جوائز «أناسي» بنكهة سياسية


حصل فيلم «عشاء مع الرئيس» للمخرجة الباكستانية صبيحة سومار على المركز الأول والجائزة الكبرى في مسابقة الأفلام الوثائقية «وثق إبداعك الوطن إلهامك» الذي نظمتها مؤسسة أناسي للإنتاج الإعلامي بالتعاون مع تلفزيون «سما دبي»، وقيمتها 500 ألف درهم، بينما حصل فيلم «عاش غيفارا» للمصرية مها شهبه على المركز الثاني وجائزة قيمتها 100 ألف درهم، بينما ذهبت الجائزة الثالثة وقيمتها 50 ألف درهم مناصفة لفيلمي «الغزالي» و«تذكرة ذهاب إلى الجنة»، ونال جائزة فيلم الشيخ زايد وقيمتها 100 ألف درهم مناصفة بين فيلم «فقيد القلوب» للطالبة إسراء جاسم الصابري، وفيلم «دار زايد كنوز خفية» الذي قامت بتنفيذه مجموعة من طالبات جامعة زايد هن بشرى الكاف الهاشمي، وميثاء الحاج المحيربي، واليازية اليوسف، ولطيفة خليفة آل نهيان، وحمدة هلال القبيسي. 

 

وفاز بجوائز المسابقة بفرعيها والتي تبلغ قيمة كل منها 50 ألف درهم: فيلم «الغزالي» عن أفضل إخراج، وفيلم «امرأة من كيرانيس» عن جائزة أفضل شخصية، بينما ذهبت جائزة أفضل فكرة ورسالة لفيلم «عرائس السكر»، وجائزة أفضل مونتاج لفيلم «عاش غيفارا»، وجائزة أفضل طرح لفيلم «تذكرة ذهاب إلى الجنة»، وحصل فيلم «أيام بغداد» على جائزة الأكثر استحقاقاً، أما جوائز التقدير فنالتها مهرة الكلباني «أفضل متسابقة»، وهاجر بن نصر، إلى جانب فيلم «العودة إلى الفردوس».

 

وقام الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي  بتكريم المتسابقين خلال الحفل الذي أقيم، أول من أمس، في فندق قصر الإمارات بأبوظبي بحضور عدد من الشيوخ والسفراء ونجوم الفن والإعلام في العالم والمتخصصين في صناعة الأفلام الوثائقية، كما قام بتكريم المدير العام لهيئة ابوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، وأعضاء لجنتي تحكيم المسابقة الاولية والكبرى.

 

وعبر الشيخ نهيان في كلمته بداية الحفل عن اعتزازه بالرؤية والرسالة والأهداف التي تحكم مسيرة  «أناسي»، وما حققته من نجاح يؤكد «أن الإمارات أصبحت مجالاً خصباً لصناعة إعلامية مزدهرة، لافتا إلى ان المشاركة الواسعة التي شهدتها المسابقة ويشهدها الحفل تؤكد أهمية الجوائز، و قدرة «أناسي» على التنافس في هذا المجال المهم وعلى أعلى المستويات العالمية، وحرصها على تشجيع التفوق والتميز.

 

وأعرب نهيان عن أمله بأن تحافظ «أناسي» على تميزها في مجال الإنتاج الإعلامي، وأن تؤدي رسالتها بنجاح كشركة رائدة في المجال الإعلامي، وتحقق بصمة واضحة ومؤثرة داخل الدولة وخارجها، وأن تصبح جوائزها الوثائقية عالمية مرموقة للإنتاج الإعلامي في الدولة والمنطقة والعالم.

 

وتضمن الحفل فقرة فنية لعازف الكمان جهاد عقل، قام خلالها الفنان دانيال دون برسم لوحة كبيرة امام الحضور للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كما قام ديكريديكو خلال الحفل برسم لوحة أخرى للموناليزا الشهيرة. ليلة النجوم تميز حفل توزيع الجوائز بالفخامة وحضور عدد كبير من نجوم الفن والاعلام في العالم، لم تعتده مثل هذه المسابقات والتظاهرات الفنية، ومن بين هؤلاء النجوم داني جلوفر، واوزولد بواتنج مخرج فيلم جيفنشي، المدير التنفيذي لشركة لوفيرتير للأفلام جوسلين بارانز، الفنانة الهندية مدهوري ديكست، والتر اميرست من مركز الشرق الاوسط- اكسفورد، المؤرخة لوسي ريزوفا، الاعلامي جورج قرداحي، الفنانة حياة الفهد، المدير العام لقناة الجزيرة الوثائقية توفيق فوني، مذيع قــناة الجزيرة الانجليزية رضا خان، مدير مهرجان «الأفلام العربية- روتردام» خالد شوكت، المطربة جاهدة وهبة، إلى جانب عدد من الكُتاب والفنانين المبدعين المحليين منهم المخرجة زينب النويس والكاتب حارب الظاهري والمؤلف المسرحي جمال مطر وغيرهم. 
الأفلام الفائزة  

«عشاء مع الرئيس»
 يتضمن الفيلم الفائز بالجائزة الأولى مقابلة حية أجرتها المخرجة صبيحة سومار-وهي صحافية ايضاً- مع الرئيس الباكستاني عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة في باكستان، في اعقاب اغتيال بنازير بوتو، حيث توجه صبيحة للرئيس اسئلة ساخنة حول الاوضاع ومختلف القضايا في باكستان، وتنتقل برشاقة وبخطوات مدروسة بين ردود الرئيس وآراء الناس في الشارع.

 

«عاش غيفارا»
يأتي فيلم «عاش غيفارا» ليتناقض مع أحزان الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم في أغنية «جيفارا مات»، موضحاً أن جيفارا لم يمت عندما نشاهد التطورات في السياسات العربية المعاصرة التي تدعم الاعتقاد بأن الأفكار الثورية تحيي الثوريين وترسم أوصافاً متشابهة بين جمال عبدالناصر وتشي كقادة مناهضين للاستعمارية. كما يلقي الضوء على الثوريين الأقل شهرةً مثل صلاح حسين الذي قاد الثورة ضد الاقطاعية في قرية كامشيش المصرية في فترة الخمسينات قبل اغتياله، ويكتشف ثوريين آخرين في العالم العربي ومصر مثل غيفارا غزة الذي حارب الإسرائيليين في غزة مطلع السبعينات، وغيفارا صالح الذي قتل خلال القتال ضد الاحتلال في غزة عام 2007 بالإضافة إلى مراسلة قناة الجزيرة في الضفة الغربية، غيفارا البديري.


 ويراقب الفيلم عودة تشي كأيقونة نمطية في العالم العربي ويقد تحليلاً نفسياً لهذا التوجه بين الشباب العرب الذين لا يعرفون ولم يعاصروا هذا الثوري الأرجنتيني. 

 

«تذكرة ذهاب إلى الجنة»
 تتبع مخرجة وكاتبة الفيلم هند مضب حياة 13 انتحارياً شاركوا في الاعمال الارهابية التي ضربت الدار البيضاء في مايو 2003، بعد مرور خمس سنوات من وقوع هذه الاحداث الرهيبة، وجميع هؤلاء الارهابيين  من الحي الشعبي ( توماس) وحتى تلقي تعاليمهم الدينية.

 

«الغزالي- كيمياء السعادة»
يستكشف الفيلم من خلال المزج بين مقومات الأفلام الوثائقية «فيلم الطريق» والدراما التاريخية والتداخلات بين الحاضر والقرن 11 للحياة وتأثير أعظم فيلسوف روحي متخصص في القانون  في التاريخ الإسلامي في حقبة العصور الوسطي وهو أبو حامد محمد الغزالي. ويطرح الفيلم تساؤلاً حول كيف يمكن ونحن نعيش في القرن الـ«21 أن نكون قادرين على استشراق الترابط في تعاليمه. 

 

سعيدة التونسية 
 بملابسها التقليدية ذات الالوان الصارخة، وبملامح وجهها المتغضن ببصمات سنوات عمرها الذي تجاوز الـ60، خطفت سعيدة التونسية، التي كانت محور موضوع فيلم «امرأة من كيرانيس»، أنظار الحضور في الحفل الكبير، حيث حرصت مخرجة الفيلم على اصطحابها معها. وسعيدة كما قدمها الفيلم، امرأة  في الـ60 من عمرها تعيش في أحد منازل جزيرة قرقنة، وككل النساء في قرقنة تقوم بأداء جميع واجباتها المنزلية الاعتيادية، وتعكس ملامحها الكثير من سمات حياتها وأفكارها وذكرياتها، ولأنها تعرف ان البحر الجواد في انتظارها..

 

 تمكنت سعيدة من كسر القيود الاجتماعية والمحاذير التي يفرضها المجتمع لتقف وسط الرجال بخبرتها وإبداعها وصبرها محاولة الوصول بقاربها إلى الشاطئ، لتخلق لنفسها دوراً يهبها احترام المجتمع ويمنحها مكانة مميزة استحقتها بكل جدارة.

 

وفي الوقت الذي تقف فيه المرأة في قرقنة كشجرة نخيل باسقة راسخة في جذورها تقاوم الرياح وتنحني بدون انكسار أبداً وروحها كفراشة تحوم فوق شاطئ البحر تتبع النوارس في رحلتها بحثاً عن الحرية. 

تويتر