«الثقافة» تنظم ملتقى السنع الثاني

أطلقت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أول من أمس، «اليوم المفتوح لمفهوم السنع ‬2013»، في نادي دبي للرياضات الخاصة، بحضور أكثر من ‬300 من منتسبي ومنتسبات نادي دبي للرياضات الخاصة، ونادي الثقة للمعاقين، ومجموعـة من الرياضيين، وممثلي نادي الوصل الرياضي، ولفيف من قيادات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وأعضاء مجالس الاتحادات الرياضية، ويعد الملتقى المبادرة الثانية التي تطلقها الوزارة لتنفيذ برامج فعالة لتعريف المجتمع بمكونات الهوية الوطنية، مستهدفة فئة الشباب في الجامعات والمدارس.

واستضاف الملتقى نخبة من الخبراء كان منهم: جمعة بن ثالث الإعلامي المختص في التراث الثقافي، والبطل الأولمبي محمد خميس خلف بطل الإمارات في رياضة رفع الاثقال للمعاقين، وعضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي روية سيف سلطان السماحي.

وأدار الحوار كل من: المدير التنفيذي لنادي دبي للرياضات الخاصة ماجد العصيمي، والإعلامي منذر المزكي، بحضور مديرة إدارة التنمية المجتمعية بالوزارة أمينة خليل، ومدير إدارة الاتصال الحكومي بالوزارة عبدالله النعيمي.

ويأتي الملتقى ضمن أهداف وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وخطتها الاستراتيجية (‬2011 ـ ‬2013)، والرامي إلى الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها، ورفع مستوى الوعي الثقافي والمجتمعي، وإثراء التواصل مع شباب الجامعات والمدارس والفئات الخاصة من أبناء الإمارات.

ويهدف الملتقى الذي تضمن جلسة حوارية مفتوحة لهدف تعريف الشباب بمفهوم السنع ومبادئه، وتأثير السنع في الفرد والمجتمع، وكيف نطبق السنع في حياتنا، وتطبيقات عملية على مفاهيم السنع، وذلك انطلاقاً من تبنيه برنامج تعزيز التلاحم المجتمعي ونشر وترسيخ القيم الأخلاقية لدى أفراد المجتمع وبين الأجيال المتعاقبة.

وقال جمعة بن ثالث إن «المنطقة الخليجية بشكل عام تواجه غزواً فكرياً وإلكترونياً وحضارياً، ومواجهته تتم بالحفاظ على عادتنا وتقاليدنا، لاسيما في ما يتعلق بالمرأة وهي المعبرة بممارستها عن حسن تربيتها، من خلال احترامها لزوجها وتربية أبنائها على السنع، سواء في العلاقات الاجتماعية أو التراحم والاحترام بين الكبير والصغير، وحق الأهل بصلة الأرحام وحق الجار، والتي تؤدي إلى ترابط المجتمع، من خلال موروثاته الثقافية والاجتماعية في مواجهة أي تيارات تتقاطع مع القيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي».

وفي كلمتها خلال الجلسة الحوارية أثنت روية السماحي، على دور وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في تقديم نموذج متكامل لترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها، داعية الجميع إلى الالتفاف حول هذه المبادرات كمبادرة السنع، ولعب دور فعال في تكاملية تلك الأهداف، وتصحيح مسيرة ابناء الوطن مع الاقتداء بأصحاب السموّ الحكام في اهتمامهم بتعزيز التلاحم المجتمعي مع جميع فئات المجتمع.

وتناولت السماحي مفهوم السنع ومبادئه والعادات والتقاليد الصحيحة التي اعتاد الإماراتيون ممارستها، وباتت تشكل جزءاً من الهوية الوطنية والشخصية الإماراتية المعاصرة، إلى جانب مجموعة من التعاريف الخاصة بالسنع الإماراتي، مركزة على أهمية الرياضة مفتاحاً للأخلاق وعاملاً مكملاً لها، ومشيرة إلى أهمية المواطنة وأبعادها وصور منها في إطار وثيقة قيم وسلوك المواطن الإماراتي.

وسلطت العضو السابق للمجلس الوطني الضوء على أهمية معنى السنع وما يرتبط به من عادات وآداب تعامل بها الإماراتيون في الماضي، وظلوا محافظين عليها حتى اليوم، مثل التطوع ومساعدة الآخرين والإيثار وحسن الضيافة والعادات المتبعة في الزيارات وآداب الاستئذان ودخول المجالس والخروج منها والسنع عند حضور المناسبات، سواء كانت في الفرح أو العزاء.

وكانت روية السماحي قدمت محاضرة في السنع لطلاب مدارس دبي والمشاركين في الاحتفال، الذي اقامته إدارة التراث العمراني ببلدية دبي في احتفالها باليوم العالمي للمتاحف.

بدوره، استعرض البطل الأولمبي محمد خميس، مجموعة أخرى من آداب السنع الرياضية في علاقته بزملائه الرياضيين، ولدى مشاركته في أولمبياد أثينا وبكين وغيرهما من المنافسات العالمية والمحلية، وتوضيح كيف يمكن للرياضيين بناء الأخلاق قبل بناء الأجساد.

ولاقت مداخلات المتحدثين في الملتقى تجاوباً عالياً من حضور الملتقى، وذلك بفضل أساليب العرض الجيدة، كما تضمن الملتقى عدداً من المسابقات الثقافية وتوزيع هدايا على الفائزين، وكرمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الباحثين والإعلاميين المشاركين.

ويعد ملتقى السنع مبادرة فاعلة تهدف لتعريف المجتمع بمكوناته، وصولاً إلى الحفاظ على القيم المجتمعية والتمسك بالتقاليد والأعراف والقيم الأصيلة، بما في ذلك ترسيخ قيم السنع ونقله إلى الأجيال الجديدة، والاهتمام بالآداب والأخلاقيات التي درج عليها المجتمع الإماراتي والضاربة بجذورها في أعماق التاريخ. ومن شأن الملتقى تعزيز تبادل الرؤى والأفكار حول مفهوم التلاحم الاجتماعي، وإبراز كل الجهود المبذولة لبناء حضارة الدولة وتقدمها في مختلف الجوانب التعليمية والثقافية والاجتماعية والسياسية.