عروض مميزة وبرنامج ثري بمهرجان الموضة الأحدث في دبي

«فاشن فورورد».. انطلاقة مـــزدحمة بالأناقة والنقاشات

صورة

قد يتحول حدث الأزياء «فاشن فورورد ميدل إيست»، الذي انطلق أول أيامه الأربعة، نهار أول من أمس، في دبي، الى مشهد الموضة الأهم في المنطقة خلال المواسم المقبلة، لما يحمله من برنامج حافل بالأسماء المشاركة في الفعاليات، وما يتخلله من أنشطة متنوعة لا تقتصر على عروض الأزياء، وتنسيق مهني عال، وقدرة على التعامل السلس مع جموع الزوار المدعوين له.

بمجموعة متميزة من مصممي الأزياء الذين قدموا باقة مبتكرة من الأزياء الخاصة بالملابس الجاهزة والهوت كوتور، تأتي القيمة الإضافية والمهمة لهذا الحدث، الذي يضم عدداً من جلسات النقاش التي تطرح موضوعات مهمة ومتنوعة في عالم الموضة وصناعتها على مجموعة من الخبراء والمعنيين بهذا المجال.

كما يتضمن «فاشن فورورد ميدل إيست»، الذي يختتم فعالياته بعد غد، عرضاً لعدد من الابتكارات للمصممين المشاركين في عروض الأزياء، بالإضافة إلى عرض لمجموعة من الاكسسوارات والحقائب المميزة، لتنطلق عروض الأزياء مع عرض لممصين واعدين من مؤسسة ستارك غير الربحية التي أطلقها مصمم الأزياء اللبناني الشهير ربيع كيروز قبل سنوات عدة، بالإضافة إلى عرض لدار الأزياء «ويسي» التي اشتملت على مجموعة ذكية ومدروسة من الملابس الجاهزة التي تنوعت بين سراويل وتنانير وفساتين قصيرة وطويلة، بالإضافة إلى السراويل الطويلة والقصيرة، الضيقة والمستقيمة الكاشفة عن الكاحل والمقاربة لقصة «كابري» الشهيرة، إذ اعتمدت المجموعة على فكرة مميزة، وقطع تسلسلت بطريقة ذكية، وكوحدة متكاملة وغير منفصلة.

دعم مواهب صاعدة

تعد جلسات النقاش التي تقدمها أيام الموضة الأحدث في دبي «فاشن فورورد» من أكثر ما يميز الحدث، إذ تتنوع جلسات النقاش الخاصة بعالم الموضة وصناعتها، وتطرح تساؤلات عدة في المجال على مجموعة متنوعة وخبيرة في عالم الموضة من الإمارات والشرق الأوسط والعالم، بحضور مصممي أزياء، وخبراء، ورجال أعمال، ومحاضرين من كليات الموضة العالمية.

ويعتبر موضوع دعم المواهب الشابة أحد أكثر القضايا التي تسلط الضوء على المواهب الصاعدة في عالم الموضة، والحاجة الى دعمها وتعزيز وصقل قدراتها وتوجيهها على الطريق الصحيح، الذي يعين على بناء قاعدة قوية وذكية من المصممين المبدعين والمنتجين، وقد يكون مصمم الأزياء اللبناني الشهير ربيع كيروز، أحد أهم الأمثلة في مجال دعم المواهب الصاعدة من خلال إطلاقه منذ عام ‬2007 مؤسسة «ستارتش» غير الربحية لدعم المصممين وتوفير القاعدة الصحيحة لهم للانطلاق، إذ قام «فاشون فوروارد» بدعوته واستضافته على مدى أيام الحدث الأربعة كسفير وأب روحي للحدث في موسمه الأول.

وأطلق كيروز مؤسسة «ستارتش» في العاصمة اللبنانية بيروت، وهي منظمة غير ربحية تساعد على دعم المواهب اللبنانية الصاعدة في عالم الموضة، حيث تتمحور الفكرة حول برنامج دوري وسنوي لإخراج مجموعات مميزة (أربع إلى ست مصممين) يتم اختيارهم، وتقديم منصة مناسبة لهم لعرض مواهبهم، بينما يتم الإشراف على عمل المصممين طوال فترة البرنامج، والعمل على تطوير أعمالهم وإنتاجهم، والترويج لهم، من خلال قنوات الاتصال، والتسويق، والترويج لعلاماتهم التجارية، وتسليط الضوء عليهم إعلامياً، بينما يتم عرض مجموعاتهم لعام كامل في البوتيك الخاص بالمنظمة «بوتيك ستارتش»، كما يحظى المصممون أيضاً بالمشاركة في ورش عمل خاصة بمجال تصميم الأزياء، بالإضافة إلى ندوات متنوعة.

وأبدى كيروز لـ«الإمارات اليوم» سعادته وحماسه الشديد للمشاركة في أيام «فاشون فوروارد»، وقال «بمشاركتي في الحدث، أطمح إلى أن أكشف وأثبت للعالم أن لدينا مجموعة رائعة وذكية من المصممين الواعدين، الذين يثبتون أن تاريخنا وحتى جيناتنا تؤكد أننا مبتكرون ومنتجون وقادرون على أن نكون روادا في عالم الموضة، ولسنا مستهلكين فقط، وتابعين للموضة الغربية، من دون أن تكون لنا بصمتنا الخاصة».

وأضاف أن «الموضة هي جزء لا يتجزأ من يومنا ومن حياتنا، ووسيلة قوية للتعبير عن ثقافتنا ومجتمعنا وأسلوب حياتنا، بل هي الطريقة الأمثل والأذكى لعكس رسالتنا المجتمعية والاقتصادية وحتى السياسية، فهي ما نغلف به أجسادنا كل يوم، وما تعكسه أمزجتنا وثقافتنا، ما يجعلها الوسيلة الأفضل لفعل التغيير».

ويعتمد ربيع كيروز، الذي يعد أحد أهم الأسماء المنتشرة في عالم الموضة، في بصمته، على اللمسات الهندسية التي تستوحي أفكارها من فنون العمارة والبناء، إلا أن فلسفته التصميمية بعيدة كل البعد عن المنطق والعقلانية، إذ تشكل العاطفة جوهر علامته التجارية الخاصة بالثياب الجاهزة، والتي أطلقها عام ‬2009 خلال حفل افتتاح دار أزياء ربيع كيروز في العاصمة باريس، ويعمل ربيع على تصميم الثياب التي تجسد الراحة والثقة والفرح.

وكان ربيع قد بدأ بتصميم الفساتين لعملاء القطاع الخاص منذ عام ‬1998، لكن قراره بطرح مجموعته الأولى للأزياء وضعته في طليعة مصممي الأزياء في المنطقة، وفي وقت لاحق انضم إلى قطاع الثياب الجاهزة من خلال ظهوره للمرة الأولى في عروض أزياء باريس في مارس ‬2012.

ومن خلال طرحه أربع مجموعات أزياء سنوياً، يواصل ربيع تقديم تصاميمه الدقيقة والراقية من خلال مجموعاته للأزياء الجاهزة، التي تتميز ببساطتها، وعلى الرغم من حصرية عرض علامته التجارية «ربيع كيروز» في المتاجر العالمية الأكثر شهرة وفخامة، فإنه تعاون مع دار الأزياء الفرنسية «لا ريدو» بإصدار مجموعة أزياء نسائية متميزة وفي متناول الجميع خلال العام الماضي.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/04/023152168544.jpg

ربيع كيروز أحد أهم الأسماء في عالم الموضة.

طبعات

وتميزت المجموعة أيضاً بطبعاتها الخاصة والمميزة، التي حملت ألواناً هادئة وباردة لطبعات أقرب إلى الصيفية في أشكالها، وألوان ذات درجات باردة وأرضية من الألوان الصيفية، وهي الطبعات التي زينت مجموعة مختلفة ومتنوعة من القطع، وكان من أكثرها تميزاً السترة الواسعة والطويلة المعروفة باسم «سترة الصديق»، لما تبدو عليه القصة والاتساع، والتي تبدو في شكلها كما لو كانت سترة رجالية مستعارة. وبالإضافة إلى السراويل القصيرة، والفساتين ذات القصات المستقيمة الواصلة إلى أسفل الركبة، قدمت المجموعة أيضاً تنانير واسعة وطويلة، متوجة ومكبوسة في الوقت ذاته، معتمدة خامات ناعمة ومنسابة مثل الشيفون والأورغانزا، بالإضافة إلى القطن.

خامات شفافة

على الرغم من تقديمه مجموعة ذات مفهوم موحد، وتنفيذ عالي الجودة، وقصات منسابة وهادئة، فإن المصمم اللبناني راني زاخم، فضل أن يكشف عن جسد عارضاته أكثر مما يخفي، معتمداً قصات شديدة القصر، وخامات شفافة من الدانتيل المخرم، المبطن بالتول البيج الشفاف أيضاً، ما كشف عن غالبية أجساد العارضات في مجموعة لا يمكن أن توصف إلا بـ«العارية».

لم يستر المصمم من العارضات أكثر من منطقة صغيرة من الصدر من الجلد والخامات السميكة الأخرى، بينما تهادت العارضات بفساتين شفافة تماماً تكشف ما تبقى من أجسادهن، والتي لم يختف منها سوى الأجزاء المنقوشة الدقيقة من الدانتيل الأسود، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الفساتين الشيفونية الطويلة الكاشفة عن الظهر والصدر، والتي بدت مقبولة في قصاتها، المعتمدة في غالبيتها على فكرة تجمعات القماش «الدرابيه».

الإخوة الثلاثة

تميزت مجموعة الإخوة غولكار بتنوعها وابتكارها، والتي تفاوتت بين الرجالية والنسائية من قطع الملابس الجاهزة، المتفاوتة بين القصيرة والقصيرة جداً، بالإضافة إلى السراويل والقمصان والسترات ذات القصات المطورة، والتي تميزت بالجودة العالية في التنفيذ، والتي توازت مع جودة قطع العلامات العالمية، مع اعتماد قصات وألوان صيفية لافتة، مالت إلى الأزرق، والبيج، والأبيض العاجي، والرمادي الفاتح، مع كثير من الأحزمة المعدنية الذهبية اللافتة، والسترات الرجالية ذات التطريزات الذهبية البارزة، والسراويل الضيقة.

زحام

قد يكون الزحام والتدافع الشديد على عرض أزياء المصمم المنطلق محلياً إيسا، أكثر ما لفت في عرضه الأخير، الذي تزاحم عليه المدعون بكثافة غير مسبوقة، بينما اقتصر العرض على مجموعة مطورة القصات من قطع الملابس اليومية التي غلب عليها اللون الأسود، بالإضافة إلى الأزرق، والأبيض، والبنفسجي، والأزرق البحري القوي، بالإضافة إلى اللون العاجي، واللون الذهبي المطفي «شامبين».

وقدم المصمم مجموعة كبيرة ومختلفة من القطع، منها المناسب للخروج اليومي، ومنها ما يتناسب مع السهرة، إلا أنها لا تخرج عن فئة الـ«ردي تو وير»، إذ امتازت القطع الرجالية بقصاتها المبتكرة والمعاصرة، وسراويلها الواسعة بقصة «الشروال» وستراتها المتفاوتة في الأطوال، وهي الحال أيضاً في القطع النسائية التي تميزت فيها السترات وسراويل «الشروال» وغيرها ذات القصة المستقيمة عالية الخصر، أو الضيقة، والتنانير الواسعة المتموجة كحال الفساتين الطويلة ذات الأذيال، والتي اعتمد فيها غالباً الألوان السادة، بالإضافة إلى تلاعبه بشكل كبير بخطوط الفساتين التي تشكلت وبرزت وتموجت عند الخصر والأرداف، مشكلاً وناحتاً جسد العارضات بطريقته المتطرفة الخاصة.

ملاكم الموضة

بينما قدم مصمم الأزياء الكويتي طاهر سلطان مجموعة مميزة ومثيرة للاهتمام من أزياء الملابس الجاهزة، وتميزت أيضاً كحال بقية مصممي الأزياء الصاعدين، بالتطوير والتلاعب الشديد في قصات القطع اليومية المعروفة من سترات وقمصان وفساتين، بينما تدلت من رقاب العارضات والعارضين قفازات الملاكمة الحمراء المعروفة، كما لو كان العارضون على وشك الذهاب للملاكمة، وهي الفكرة التي زين المصمم بها نفسه أيضاً في نهاية العرض الذي نال استحسان الحضور.

وقدم المصمم مجموعة من قطع «الجمبسوت» الضيقة والواسعة، بالإضافة إلى السراويل الواسعة جداً من قصة «الشروال» وكثير من الفساتين المستوحاة من فكرة معاطف المطر «ترنتش كوت» الطويلة منها والقصيرة، إضافة إلى الفساتين الواسعة المعروفة بقصة «الفراشة»، إلا أنه فضل أن يحولها هي الأخرى إلى قطع «جمبسوت» متموجة وواسعة وقصيرة، كما قدم مجموعة صيفية الخامات والطبعات، شتوية القصات من معاطف المطر، ما يجعلها قطعاً صيفية مبتكرة مناسبة للسفر للسيدات من منطقة الشرق الأوسط، إذ تساعد على تقديم قطع ساترة وطويلة تغطي السراويل الضيقة والقمصان الحريرية أو القطنية، وهي الفكرة التي غالباً ما تميل إليها السيدات في الخليج والشرق الأوسط، واللاتي يملن إلى فكرة ارتداء طبقات متعددة من القطع الأنيقة.

 

 

تويتر