بشارة الجنيبي ومانعة الكربي في خدمة الأهداف المجتمعية

«إماراتي صحي».. نحو حياة متوازنة في الإمارات

صورة

لم تكتف أخصائية التغذية الإماراتية، بشارة الجنيبي، وصديقتها الأخصائية مانعة الكربي، بممارسة مهنة الطب في العيادات الحكومية لشركة أبوظبي للخدمات الصحية في «مركز مزيد»،

و«مركز الهير» الصحيين، بل اختارتا مبكراً تكريس تجربتهما الحياتية والمهنية لخدمة الأهداف المجتمعية التي آمنتا بها، وفعَّلتاها على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال مبادرة «إماراتي صحي»، المبادرة الصحية الأولى من نوعها في الإمارات، التي تعرض طرق ووسائل التغذية الصحية، لتفادي الأمراض، وضمان نمط حياة متوازن للأفراد.

نشأة الفكرة

رحلة التغيير

تؤمن الجنيبي بأن التغيير يتطلب جهداً ووقتاً، وهذا ما يبقيها سعيدة بما حققته مبادرة «إماراتي صحي» إلى حد الآن، «سعيدة ببعض المراجعين الذين بدأوا ينتبهون إلى أسلوب حياتهم اليومية، خصوصاً الأطفال من عمر 11 و12 سنة، الذين يبدون اهتماماً خاصاً بما يأكلون وما لا يأكلون، خوفاً من شبح السمنة».

تقول بشارة الجنيبي: «انطلقت فكرة (إماراتي صحي) عام 2015 عبر إنشاء حساب على (إنستغرام)، حاولنا أن نقدم من خلالها جملة من النصائح والتوجيهات اليومية المتعلقة بعادات الناس وممارساتهم وطرق الأكل الصحي، وحتى أنماط الحياة المتوازنة التي تحقق التوازن الجسدي والنفسي لأفراد المجتمع الإماراتي»، وتتابع: «حاولنا أن ننطلق من تجربتنا الاجتماعية الواقعية وتجاربنا المهنية اليومية مع المراجعين في العيادة، بعد ملاحظة النسب الكبيرة المنتشرة للسمنة في المجتمع الإماراتي والخليجي بصفة عامة، خصوصاً لدى الأطفال، كذلك نسب السكري العالية التي استندت إلى آخر الدراسات الطبيةن والتي وأشارت إلى إصابة مواطن من بين كل خمسة مواطنين بداء السكري، بسبب العادات الغذائية الخاطئة، والممارسات اليومية الروتينية التي يتغافل عنها البعض في ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية الضرورية لصحة الجسم».

منصّة توعية

تتطرق مبادرة «إماراتي صحي» إلى جميع الموضوعات التي لها علاقة بحياة الأفراد، وطرق تعاطيهم مع مقتضيات واقعهم اليومي في جوانب الصحة والغذاء، من خلال ما تطرحه المبادرة من نصائح توعية متعلقة بطرق الأكل والسعرات الحرارية للأطعمة المستهلكة، وعن هذا الجانب قالت الجنيبي: «يتم اختيار الموضوعات أولاً حسب أهميتها، وثانياً حسب ارتباطها بعادات المجتمع الإماراتي، كما يتم التطرق إجمالاً إلى أبرز العوائق التي تعترض حياة الأفراد، والتي لاحظنا أنها ناتجة عن قلة وعي البعض بأخطارها أو قيمتها الغذائية الضرورية لصحتهم، فيتم عرضها من خلال رسوم تعبيرية أو مقاطع فيديو تجسيدية لمختلف الموضوعات المطروحة للنظر»، وعن كيفية تبسيط بعض المفاهيم الطبية المتخصصة والمعقدة أفادت: «نحاول في بعض الأحيان تحاشي اللغة الطبية البحتة، والانحياز إلى اللهجة البيضاء التي تصل إلى كل مواطن ومقيم في الدولة، كما نتعمد طرح المعلومة بطريقة سهلة وسلسة وبسيطة».

نشاطات ورهانات

تعتمد الجنيبي وصديقتها على موقع «إنستغرام»، وتخططان لتوسيع دائرة نشاطهما إلى موقع «سناب شات»، وتوضح: «لدينا حاليا ما يزيد على 1300 متابع من الإمارات، ونطمح إلى عدد أكبر في المستقبل، لأننا نراهن اليوم على فئة الشباب الإماراتي، لأنها الفئة الأكثر استهدافاً في هذه المرحلة التي نسميها (مرحلة إعداد الإنسان السليم)، القادر على ضمان حياة صحية في مرحلة الأربعين، وهذا لا يتحقق بالأساليب الغذائية الخاطئة التي يعتمدها معظم الشباب اليوم، المعتمدة على الوجبات السريعة والمأكولات والمشروبات الغازية المصاحبة لجميع الوجبات، وغياب التنظيم الدقيق والمحسوب لمواقيت الأكل اليومية ومواعيدها، التي ينحاز فيها بعض المراهقين إلى الوجبات الليلية المتأخرة التي يطلبونها من المطاعم المجاورة، في ظل تزايد الحملات الدعائية لهذه المطاعم على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي»، وعن دور العائلة والأم في ضبط هذه التجاوزات التي باتت تهدد صحة الشباب قالت: «يظل دور الأسرة في الإحاطة بهذه الفئة مهماً جداً، وقد لاحظنا أن بعض الأمهات يتغاضين عن هذا الدور الريادي في حياة أبنائهن».

وتضيف الجنيبي: «لقد حاولنا تكثيف الاهتمام بفئة الشباب والأطفال، من خلال مبادرات توعية ميدانية، أدرجت ضمن نطاق التعاون بين العيادات الخارجية لشركة أبوظبي للخدمات الصحية، ومجلس أبوظبي للتعليم، وهي مبادرة حكومية تشدد على دور أخصائي التغذية في المدارس على مدار السنة، من خلال التركيز على أكثر المدارس التي تعاني بعض المشكلات، مثل: تسوس الأسنان، وإهمال وجبات الإفطار، والأطعمة السريعة، والسمنة، ونقص فيتايمن (د)، ومشكلات الكالسيوم».

أخطار حقيقية

تصل نسبة المصابين بمرض السكري من الإماراتيين ما يقارب الـ19%، وهي نسبة يرجع بعضها إلى أسباب وراثية، فيما يعود بعضها الآخر إلى نمط الحياة غير الصحي المعتمد بشكل رئيس على نسب عالية جداً من النشويات والكربوهيدرات، كالأرز والخبز والمعجنات، وحتى نسب الألبان المستهلكة، إلى جانب بعض كميات الفواكه عالية السكر، مثل التمر (الذي يستهلكه المواطنون بقدر عال يصل إلى أكثر من 15 حبة يومياً، وهي نسبة عالية جداً)، وبعض أعراض البدانة التي تقف وراء معظم أمراض السكري والقلب وحتى السرطان.

وأشارت الجنيبي إلى طبيعة المجتمع الإماراتي، الذي بات عرضة لكثير من الثقافات والعادات الدخيلة، ما أسهم في تغيير مشهد المجتمع التقليدي، وبروز عادات غذائية جديدة أسهم بعضها في بروز عدد من المشكلات الصحية الخطيرة.

تويتر