تحرص على سلوكيات وممارسات «صديقة للبيئة»

«العائلة الخضراء» تجتذب أسراً إمـاراتية

صورة

اجتذبت سلوكيات «العائلة الخضراء» الكثير من الأسر المواطنة، ما يظهر في ممارسات صديقة للبيئة تحرص عليها تلك الأسر، بدءاً من ترشيد استهلاك الماء والكهرباء، مروراً بالاهتمام بالزراعة المنزلية، وصولاً إلى إعادة تدوير المخلفات، في محاولة لحماية البيئة من الأخطار المحيطة بها، والإسهام في الحفاظ عليها، وذلك في ظل جهود مؤسسات وهيئات متخصصة تستهدف نشر التوعية البيئة عن طريق باقة منوعة من الحملات والمبادرات.

وقالت حنان محمد (موظفة) لـ«الإمارات اليوم»: «أحرص أنا وأفراد أسرتي، قدر المستطاع، على السلوكيات والممارسات الصديقة للبيئة، والمشاركة في المبادرات التي تهدف إلى حماية البيئة والمحافظة عليها، وكان آخرها مبادرة (مدينتي.. بيئتي)، التي أطلقتها بلدية دبي، أخيراً، في مناطق عدة، بهدف تشجيع الأسر على فصل النفايات، وإعادة تدويرها، وذلك عن طريق تزويد مناطق بحاويات خاصة بالنفايات وأخرى بالمواد القابلة للتدوير». وتابعت حنان «على الرغم من أن منطقتي لم تستهدف بعد من قبل المبادرة، إلا أنني حريصة على جمع المواد القابلة لإعادة التدوير، وفي مقدمتها الصناديق الكرتونية والأكياس والأوراق، والقيام بوضعها في حاويات المبادرة التي توجد في المنطقة السكنية التي تقطنها أسرة والدتي. وقد نمت هذه المبادرة مفهوم إعادة التدوير بين أفراد أسرتي، التي تحرص اليوم على فصل المخلفات قبل رميها، في محاولة للمساهمة في حماية البيئة من الأخطار المحيطة بها، وبالتالي حماية أنفسنا وصحتنا وأفراد المجتمع».

ولفتت حنان إلى أنها تحرص على زراعة خضراوات منوعة في حديقة منزلها، تخلو من المواد الكيميائية، أسوة بوالدتها. ورأت أن الجهود التي تقوم بها المؤسسات والهيئات المتخصصة في حماية البيئة، لعبت دوراً كبيراً في نشر مفهوم العائلة الخضراء بين صفوف الأسر المواطنة، عن طريق الحملات والمبادرات والبرامج التي تقوم بإطلاقها بين الفينة والأخرى، التي تستهدف من خلالها جميع أفراد الأسرة، لاسيما الأطفال».

مفهوم

يتجسد مفهوم «العائلة الخضراء» في السلوكيات والممارسات البيئية، التي من شأنها حماية البيئة من الأخطار المحيطة بها، والإسهام في الحفاظ عليها. ومن أبرزها ترشيد استهلاك الماء والكهرباء، والاهتمام بالزراعة المنزلية، والإسهام في عمليات إعادة تدوير المخلفــات.

إسهام فعال

أشارت صفاء الحمادي (ربة منزل) إلى أنها تحاول المساهمة في نشر مفهوم العائلة الخضراء، مضيفة: «حرصي الشديد على الإسهام في المبادرات والفعاليات البيئية، ورفع مستوى الوعي البيئي بين أفراد المجتمع الإماراتي، وتحديداً المواطنين، دفعني إلى تنظيم فعالية عرض الأزياء الصديقة للبيئة، بالتعاون مع مدرسة المهارات الخاصة بدبي، وذلك تزامناً مع احتفال وزارة البيئة باليوم العالمي للبيئة الذي أقيم أخيراً في دبي مول». وأوضحت صفاء أنها دعت أمهات طالبات مواطنات من الروضة والمراحل الدراسية، إلى جانب مقيمات، لمشاركة بناتهن في عرض الأزياء، وذلك عن طريق القيام بتنفيذ تصاميم باستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير، في محاولة لنشر الوعي بعملية التدوير وأهميتها، وتجاوبت الأمهات مع فكرة العرض، وتشجعن بشكلٍ كبير للمشاركة فيه، وتقف أفكار التصاميم الإبداعية التي قمن بابتكارها، من خلال استخدام مجموعة منوعة من المواد القابلة لإعادة التدوير، خير دليلٍ على ذلك. أما مريم عبدالله (موظفة) فقطعت عهداً على نفسها بالإسهام في الحفاظ على البيئة، وعدم المشاركة في الممارسات التي تهدد أمنها وسلامتها، الأمر الذي ترجمته في ممارسات وسلوكيات، أبرزها «الإسهام في عملية إعادة تدوير المخلفات، واللجوء إلى مطالعة الصحف وقراءتها عن طريق مواقعها الإلكترونية، عوضاً عن الورقية، هذا إلى جانب التقليل من استخدام الكهرباء قدر المستطاع، والاكتفاء بالضوء الطبيعي في فترة النهار عوضاً عن المصابيح».

ترشيد استهلاك

تحرص فوزية حسن (ربة منزل) يومياً على التجوال الصباحي على كل الغرف في منزلها، للتأكد من إطفاء المصابيح الكهربائية التي تستبدلها بالضوء الطبيعي عن طريق النوافذ، مضيفة «أحرص على الترشيد في استخدام الكهرباء، وذلك عن طريق الاستغلال الأمثل لهذه الطاقة على قدر الحاجة لها دون إسراف، إيماناً بقدرة ذلك على الإسهام بشكلٍ أو بآخر في حماية البيئة والمحافظة عليها من الأخطار الناجمة عنها، الأمر الذي زرعته في أبنائي منذ الصغر، واليوم في أبنائهم».

وأضافت: «شاركت وأفراد أسرتي أخيراً في (ساعة الأرض)، الحركة العالمية التي يشارك فيها الأفراد وهيئات مختلفة في الدولة، في محاولة للتصدي لظاهرة التغير المناخي على كوكب الأرض، وذلك عن طريق الجلوس في المجلس وإطفاء كل الأنوار والاكتفاء بالشمعة، وأعجب أحفادي الصغار كثيراً بالفكرة».

وظهر حرص الوالدة فوزية جلياً على سلوكيات ابنتها (أم جمعة)، التي تقوم اليوم بممارسات مختلفة صديقة للبيئة بين أفراد أسرتها الصغيرة.

وقالت (أم جمعة): «أسعى إلى القيام بممارسات صديقة للبيئة في محاولة للحفاظ عليها وحمايتها، ومنها التقليل من الاستهلاك، والإسهام في عمليات إعادة التدوير، وذلك عن طريق جمع المخلفات القابلة لإعادة التدوير ووضعها في حاوياتها المخصصة، والتي تنتشر بشكلٍ كبير في المحطات والمراكز التجارية، هذا إلى جانب التقليل من شراء المواد البلاستيكية غير القابلة للتحلل، والمشاركة في الفعاليات البيئية المختلفة التي تقوم بها الجهات المختصة، آخرها عرض الأزياء الصديق للبيئة، الذي أقيم بمناسبة اليوم العالمي للبيئة في دبي مول، الذي شاركت فيه ابنتي موزة البالغة من العمر خمس سنوات». وتابعت (أم جمعة): «حرصت على المشاركة وابنتي في الاحتفال الذي نظمته مدرستها المهارات الخاصة، بالتعاون مع وزارة البيئة ومجموعة من الهيئات والجهات المختصة في دبي مول، احتفاءً باليوم العالمي للبيئة، عن طريق إشراك ابنتي موزة في عرض الأزياء الصديق للبيئة، بعد أن قمت بمساعدة ابن خالتها بتصميم فستان من مواد قابلة لإعادة التدوير كالجرائد وأوراق تغليف هدايا مستعملة».

غرس قيم

الرئيس التنفيذي لشركة «إمداد» جمال عبدالله لوتاه، قال لـ«الإمارات اليوم»: «تُعد الممارسات البيئية والمستدامة عنصراً مهماً ضمن عمل (إمداد)، وركيزة أساسية تستند إليها رؤيتها المتمثلة في بناء مستقبلٍ أفضل والحفاظ على بيئة آمنة ومستدامة، لذلك عملت على إطلاق حملة (بيئتي)، التي تحمل على عاتقها غرس القيم والمسؤولية البيئية في أطفالنا، وبالتالي عائلاتهم، وتحثهم على الالتزام بتجسيد مفاهيم الاستدامة»،مشيرا إلى أن المبادرة التي انطلقت في عام 2009بدأت بمشاركة 20 مدرسة في إمارتي دبي والشارقة، واليوم تسعى لضمان ما لا يقل عن 35 مدرسة مشاركة في هذه المبادرة، وذلك قبل نهاية العام الدراسي ،2012 2013 «ما يعكس الأهمية الاستراتيجية والتأثير المتزايد لهذه المبادرة في المجتمع الإماراتي، ويدفعنا إلى مواصلة السعي لتعزيز وتحسين نشاطاتها في كل موسم، من أجل تحفيز وتشجيع الأطفال قادة الغد، على المشاركة بفعالية تسهم في حماية البيئة».

وتتمثل نشاطات مبادرة بيئتي في تعريف الأطفال وتعليمهم أهمية إعادة التدوير وماهيته، عن طريق مشاركتهم في عملية جمع المخلفات ووضعها في حاوياتها الخاصة، التي قامت «إمداد» بتوزيعها في مدارسهم، إذ لاحظ القائمون على المبادرة تجاوب الطلبة الكبير في عملية وضع المخلفات في أماكنها الصحيحة، بعزل النفايات عن المواد البلاستيكية.

من جانبه، قال المدير التنفيذي للعمليات في شركة «إمداد» محمود رشيد: «لقد لمسنا تجاوباً ووعياً كبيرين من الأسر المواطنة، من خلال نشاطاتنا، لاسيما مشروع (مدينتي.. بيئتي)، الذي شاركنا به بلدية دبي، أخيراً، بهدف تشجيع الأسر على فصل النفايات وإعادة تدويرها، من خلال فصل المواد القابلة للتدوير من مصدرها، وإعادة تدويرها وتقليل كمية النفايات المنزلية، عن طريق تزويد أحياء سكنية بحاويات خاصة بالنفايات وأخرى بالمواد القابلة للتدوير، بسعة 240 لتراً، الأمر الذي ظهرت نتائجه جليةً منذ الشهر الأول من انطلاقها، إذ جمعت المبادرة 100 طن من النفايات، و23 طناً من المواد القابلة لإعادة التدوير، ما يشير إلى وعي كبير، ترجم على شكل سلوك وممارسات صديقة للبيئة».

وتابع رشيد: «تظهر السلوكيات والممارسات الصديقة للبيئة بشكلٍ جلي بين صفوف الأسر المواطنة، إذ نلاحظ تجاوبهم ونلمس تعاونهم في المبادرات والحملات التوعية الخاص بالبيئة، وحرصهم الشيد على مشاركة أطفالهم فيها، ما يؤكد أن مفهوم (العائلة الخضراء) الصديقة للبيئة وجد طريقه بينهم، ما ينعكس بشكلٍ إيجابي على البيئة، ويسهم في حمايتها والحفاظ عليها بشكلٍ كبير».

ممارسات بيئية

قال مدير إدارة الاتصال المؤسسي في الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه محمد الشمسي: «لقد لمسنا تجاوباً ملحوظاً من الأسر المواطنة خلال برامج التوعوية والترشيد الاستهلاكي التي نقوم بإطلاقها، الأمر الذي يظهر في شكل مشاركات ونقاشات تنم عن رغبة في المعرفة والإسهام في عملية الترشيد التي تجنبنا ارتفاع الغازات المنبعثة من محطات توليد الكهرباء والتي تسبب بدورها التلوث الذي يهدد سلامتنا وسلامة بيئتنا».

وذكر مهندس بيئة في الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه، شهاب ربيعة، أن «سلوكيات الترشيد المتعلقة بالكهرباء والمياه، التي تحرص مجموعة كبيرة من الأسر المواطنة على الالتزام بها، تتمثل في مجموعة من الممارسات المتعلقة باستخدام الإضاءة والأدوات الكهربائية أبرزها الثلاجة والسخان الكهربائي، وغسالة الملابس وغسالة الصحون، وجهاز التكييف». ومن بين تلك الممارسات المهمة أيضا على سبيل المثال استخدام الضوء الطبيعي نهاراً بدلاً من المصابيح، وإطفاء الإنارة في الأماكن غير المشغولة، وفصل التيار الكهربائي عن السخان في حال عدم الحاجة إليه، وعن الثلاجة بعد تنظيفها مع ترك بابها مفتوحاً عند مغادرة المنزل أسبوعاً أو أكثر، وغلق جهاز التكييف عند ترك الغرفة فترة طويلة، وإسدال الستائر لإبقاء درجة حرارة الغرفة معتدلة، والحرص على إغلاق جميع الأجهزة والمعدات الكهربائية في حال عدم استخدامها، حسب ربيعة.

من جهته، رأى نائب الرئيس التنفيذي في الشؤون الهندسية في سلطة واحة دبي للسيليكون - المهندس معمر الكثيري أن مفهوم «العائلة الخضراء»: «يظهر بشكلٍ جلي في سلوكيات وممارسات الأسر المواطنة التي تعد جزءاً من أسرة سلطة واحة دبي للسيليكون، التي تضم 30 ألف ساكن وموظف في أرجاء منطقتها، إذ تشارك الأسر المواطنة في فعاليات (واحة دبي للسيليكون) البيئية، لاسيما في (ساعة الأرض)، التي قامت واحة السيليكون، كأول سلطة على مستوى المنطقة، بتخصيص الـ15 من كل شهر للمشاركة فيها، إلى جانب اليوم العالمي لها، هذا إلى جانب جمع النفايات القابلة لإعادة التدوير ومنها الالكترونية، فضلاً عن أغلب مبادراتها المتخصصة في التوعية البيئية».

بذور صغيرة

قالت المثقِفة البيئية في شركة «بيئة» هند عبدالعزيز: «يحمل برنامج (مدرسة بيئة للتثقيف البيئي)، التابع لـ(بيئة)، على عاتقه نشر التوعية البيئية بين صفوف الأسر المواطنة، عن طريق بذورهم الصغيرة، ألا وهي الأطفال وكذلك الشباب، بدءاً من الروضة حتى الثانوية العامة، وهي الفئة المستهدفة، التي نسعى إلى غرس المفاهيم البيئية فيها، وتحويلها إلى سلوكيات وممارسات صديقة للبيئة»، مشيرة إلى أن المدرسة تقوم بنشاطات ومحاضرات توعوية، وتزود المدارس بالحاويات الخاصة بالنفايات العضوية، وهي خضراء اللون، والنفايات الزرقاء الخاصة بالمواد القابلة لإعادة التدوير، كما قامت الشركة أخيراً بتزويد مجموعة من الأحياء السكنية بهذه الحاويات.

وأضافت هند: «لمسنا تجاوباً من الأسر التي حرصت بشكلٍ كبير على المساهمة في نجاح جهود الشركة في الحفاظ على البيئة، عن طريق المشاركة في فصل المخلفات، الأمر الذي يسهم في سهولة التعامل معها وتدويرها بالشكل المطلوب، ويؤكد أن مفهوم (العائلة الخضراء) وجد صفوفه بين الأسر المواطنة، التي تبدي اليوم اهتماماً كبيراً بالمشاركة في المبادرات والبرامج التوعوية البيئية».

تويتر