منتجات ومجسّمات تنتمي إلى حضارات ووجهات مختلفة

«عالم التذكارات».. برج خليفة وثريات تــــركية وتحف إفريقية

صورة

ينقل «عالم التذكارات»، إحدى الفعاليات الرئيسة لمهرجان دبي للتسوّق ‬2013، على شارع السيف، زائره إلى وجهات عالمية، وشوارع بلدان مختلفة، من خلال تجسيد روح هذه الأماكن عبر مجسمات لأبرز معالمها ووسائل التنقل بها، إضافة إلى المنتجات التي تطرح في أجنحة البلدان، والتي تمثل جزءاً من الحضارة يتمثل في الحِرف والصناعات اليدوية، التي لم يعد بعضها منتشراً في هذا العصر.

الأواني الفخارية التركية، والأحجار الكريمة اليمنية، والتذكارات البريطانية، وفرت فرصة للتعرف إلى هذه البلدان، بينما كانت الإمارات حاضرة بشكل بارز من خلال المطبخ التراثي، إلى جانب بعض المنتجات كالتمور المتميزة، والإكسسوارات.

يتجاور في «عالم التذكارات»، التي تستمر حتى نهاية مهرجان دبي للتسوّق، وتستضيف منتجات من تسع دول ووجهات، برج خليفة مع تمثال الحرية وجسر برج لندن، إذ نصبت هذه المجسمات بالقرب من الاجنحة الخاصة ببلدانها، كدلالة واضحة على دخول الزوار هذا البلد.

إلى جانب ذلك، وجدت بعض المجسمات الخاصة التي تبرز وسائل التنقل في العديد من الدول، فوضعت الحافلة المؤلفة من طابقين، وكذلك «التاكسي» البريطاني، بينما كانت العبّارات والمترو وسيلتين أبرزتا وسائل التنقل في الإمارات. وتبرز هذه الفعالية والمجسمات الموجودة حرص دبي على بناء جسور التواصل بين الثقافات، وكذلك تكريس سمة الضيافة التي تحرص عليها الإمارة في مهرجانها.

فخاريات

تمثيل

غابت بلدان عربية كثيرة عن فعالية «عالم التذكارات»، التي يمكن القول إنها فكرة مصغرة عن القرية العالمية، ووحدها الإمارات حلّت ضمن الدول العربية، إضافة الى بعض العارضين العرب، الذين قدموا بعض المنتجات.

في المقابل، لم تمثل بعض البلدان بشكل حقيقي ضمن المفهوم الذي تجسده الفعالية، إذ عرضت بعض الأجنحة، ومنها البرازيل وأميركا بعض المنتجات التي لا تنتمي الى هذه البلدان، والتي يمكن تحصيلها من أي سوق في دبي، إذ تم التركيز على الإكسسوارات النسائية. في حين حرص أصحاب بعض الأجنحة على تقديم منتجات ترتبط بالبلدان التي تمثلها، منتقين ما يشكل جزءاً من التراث الحقيقي لدولهم. وتواجدت في الفعالية معارض تنتمي إلى تسع دول ووجهات مختلفة الثقافات، هي: الإمارات، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، والبرازيل، وفرنسا، والصين، والهند، وتركيا، وإفريقيا.

يتزيّن الجناح التركي بالفخريات والثريات المصنوعة من الزجاج الملوّن، وقال السوري محمد خير العسلي، (أحد العارضين في الجناح التركي)، إن «جزءاً كبيراً من البضائع التي أعرضها تمثل الصناعات الحرفية التركية، ومنها الأطباق المصنوعة من الفخار التي يتم تغليفها بالسيراميك الحراري، ويرسم عليه باليد، إلى جانب (الاستكانة) المصنوعة من الفخار أيضاً»، مشيراً إلى أنه حرص على تقديم بعض الأواني التي ترتبط الى حد كبير بتراث البلد، فكانت أكواب الشاي الزجاج الموضوعة في النحاس المحفور من أبرز المنتجات التي ترتبط بالتراث العثماني، حيث كان يقدم فيها الشاي للسلطان.

أما تمثال الدرويش الذي يرقص بالتنورة والمعروف بتركيا، فقد وجد في هذا الجناح ضمن الفخاريات، كونه يمثل جزءاً من ثقافة هذا البلد. وأكد العسلي أن الأسعار معقولة، وتقدم المنتجات بأقل من أسعارها في الخارج. وشدد على أن هذه الحرف الموجودة تذكر الناس بالتراث، وكذلك تمثل نقطة التقاء بين الحضارات.

من جهته، قال اليمني نوح علي صالح، والملقب بملك الأحجار الكريمة، إنه «شارك في فعالية (عالم التذكارات) لتقديم الأحجار الكريمة الموجودة في بلده»، مشيراً إلى أن الأحجار مهمة في الثقافة العربية الإسلامية، مضيفاً أن «العقيق يعد أفضل الأحجار، لذا نستخدم الأحجار في المسابح فهذه يمنحها التميز». ولفت إلى أن العقيق يقسم إلى أنواع عدة، وتختلف أسعار الأحجار بحسب النوعية، ويعد العقيق اليمني أكثر الأحجار المشهورة باليمن. وذكر صالح أنه لا يقدم الأحجار ضمن تصاميم خاصة بالمسابح فقط، فهي تستخدم في الإكسسوارات النسائية أيضاً، وتوجد أنواع متباينة من الأحجار في القطعة الواحدة، كاللؤلؤ والعقيق والكهرمان، لاسيما أن ألوانها متباينة.

وتعد صلابة الأحجار الكريمة الميزة الأبرز لها، وفقاً لصالح، الذي رأى أنه من الصعب أن يخدش الحجر أو ينكسر، مشيراً إلى أنه ورث المهنة عن عائلته، ولذا يحرص على تقديم الأشياء التراثية التي كانت تقدم للعروس منذ سنوات، وعرض بعض الصدريات وأحزمة الخصر والأقراط المصنوعة من الفضة التي تغير لونها بفعل الزمن.

ولا تقتصر اهتمامات «ملك الأحجار الكريمة» على الأحجار والفضة، فهو يحرص على اقتناء بعض المعدات القديمة، والعملات، فقد حمل معه إلى المعرض سيفاً من العصر الاسلامي، وكذلك بعض العملات التي تعود الى أزمنة بعيدة.

تماثيل

يبرز أيضاً في «عالم التذكارات» الجناح الإفريقي، بتحفه الخشبية وتماثيله، التي تجسد ملامح مختلفة من عوالم القارة السمراء، فهناك أشكال حيوانات وفواكه وتماثيل لأشخاص يعملون، إلى جانب الكراسي والآلات الموسيقية كالطبول والبولفون المصنوع من الخشب.

وقال سيلينغ مور، من الجناح الإفريقي، إن «هذه المنتجات كلها تصنع يدوياً، فهي كلها تحفر بسكاكين خاصة بالخشب، ولكنها حرفة لا تستغرق الكثير من الوقت وإنما تتطلب التركيز والدقة»، مضيفاً أنه «غالباً ما يلجأ إلى استخدام لون الخشب الطبيعي، ولكن احياناً يعتمد تقديم الألوان في الخشب المحفور على أشكال الحيوانات او الفواكه، فيقوم بوضع اللون بعد الانتهاء من عملية الحفر، مستخدما الطلاء».

أما اسعار البضائع فأفاد مور بأنها منخفضة عن الأسعار التي يقدمها في أمكنة أخرى، لافتاً إلى أن هذه المشاركة تعد الثانية له في فعالية «عالم التذكارات»، ويأمل أنها تجتذب الناس.

أما المسؤول عن الجناح البريطاني جون مايكل، فأكد أن البضائع التي يقدمها تشكل تذكارات حقيقة لبريطانيا، فهي لا ترتبط بحضارة لندن، ولكنها تجسد البلد من خلال الوان العلم، مشيراً إلى أنه اختار الكنزات والقبعات وعلاقات المفاتيح، كونها تعد أبرز ما يمكن أن يشتريه الناس من أي بلد حين يزورونه. واعتبر أن الفعالية تجذب اصحاب الجنسية نفسها الذين يبحثون عن منتجات بلدانهم أو حتى الذين يحجبون أن يقتنوا منتجات دول لم يزوروها بعد.

أكلات

يتميز الجناح الإماراتي، الذي حمل العديد من البضائع والمنتجات، بنكهة الأكلات التراثية، ومن بينها اللقيمات وخبز الرقاق. وتعد خديجة هلال المعمري، خبز الرقاق، وقالت عن هذه الأكلة إنها «تعد من أكثر الأكلات الشعبية التراثية، ويوجد في المطبخ الإماراتي الكثير من الاكلات، ولكن في الفعاليات يعد خبز الرقاق من الأكلات السهلة السريعة التقديم»، مشيرة إلى أن خبز الرقاق من الأكلات الخفيفة وغير الدسمة والتي يمكن تقبلها من قبل كثيرين من الناس، وإن لم يكونوا معتادين عليها.

من جانبها، قالت (أم حمدان)، التي تعد اللقيمات في الجناح الإماراتي في «عالم التذكارات»، إن «اللقيمات تعد من أكثر الوجبات المطلوبة في الفعاليات التراثية، فالناس يحبونها، ولكني من خلال خبرتي في تقديم اللقيمات في الفعاليات على مدى ‬17 عاماً، بت قادرة على تقديم الخلطة المميزة التي لا تتشرب كثيراً من الزيوت»، معتبرة أن الأكلات الشعبية تمثل جزءاً من الحضارة الخاصة بكل شعب.

تويتر