجنائي التابع للقيادة العامة لشرطة الشارقة، لبدء التحقيقات حول ملابسات الحريق، والوقوف على أسباب الحادث».

وأضاف في تصريحات صحافية، أن ما حدث كارثة ، منوهاً بالدور الذي لعبته فرق الدفاع المدني وشرطة الشارقة، إذ «لولاهما لزادت الكارثة، وامتدت النيران الى المباني المجاورة، كما لعبت هذه الفرق دوراً كبيراً في منع حدوث أيّ إصابات بشرية بين الأسر، فقد صعد عناصرها على السلالم وطرقوا الأبواب لإنذار السكان من الحريق»، مشيراً إلى أن «آخر اثنين تم إخلاؤهما من المبنى، كانا رجلاً من الجنسية البنغالية، وطفله البالغ خمس سنوات، حيث كانا غارقين في النوم، وليس لديهما علم بالحريق». وكشف السويدي أن اجتماع الأسبوع المقبل سيكون فيه كل من دائرة التخطيط والمساحة وبلدية الشارقة والادارة العامة للدفاع المدني، لوضع آلية جديدة للمواد التي تستخدم في واجهات البنايات، مشيراً الى انه لوحظ في الآونة الأخيرة ان معظم الحرائق التي حدثت في الشارقة نشبت في الواجهات الأمامية، وامتدت النيران فيها بسرعة كبيرة، لأن هذه الواجهات مصنعة من مواد قابلة للاشتعال.

تويتر