‬3 عوامل أعادتها إلى بؤرة اهتمام المصممين

الطاولات الحديثة تُحف فنية تتجاوز مفهوم الأثاث

مينوليتي الإيطالية تقدم طاولة الطعام «Claydon» بخامات مختلفة. د ب أ

شهد عالم الأثاث والديكور خلال السنوات الأخيرة، انتشار موضة المقاعد الوثيرة وزيادة الاتجاه نحو الآرائك المريحة لإتاحة أجواء من المتعة والاسترخاء داخل المنزل بعد عناء يوم طويل في الخارج

إلا أن هناك ثلاثة عوامل أعادت الطاولة فجأة إلى بؤرة اهتمام المصممين مرة أخرى، أولها الطهي وإعداد الطعام، فإذا كان تحضير الأطباق الشهية يستلزم بذل الكثير من الجهد، فإن الضيوف لابد أن يتناولوا الطعام على طاولة جميلة، ويتمثل العامل الثاني في المواد والخامات المبتكرة، التي تتيح إمكانية وضع تصاميم جذابة وفريدة من نوعها. ويتجسد العامل الثالث في شغف محبي التصاميم الفنية باقتناء الدُرر الثمينة، الذين كانوا يوجهون اهتمامهم في الماضي نحو المقاعد والآرائك، لكنهم اكتشفوا الآن ولعهم وشغفهم بالطاولات الرائعة. وأوضح بيرغيت غيبهارد، من مكتب «تريند» للتصاميم بمدينة هامبورغ الألمانية، أهمية الطاولة بقوله «يقضى المرء على الطاولات وقتاً طويلاً للتفكير في أمور حياته المهة، أو أنها تجمع العائلة والأصدقاء معاً لتناول وجبات الطعام المشتركة، لذلك تكتسب الطاولات مزايا رمزية خاصة وتصبح لها قيمة ذات مغزى».

محط أنظار

على الرغم من أن الطاولات، التي تحمل توقيع المصممين المشهورين، تعد باهظة التكاليف إلا أنها تكون بالفعل قطعة فنية متفردة ومحطاً للأنظار، وهذا ما ينطبق مثلاً على قطع الأثاث التي أبدعتها شركة Established & Sons، حيث جمعت هذه الشركة البريطانية في تصاميمها بين جوانب قليلة من الفنون ودفعة كبيرة من التصميم مع نفحة من عالم الموضة، لذلك فإنها تجتذب المشاهير الذين يعشقون مثل هذه التصاميم. وأثارت الشركة ضجة كبيرة أثناء مشاركتها بمعرض ميلانو الدولي للأثاث والديكور عام ‬2005 من خلال عرض طاولتها «Aqua Table» التي يقترب طولها من أربعة أمتار. وتتميز هذه الطاولة أو بالأحرى القطعة الفنية المنحوتة، التي أبدعتها أنامل المصممة المعمارية العراقية زها حديد، بخطوط منحنية في غاية الأناقة والرقي، فضلاً عن أنها تبدو بوزن خفيف للغاية.

ويشع سحرٌ وبريقٌ مماثل من الطاولة «Surface Table» التي تحمل توقيع المصمم تيرينس وودجيت ومصمم «الفورميلا ‬1» الشهير، جون بارنارد، وقد تم إبداع هذه الطاولة أيضاً لمصلحة شركة َُّّablished & Sons.

وتظهر هذه الأيقونة الفنية بشكل رقيق للغاية، بفضل اعتمادها على توليفة جريئة من أحدث التقنيات المستخدمة في صناعة السيارات الرياضية والطائرات، حيث تم تصنيع هذه الطاولة من ألياف الكربون، ويأتي لوح الطاولة بطول ثلاثة أمتار، ولا يزيد سُمكه على ملليمترين، وبالتالي فإن هذه الطاولة تقل خمس مرات عن موديلات الطاولات المشابهة.

«سندريلا»

تحمل طاولة السندريلا الجنسية الهولندية وتجسد قطعة أثاث خيالية على أرض الواقع، حيث أوضح جيروين فرهوفن، أحد أعضاء فريق التصميم المكون من ثلاثة أشخاص بمدينة روتردام، قائلاً «نحن نعشق قطع الأثاث القديمة، لكننا نرغب في تقديم قطع فنية جديدة، علاوة على أننا اعتمدنا على الأساليب التي تبدو مستحيلة». وتعد طاولة السندريلا صياغة جديدة لقطع الأثاث القديمة التي ترجع إلى القرنين ‬17 و‬18 الميلادي. وشهدت تلك الفترة المزج بين الطاولات والخزانات الصغيرة. وتبدو طاولة السندريلا من الأمام بتصميم مدمج، أما من الجانب الخلفي فإنها تظهر خزانة مجوفة. وتتوافر نسخة خشبية من هذه الطاولة بالإضافة إلى ست قطع من رخام كارارا بوزن ‬200 كيلوغرام فقط. وقد اشترى النجم العالمي براد بيت إحدى هذه القطع الفنية المتفردة، بالإضافة إلى أن متحف فيكتوريا وألبرت في العاصمة البريطانية لندن يحتوي على إحدى النسخ الأخرى.

تكنولوجيا

من الواضح أن إبداع مثل هذه الطاولات سيكون مستحيلاً من دون الاستعانة ببرامج الرسم الرقمية وماكينات التفريز التي يتم التحكم فيها عن طريق الكمبيوتر. وأضاف المصمم الهولندي جيروين فرهوفن «يدور الأمر هنا حول إنتاج قطع فنية متفردة باستخدام ماكينات ذكية، التي عادة ما يتم الاعتماد عليها من أجل الإنتاج بأعداد كبيرة». وقد سلكت شركة e15 الدرب نفسه وقدمت في تشكيلتها الجديدة العديد من الطاولات المتفردة، وتأتي الطاولة «T» بطول يقترب من أربعة أمتار، وتتكون من أربعة ألواح من خشب الجوز مجمعة مع بعضها بعضاً، وأوضحت سوزانا غونتر من شركة e15، التي تتخذ من مدينة أوبرورسيل الألمانية مقراً لها، قائلة «يمكننا أن نوضح بدقة المكان الذي نمت فيه شجرة الجوز هذه في مدينة كريغلينغين التابعة لولاية بادن فورتمببيرغ». وقد ترك المصمم فيليب ماينزر الألواح الخشبية على طبيعتها، بحيث تظهر على جوانب الطاولة الحافة الخام لجذع الشجرة، التي تم صقلها فقط. ويستقر لوح الطاولة على أرجل فولاذية ذات شكل أنبوبي.

ويقع العملاء في حيرة من أمرهم عند اختيار طاولة الطعام «Clayd» التي تقدمها شركة «مينوليتي» الإيطالية، حيث يمكن تجهيز هذه الطاولة المزودة بقاعدة ذات أربع أرجل في المنتصف، التي أبدعها المصمم رودولفو دوردوني، بلوح من رخام بورتورو أو إمبيرادور، أو بلوح مصنوع من خشب الدردار أو من خشب MDF. ومن خلال هذه الإمكانات المتنوعة تتوافر هذه الطاولة بفئات مختلفة من الأسعار، وبالتالي فإنها تهدف إلى مخاطبة عدد أكبر من العملاء، لأن أي شركة لا يمكنها الاعتماد فقط على إنتاج القطع المتفردة التي تلبي طموحات هواة جمع التحف الفنية.

 

تويتر