أسعار الحج تنخفـض 35٪

أسعار الحج محكومة بقانون العرض والطلب ونوعية الخدمات المقدمة. رويترز ــ أرشيفية

انخفضت تكاليف أداء مناسك الحج هذا العام بنسبة 35٪، مقارنة بأسعار العام الماضي، حسب تأكيدات بعض المسؤولين فى شركات الحج والعمرة، عازين السبب لتخوف البعض من الاصابة بمرض انفلونزا الخنازير «إتش1 إن1» وتداعيات الازمة الاقتصادية العالمية.

وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن عددا كبيرا من المواطنين والوافدين متخوفون من أداء الحج على الرغم من سلامة العائدين من أداء عمرة رمضان، لافتين إلى أن حجم الاقبال على التسجيل ضعيف.

وتفصيلاً، أكد مدير حملة الفاروق للحج والعمرة راشد الزعابي، أن تداعيات انفلونزا الخنازير والازمة الاقتصادية أسهمت في خفض تكاليف الحج بنسبة 35٪، مشيرا إلى أن أعداد المسجلين للذهاب للحج لم تتضح بعد، لافتا الى ان الفرصة لاتزال متاحة لتلقي المزيد من الطلبات.

وقال إن الاثر الايجابي لعودة المعتمرين خلال شهر رمضان سالمين بدد مخاوف خطر الاصابة بمرض انفلونزا الخنازير، مشيراً إلى أن الاعلام بمختلف وسائله يلعب دورا فى تخفيف أو تصعيد المخاوف من خطر الاصابة.

ويرى الزعابي ان حملته خفضت أسعار الحج بنسبة 20٪ مقارنة بأسعار العام الماضي، موضحا أن حجوزات الفنادق والتنقلات بالاراضي السعودية خفضت أسعارها لتخوفها من تدني الاقبال على الحج العام الجاري، متوقعاً أن تقوم هيئة الشؤون الاسلامية والاوقاف بإعادة جدولة توزيع حصص الحجاج بعد إلغاء حملات او دمجها بسبب ضعف الحصص.

ويؤكد المسؤول في حملة ابن القيم للحج والعمرة، أبومحمد، أن معظم الناس مترددون فى الذهاب للحج وينتظرون وصول لقاح انفلونزا الخنازير، للحصول على التطعيمات اللازمة قبل الذهاب للحج.
وقال إن حصة الامارات المقررة للحجاج 6500 حاج منها 1000 وافد و5500 مواطن وهذه النسبة قليلة ومن السهل تسفيرها بعد دمج الحملات الصغيرة، مضيفا انه «مع انخفاض أعداد المنتسبين داخل الحملة الواحدة ترتفع تكاليف الاقامة والسفر ما دعا بعض الشركات الى خيار الدمج بدلا من إلغاء حملتها».

وأوضح أنه على الرغم من تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية وهاجس الاصابة بأنفلونزا الخنازير، فإن الشركات السعودية العاملة فى خدمات الحج رفعت اسعار خدماتها من مواد غذائية وتنقلات واقامة، متوقعا إعادة النظر فى الاسعار مع اقتراب موسم الحج وتناقص أعداد الراغبين في اداء المناسك على مستوى العالم، مؤكداً أن الغاء سفر كبار السن والمرضى والاطفال في دول اسلامية ذات كثافة سكانية عالية مثل مصر واندونيسيا وغيرهما يسهم في تخفيف الطلب على الخدمات وانخفاض الاسعار في الاراضي السعودية.

وأشار إلى ارتفاع تكلفة الخدمات في موسم الحج بنسبة 300٪، حيث يتراوح سعر البوفيه المفتوح للشخص الواحد فى الفنادق المصنفة سياحيا من 250 إلى 300 درهم للوجبة الواحدة، في حين يصل سعر الوجبة في المطاعم العادية إلى 20 درهما بدلا من 10 دراهم، كما يتراوح سعر تذاكر الطيران من 4500 الى 5000 درهم، في حين أن قيمتها في الايام العادية 2300 درهم. وقال ابو محمد إن سعر السرير للفرد 10 الاف درهم في فندق أربع نجوم للاقامة أربعة ايام فقط خلال موسم الحج، بينما يتعدى سعر السرير الـ15 الف درهم في فندق خمس نجوم، في حين ان سعر الغرفة في الايام العادية للفنادق القريبة من الحرم فئة أربع نجوم في الليلة لا يتعدى الـ600 درهم.

وأفاد بأن شركات الحج في الامارات وغيرها من الدول تبرم تعاقدات الاقامة والتنقلات بعد انتهاء عمرة رمضان مباشرة، مضيفا أن في غالبية الاعوام لا تجد الشركات الاماراتية حجوزات للخدمات كافة، اعتبارا من منتصف شهر شوال. ويرى ان تداعيات العام الجاري وفرت حجوزات اقامة وتنقلات وخدمات حتى الآن لأصحاب الحج السريع الذي يبدأ من الخامس من ذي الحجة وحتى 12 من الشهر نفسه.

ويؤكد مسؤول في شركة الاجور للحج والعمرة، أمين محمد أن لكل حملة برنامجها وأسعارها حسب الفنادق المتعاقدة معها، مشيرا إلى أن نوعية الحج وخدمة التنقلات أو التسكين بالقرب من الحرم المكى أو التنقل جواً أو برا ثوابت اساسية لتحديد الاسعار.

وقال إن «الاوقاف» تعيد توزيع الحصص، لافتا إلى أن حملته مصنفة ضمن الفئة الثالثة وحصتها 11 حاجا مواطنا وثلاثة مقيمين، مشيرا الى اندماجه مع أربع حملات اخرى لتنظيم رحلة حجاج مكتملة العدد. وقال ان ضعف الاقبال على عمرة رمضان اسهم فى خفض تكاليف أسعار الحج هذا العام 35٪ في بعض الشركات، مؤكدا ضعف اقبال المواطنين. واستطلعت «الإمارات اليوم» آراء عدد من المواطنين والوافدين حول الحج، وأكد محمد الرميثي أنه يرفض تماما فكرة السفر لأداء الحج هذا العام، معتبرا أن الفرار من الوباء واجب شرعي، وأيدته فاطمة المزروعي، مؤكدة أنها سبق لها الحج، وذهابها هذا العام لا يشكل ضرورة. من جانبه قال عبدالله حمد المحيربي «سأذهب لأداء فريضة الحج مهما تحملت من تبعات لأنني قررت الذهاب هذا العام بعد العودة من عمرة رمضان سالما». مؤكدا ان عمرة العشر الأواخر من رمضان أشد ازدحاما من الحج ولم تحدث اصابات خطرة بمرض انفلونزا الخنازير كما ادعى البعض، لافتاً الى عدم تسجيله فى حملة حج حتى الآن. وقال محمد شكري ان خيارات الوافد تركز على خفض التكلفة سواء كانت برا أو جوا.

«الأوقاف» تراقب الخدمات

أكد مدير عام هيئة الشؤون الاسلامية والاوقاف الدكتور محمد مطر الكعبي لـ«الإمارات اليوم» أن فكرة دمج حملات الحج متاحة بشرط اطلاع الهيئة رسميا على ذلك، لافتا إلى أن شرائح تصنيف مقاولي الحج تبدأ من الخاصة ثم الاولى والثانية والثالثة ولكل منهم حق الدمج ضمن الشريحة التي يتبعها، مشيراً إلى حدوث دمج كل عام وفق توافر امكانات كل حملة.

وقال الكعبي إن عمليات الدمج غير مرتبطة بتغير الاسعار، موضحا أن ارتفاع تكاليف الحج او انخفاضها محكوم بقانون العرض والطلب وطبيعة ونوعية الخدمات المقدمة على الاراضي السعودية من اقامة وتنقلات واعاشة.

وأفاد بأن الدمج يعود نفعه على الحملات في تقليل النفقات نافيا تدخل الهيئة في تحديد الاسعار او تسعير الخدمات.

وأوضح الكعبي أن الرقابة على الحملات متوافرة من خلال بعثة الحج الرسمية في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومتابعة مواقع الحملات والتفتيش عليها والوقوف على شكاوى الحجاج، مشيرا إلى تفتيش مفاجئ للتعرف إلى التزام مقاولي الحج بشروط الهيئة الرامية الى توفير وعاظ واطباء وممرضين وإداريين.


أسعار ومقارنات

قال مسؤولون في شركات الحج والعمرة لـ«الإمارات اليوم» إن متوسط تكاليف الحج هذا العام 28 ألف درهم للفرد جوا، في حين بلغ سعر الحج 45 الف درهم العام الماضي، في حين كانت رحلة الحج برا تكلف صاحبها العام الماضي 35 الف درهم انخفضت الى 25 الف درهم ولم تجد الحملات العدد الكافي لتسييرها، اما كلفة الحج السريع فقد تجاوزت العام الماضي 60 الف درهم، ووصلت الى 40 الف درهم العام الجاري.

وأشاروا إلى أن زيادة الاسعار أو انخفاضها تعتمد على مستوى الفنادق وبعد مسافة الاقامة عن الحرم واختيار وسيلة السفر.

تويتر