«البوركيني».. زي شرعي للسباحة


 «لباس البحر المحافظ» «البوركيني» هو الابتكار الأول من نوعه على مستوى الإمارات، الذي صممته الإماراتية المتخصصة في أزياء المرأة المسلمة العصرية «رابيا زي»، لتتمكن المرأة المسلمة الملتزمة بلباسها الشرعي من التمتع بوقتها على الشاطئ، والتصرف على طبيعتها وبحرية، دون أي ارتباك أو تردد، أو شعور بالذنب، وتقول رابيا  إنها أقدمت على  تصميمها «لباس البحر المحافظ» إيماناً منها «بحق المرأة المتدينة والمحافظة، في ممارسة حياتها بصورة طبيعية، وممارسة النشاطات الترفيهية والرياضية، برفقة أهلها أو أصدقائها، في الأماكن العامة مثل النوادي والشاطئ»، وتشير المصممة المحجبة إلى أنها صممت ملابس رياضية مناسبة للمرأة المسلمة، قالتً إنها «مناسبة ومريحة».

 

و تشرح رابيا زي أن لباس البحر المحتشم أفضل من النزول إلى البحر بالملابس العادية، حيث يصبح المنظر مستفزاً للنظر، نافيةً مقولة إنه يظهر تفاصيل الجسد ويلفت الانتباه بطريقة أوضح، وتقول «إذا كان الناس سينظرون إلى المرأة المحجبة، فمن الأفضل أن تكون نظرة مقبولة ومتفهمة»، خصوصاً في البلدان المختلطة، حيث الجنسيات والثقافات المتنوعة»، وتضيف المصممة الإماراتية «على المرأة المسلمة التسلح بالذكاء للجمع بين دينها، ورغبتها في ممارسة متع الحياة اليومية العادية، وحقوقها كإنسانة ترغب في أن تكون أنيقة وعصرية»، وقد وجدت فكرة «البوركيني» الذي اخترعته إحدى المسلمات في استراليا ملائمة، وهي مشابهة لتصميمها الذي ستطلقه قريباً في الأسواق، ضمن مجموعة «رابيا زي» الجديدة، والمتوافرة بأشكال وألوان وقياسات مختلفة. وفي ما يتعلق بحياتها تفضل رابيا زي ارتياد الشواطئ المخصصة للنساء، حيث تستطيع الاستمتاع بوقتها وحريتها، غير قلقة من نظرات «المتطفلين»، لكنها تحب النزول إلى البحر مع زوجها وطفلها، وتوضح «أعتبر لباس البحر الخاص بالمرأة المسلمة الحل الأنسب والأفضل لأكون مرتاحة وقادرة على اللعب مع طفلي وممارسة كافة النشاطات الممكنة على الشاطئ».
 
 
 
 الاعتدال والحيطة

تؤكد «ربيعة. م»، فلسطينية محجبة، أن ظاهرة الاهتمام بحاجات المرأة المسلمة أمر محبب وإيجابي، وتقول «لا يعني الدين الإسلامي حرمان المرأة من التمتع بحياتها، والاستمتاع بوقتها مع ذويها وأصدقائها»، لذلك تجد فكرة لباس البحر المخصص للمحجبات جميلة، تمكنها من السباحة وتمضية أوقات ممتعة على الشاطئ، بدل الجلوس في الحر، ومراقبة الآخرين يستمتعون بمياه البحر الباردة. وبالنسبة إلى الأصوات المهاجمة لهذه الفكرة، ترى أن «لكل امرأة حرية القبول به أو الامتناع عن ارتدائه»، موضحة «لا أحد يستطيع فرض رأيه على الآخرين»، خصوصاً أن حدود الحرية في القرن الـ21 أصبحت أكبر وأوسع من ذي قبل، مشددةً على انتهاء زمن المراقبة من بعيد.

 

في المقابل تؤكد «سينتيا حوا»، لبنانية تعمل في دبي، أنها لا تجد مشكلة أو عيباً في ارتداء لباس البحر، شرط ألا يكون مبتذلاً أو فاضحاً، خصوصاً أنها معتادة على ارتياد البحر في بلدها، وتقول «عادة ما أقصد الشاطئ يومياً خلال فترة الصيف»، مضيفةً أن الفتاة تملك حرية شبه كاملة لارتداء «المايوه» الذي تريده، غير أن النظرات تبدأ حين ترتدي الأنثى لباساً يبرز تفاصيلها الأنثوية بشكل كبير، موضحة «أحاول التمتع بحريتي والاستمتاع بوقتي دون خدش الحياء والذوق العام»، فضلاً عن أن المكان يلعب دوراً كبيراً في اختيار لباس البحر المناسب، فالوجود على شاطئ عام يختلف عن ارتياد مسبح خاص أو مغلق. وعلى الرغم من اختلاف العادات والتقاليد بين لبنان والإمارات، ترى الشابة اللبنانية أن تصرفات المرأة وحركاتها هي الحكم الأول والأخير، قائلةً «يمكنها ارتداء لباس البحر المحافظ والتصرف بطريقة مثيرة ولافتة للنظر»، كما تستطيع تلك التي تلبس «مايوه» عادياً ارتداء فستان قصير، بغية إخفاء جسدها، لكنها تتفهم في الوقت نفسه العادات الخليجية، وتحاول التماشي مع الوضع القائم، كي لا تشذ عن القاعدة.

 

وتشاطرها الرأي «زينة. ك»، التي تؤكد وجوب التكيف مع العادات والتقاليد في الإمارات، لكنها تقول «لن أرتدي أبداً هذا اللباس، على الرغم من أنه حل إيجابي»، لأنها تراه «مناسباً للمرأة المتزوجة والأم التي تريد اصطحاب أولادها» إلى البحر، تقصد زينة شاطئ حديقة الجميرا مع أصدقائها أيام الجمع، حيث يقضون أوقاتهم «في اللعب بالطابة والسباحة»، بالإضافة إلى أخذ حمام شمس، وتقول «أرتدي «مايوه» مكوناً من قطعة واحدة وسروال قصير»، لأنها لا تحب عرض جسدها، مشددةً أنها اختارت بنفسها ما تريد، أي «الاعتدال، الحل الوسط بين المبالغة والقيود المحكمة على حرية المرأة».

 

وتوضح «سيلين باتيستا»، أجنبية تعمل كعارضة أزياء، أنها تحب ارتداء «ما يحلو لها» من ملابس، خصوصاً على البحر والشاطئ، لكنها تعترف بـ«ضرورة أخذ الحيطة في الإمارات»، لأن الناس «ليسوا معتادين على حياة الأجانب» في الغرب، وتقول «أعيش مع عائلتي في مجمع خاص حيث يوجد مسبح كبير»، لذلك لا تشعر بأنها «محرجة أو منزعجة من نظرات الناس»، أما عندما تقصد الشاطئ، فترتدي باتيستا «مايوه» «أكثر احتشاما، لوجود أعداد كبيرة من الشبان»، لكنها تفضل الجلوس «في أماكن بعيدة عن الأنظار»، وتضيف «أحب التمتع بأشعة الشمس، بغية الحصول على لون برونزي جذاب»، وفي ما يخص لباس البحر المحتشم، ترى عارضة الأزياء أن رأيها «لن يؤثر أبداً لأنها لا تتدخل في شؤون لا تعنيها»، لكنها تقول «من الممكن أن يكون احتمالاً إضافياً للمرأة المسلمة التي لا تملك الكثير من الخيارات»، مشيرةً إلى أن المسابح الخاصة هي الحل الأفضل. 

 

الالتزام والحرية

سروال رياضة ضيق وقميص ذو أكمام طويلة، هما ما ارتدته «ش. ك»، مواطنة تعيش في دبي، عندما زارت الحديقة المائية «وايلد وادي»، غير عابئة أو مهتمة بالنظرات المحدّقة أو المتطفلة، وتقول «ممنوع الاقتراب من الدين أو المساس بالخطوط الحمر»، لأنها إنسانة مسلمة وملتزمة، ولا تقوم بأي عمل أو تصرف يتعارض مع العادات والتقاليد، خصوصاً في ما يتعلق بالشيلة والعباية، لكنها تنازلت قليلاً بغية اكتشاف هذه الحديقة، بعد أن سمعت الكثير عنها. ومن ناحية أخرى، لا ترى المواطنة الملتزمة أن ابتكار لباس البحر الخاص بالمرأة المحجبة «إنجازاً عظيماً أو خلاقاً»، مبررةً قولها بعدم اهتمامها بالنزول إلى البحر، شارحة أنها تفضل ارتياد المراكز أو المنتجعات الخاصة بالنساء، في حال أرادت السباحة أو أخذ حمام شمس، وتقول مستغربة «أليس من الأنسب الشعور بالراحة في مكان خاص وبعيد عن الأعين»، وتشير إلى أن ارتداء الملابس والجلوس تحت أشعة الشمس يصيبها بالاختناق والتوتر.

 

وبتحفظ، توضح «إيمان. ع»، مواطنة في الـ 20 من عمرها، أنها ترتدي لباس البحر «بيكيني»، حين تسافر خلال فترة الصيف للاستجمام والسياحة في الخارج، في حين تقصد المنتجعات الراقية والبعيدة عن الأعين في الإمارات، وتقول «لا أحب الشعور بأني مقيدة في إطار ضيق»، لكنها وجدت فكرة «لباس البحر المحافظ» فكرة مقبولة نسبياً ومناسبة للنساء اللاتي يردن النزول إلى البحر مع عائلاتهن، وخصوصاً الأطفال. وعلى الرغم من إيجابيتها، لا تتخيل المواطنة العشرينية نفسها مرتديةً هذا اللباس، بل تفضل «البقاء في المنزل، عوضاً عن الشعور بالضيق والتحسر على ضياع وقتها سدى». وعن ارتدائها لباس «البيكيني» الذي يكشف تفاصيل جسدها، تدافع المواطنة عن نفسها قائلةً «لا أقوم بأي عمل مبتذل أو لا أخلاقي»، مشددةً على أنها لا تجلس في الأماكن المكتظة بالناس، بل تختار مكاناً بعيداً عن الأنظار، لممارسة النشاطات المائية مع إخوانها وقريباتها، فضلاً عن أنها لا تقصد البحر دون شقيقها الكبير.

 

وتجد «س. م»، مواطنة في منتصف العمر، فكرة «اللباس المحافظ» استخفافاً بعقول الناس، وتقول «أرفض رفضاً قاطعاً السماح لنفسي بارتداء ما يبرز تفاصيل جسدي أمام الناس الغرباء»، وتجد أن التربية والتقاليد تحظر على المرأة الكشف عن جسدها، «فكيف بالنزول في المياه حيث تلتصق الملابس بالجسم، وتظهر تفاصيله، ما يجعلها محط الأنظار»، لكنها تؤكد أنها تقصد أماكن خاصة بالنساء فقط، حيث لا عيون متربصة أو خوف من مخالفة الدين والمساس «بالخطوط الحمر».

 

ظاهرة جديدة

«البوركيني» هو لباس البحر الخاص بالمرأة المسلمة والمحجبة، الذي ابتكرته استرالية من أصل لبناني، تدعى أهيدا زينيتي، بعد أن اختبرت المصاعب التي تواجهها المسلمة، خصوصاً الفتاة الصغيرة والمراهقة الراغبة في الاستمتاع بحياتها، واللعب مع إخوانها وأقرانها، في بلد مختلط.
 

تجمع كلمة «البوركيني» ما بين «البيكيني»، أي المايوه المؤلف من قطعتين، والبرقع الخاص بالمرأة المحجبة، والمتصل بحجاب يغطي الشعر،  بحيث يحافظ على المبادئ الدينية، ويسمح للمسلمة بالسباحة، وتؤكد المصممة أن فوائد ابتكارها لا تقتصر على تغطية الجسد، بل في قدرته على حماية الجسم من مضار أشعة الشمس وحرارتها، والحوادث الناتجة عن ركوب الأمواج أو النشاطات المائية، فضلاً عن مساهمته في التخفيف من الاحتقان العنصري بين سكان البلد الأصليين والجالية المسلمة. وقد طرح «البوركيني» في الأسواق الاسترالية ودول جنوب شرق آسيا، وبيعت منه نحو 10 آلاف قطعة، وهو مصنوع من قماش خاص، وليس المطاط.

 

أما «حشمة»، فهي مجموعة المصمم التركي محمد شاهين الخاصة بالملابس النسائية للبحر، التي أطلقها العام الماضي، خدمةً للراغبات في التمتع على الشواطئ العامة والتقيد بالتعاليم الدينية. 
 
 
 
تويتر