مشاركات خليجية في اليوم الثاني من «أسبوع مسقط للأزيــــاء ‬2013»

«ديباج» العُمانية.. ختام مخملي مزيّن بالذهب

صورة

استطاع «أسبوع مسقط للأزياء ‬2013» أن يقدم في يومه الثاني وقبل الأخير، الذي أقيم مساء أول من أمس، أن يكون حدثاً ناجحاً بكل المقاييس، سواء من خلال الأسماء المشاركة في الحدث، أو التنظيم، إضافة إلى إخراج الحدث، بينما كانت المجموعات الأكثر من ناجحة التي قدمتها الأسماء المشاركة في اليوم الثاني، مسكاً لختام يوم جميل.

من قطر، والإمارات، والسعودية، وبختام عُماني، تمحور اليوم الثاني من العروض المقامة في حديقة ريام المطلة على شواطئ مسقط، وبتنافس خليجي مميز في سباق الأناقة، والابتكار، والتنفيذ، والفكرة المتكاملة، نجحت دار الأزياء العُمانية «ديباج» في عرضها الختامي، في أن تتصدره بكل المقاييس، مقدمة عرضاً متكاملاً، ومميزاً.

مخمل

على الرغم من أن معظم مجموعات الأزياء المقدمة في فصل الشتاء تكون عرضاً لما ستقدمه دور الأزياء للربيع والصيف المقبلين، إلا أن دار «ديباج» العُمانية، تجاهلت هذا العنصر المهم من العرض، مقدمة مجموعة اعتمدت في معظمها على قماش المخمل، الذي يعد إحدى الخامات الوبرية الشتوية، وإن كانت بنسخة أقل خفة ومرونة، وربما يكون هذا هو المأخذ الوحيد على المجموعة، ولكن في الوقت ذاته يمكن تجاهله لسبب وحيد، وهو أن «أسبوع مسقط للأزياء» لايزال حتى الآن حدثاً سنوياً وليس موسمياً، ما يعني وجود هامش من المرونة يعين الناقد على التغاضي عن هذه النقطة تحديداً.

عدا عن ذلك، لا يمكن وصف مجموعة «ديباج»، التي اختتمت بها عروض اليوم الثاني من الحدث، سوا بالأنيقة والمبتكرة والغنية، سواء من خلال الخامات المستخدمة، أو القصات، أو الألوان، أو الدمج الذكـي والمميز للخامات المتنوعـة، سواء في لونها، أو تطريزاتها، أو الكثير من التطوير في القصات.

بفستان مخملي أسود شديد الاتساع وحاشية من القماش اللمّاع المزيّن بدرزات وخيوط «الزري» اللمّاعة تحت سترة «كارديغان» قصيرة، واسعة ومفتوحة من الترتر الفضي، بدأت «ديباج» العرض، لتتوالى الفساتين المخملية الواسعة القصيرة، كاشفة عن الكاحل من الأمام، والطويلة بأذيال طويلة مستديرة ومتموجة من الخلف، وهي الفساتين التي اعتمدت الفكرة ذاتها بطرق تزيين متنوعة، مالت إلى وجود لمسة تقليدية عُمانية أضافت سحراً خاصاً على الفساتين، التي تفاوتت ألوانها بين الأخضر الزمردي، والأحمر الياقوتي، والأحمر الصارخ، إضافة إلى الأصفر «المانغا» والرمادي، والأسود، بينما تدرّجت المصممة في تقديم المخمل مرة أخرى بألوان داكنة أكثر من خلال مجموعة من قطع الـ«أوفرهول» التي مالت إلى اللون الرمادي، والأسود، والأزرق الداكن المزيّن بأحزمة سوداء قماشية تدلت منها شرابات كثيفة وطويلة ولمّاعة.

تزيّنت معظم التصاميم من فساتين وتنانير واسعة وطويلة، التي اعتمدت أيضاً على قماش التافتا ذي اللون واللمعة المزدوجة، على إكسسوارات خاصة بالدار، من أحزمة مذهبة على شكل دائرة كبيرة تداخلت فيها أطراف الأحزمة من الجهتين وتميزت بوجود تلك اللمسة التقليدية المطورة، جمعت بين الشكل الخام والمتطرف والعصري في آن واحد.

«تجوري»

قاعدة جماهيرية

في الأمسية ذاتها سطع نجم رزان العزوني، التي تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة بين أوساط المشاهير، من خلال مجموعتها أحادية اللون، التي نالت استحساناً جماعياً من الحضور.

وضمت المجموعة التنانير والفساتين الضخمة بلمحاتٍ من الأحمر والليموني والأزرق الساطع.

وفي نهاية العرض، كحّلت الأختان العُمانيتان «ديباج» الأمسية بلمساتٍ محليةٍ براقة، حيث أضافت أحزمة الخناجر والحواشي والأكمام المطرزة بنقوش فلكلورية للمجموعة نكهة تقليدية بألوان غنيّة متعددة. أما البدلات السروالية فأدخلت نمطاً متجدداً إلى التشكيلة التي حوت أيضاً على الفساتين الطويلة والقفطانات، أما الأكسسوارات العُمانية الفضية والذهبية اللمسة الأخيرة.

وفي نهاية العرض دُعي الحضور مجدداً لزيارة المعرض الصباحي في «غاليري دار الأوبرا» الراقي، وذلك للاطّلاع على المجموعات عن كثب ومقابلة المصممين شخصياً.

ومع اختتام يوم آخر من الأناقة والستايل يتطلع الضيوف بشوق غداً لحضور الحفل الختامي لهذا الحدث المبهر.

فتحت المديرة الإبداعية، لمى المعتصم، أبواب «تجوري»، دار الأزياء القطرية، وهو الأسم الذي يعني «خزنة المجوهرات والقطع النفيسة» باللهجة الخليجية، لتخرج منه في بداية عروض اليوم الثاني مجموعة متكاملة، نجحت أكثر من أي مجموعة أخرى في هذا اليوم، في أن تتوحد تحت شكل مجموعة حقيقية واحدة، بتسلسل واضح ومميز بين التصاميم وبباليتة ألوان مبتكرة، وبتدرج منطقي ومدروس لكل تصميم، كما لو كان مقدمة لما ستليه من تصاميم واحداً تلو الآخر، ما جعل المجموعة أقرب إلى العالمية.

بقصات كلاسيكية ناعمة، وألوان لم تخرج عن درجات الأبيض، والكحلي الداكن، والبيج، والرمادي، والأخضر الفستقي، بدرجة باستيلية، وأخرى فاقعة أقرب إلى الفسفورية، تماوجت «باليتة» المجموعة بين الخامات السادة، والمطبعة (طبعة خاصة بالمجموعة) وأخرى مطرزة ومشغولة بالألوان ذاتها فوق الخامات السادة، معتمدة على الحرير، والتافتا، والبروكاد، والحرير الطبيعي، إضافة إلى قماش الترتر الكامل، الذي اعتمدته باللون الرمادي ذي اللمعة المعدنية، إضافة إلى الأسود، بينما اعتمدت على الترتر والتطريز المحيط والمتداخل به، إضافة إلى لمسات بسيطة من الخرز لتزيين التصاميم، وإضافة تلك القيمة على المجموعة المسائية رغم بساطتها الأنيقة.

استوحت المعتصم المجموعة من أعمال الفنانة البصرية التي تحولت إلى مصورة للفنون الجميلة بيا كاياني، مقدمة مجموعة مالت إلى القصات الكلاسيكية المستقيمة الواضحة، من فساتين طويلة ذات قصات مستقيمة، وسراويل ضيقـة مع سترات واسعة مهدلة، وقمصان شيفونيـة بطبعات المجموعة الخاصة، إضافة إلى تنانير التافتا الطويلة المتفخة والخصر المحدد العريض وكسرات كلاسيكية كبيرة أسفل الخصر، إضافـة إلى الفساتين الضيقـة الطويلة بأكمام طويلة من الترتر الكامل بظهر عار جزئياً، أو تلك التي اعتمدت على فكـرة الجذع الضيق من الشيفون أو التطريزات المزينة بالترتر مع تنانير واسعة منتفخة، أو البدلات ذات السراويل الكلاسيكية، وبأحزمة معدنية فضية أنيقة زينت مجموعة من الفساتين والبدلات، ما أعطى لمسة تنوع للمجموعة.

بساطة

لا يمكن وصف مجموعة الثنائي الديناميكي، أمل المكتوم، ورغدة تريم، مؤسسات دار «كنزي» للأزياء، سوى بالبسيطة، بلمسة أنافة ناعمة وهادئة تعد بالكثير، وبعيداً عن الاستخدام المفرط للكريستال قدمت الدار الإماراتية، المشاركة للسنة الثالثة على التوالي في«مسقط للأزياء»، مجموعة من الفساتين الطويلة الناعمة المعتمدة على فكرة القصة الكلاسيكية ذات الياقة والأزرار والأحزمة العريضة، إضافة إلى فكرة الجلابيات الواسعة ذات الخامات السادة، المقاربة في قصتها لفكرة الثوب الخليجي، مع تطوير جزئي، من ناحية الاتساع، أو قصر الأكمام، بينما كان لاستخدام قماش الجرسيه المطاط الذي يتصف باسنداله الثقيل، لمسة أنوثة على الجلابيات، نظراً لتعزيزه لثنايا وانحناءات الجسد، على الرغم من اتساع القصات، مع فساتين اعتمدت القماش ذاته بتنانير واسعة متموجة تحددت بأحزمة على الخصر.

إضافة إلى الفساتين الطويلة المعتمدة على طبقات التول الواسعة المحددة بأحزمة فوق فساتين ضيقة التي استخدم فيها اللونين الأسود، والبيج، والجلابيات السادة ذات لمسات الزينة المعدنية الفضية والذهبية على الأكمام والأكتاف، قدمت الدار مجموعة من السترات ذات الأكتاف النافرة التي بدأت في الآنة الأخيرة بالانتشار، والتي تزيّنت بالفكرة ذاتها من اللمسات الناعمة المعدنية الفضية والذهبية، فوق فساتين أو تنانير مستقيمة والمعروفة باسم «قصة القلم»، أو الـ«بنسل سكيرت»، والتي اعتمدت فيها الدار على خامات التافتا الأسود، إضافة إلى الأورغانزا الذي اعتمد كحال التول على فساتين واسعة متموجة بياقات وأزرار وأحزمة، بينما تنوعت الألوان التي اعتمدتها الدار بين الهادئة السادة، مثل البيج والبطيخي، إلى الأسود، والأرجواني، والفيروزي، والوردي.

تقليد

على الرغم من وجود قاعدة كبيرة جداً من المعجبين والمهتمين بتصاميم وابتكارات دار أزياء «رزان العزوني» من السعودية، ورغم وجود لمسة عفوية مميزة اتصفت بها مجموعة من تصاميم الدار الأخيرة، إلا أنها عرضت أيضاً عدداً من التصاميم التي يمكن أن تتصف بالمقلدة أو المستوحاة من مصممين ، مثل دار الأزياء العالمية «ماركيسا» إضافة إلى أحد مجموعات المصمم اللبناني زهير مراد، التي اعتمدت على فكرة القماش الخفيف المشابه للون البشرة والمزين بالكامل بتطريزات كثيفة ومنقوشة من الخيوط الناعمة، بألوان قوية مثل النيلي، أو الأحمر، إضافة إلى القمصان الحريرية العريضة القصيرة الكاشفة عن البطن بقصة «مربعة»، والتي تزيّنت بالتطريزات ذاتها فوق تنانير واسعة بأذيال طويلة من الخلف.

بدأت الدار عرضها بمجموعة من الفساتين القصيرة بتنانير منفوشة، من اللون الأبيض المزيّن بالترتر الذهبي على الأذيال والجذع، إضافة إلى فساتين مشابهة من الحرير الأسود، إضافة إلى قطع أنيقة من التافتا الملوّن، كما اعتمدت الدار على مجموعة من القصات الكلاسيكية المستوحاة من خمسينات القرن الماضي، ما أعطى لمسة فخامة على المجموعة.

تويتر