عروض «دراعات كويتية» وفساتين تركية بيد إماراتية في «زفاف» الشارقة

«حرملك» وسراويل تغزو الجلابيـات مجدداً

صورة

من حريم السلطان (الحرملك) إلى الموروث الشعبي والثقافات المستوحاة من التراث التقليدي الخليجي الممزوج بالتصميم الآسيوي، هي خلاصة عروض اليوم الأول، التي وقعت بتصاميم كل من المصممة الكويتية رنا كلاس عن دار الجوري، والمصممة الإماراتية عائشة المهيري عن دار «ليشي» لتصميم الأزياء.

ولاقت العروض، التي قدمت، أول من أمس، على منصة معرض الزفاف المميز في مركز «إكسبو» الشارقة، إعجاب الحضور الذين صفقوا بشدة لما امتازت به من احترافية في التصميم، وأفكار جديدة ادخلت على الجلابيات والفساتين، إضافة إلى الجرأة في استخدام الألوان، والمبالغة والغرابة في بعض التصاميم.

سهرة ملوكية

قدمت المهيري عروسها بشكل تقليدي وفستان ماكسي ضيق ويتدرج اتساعه تدريجياً على شكل سمكة، الفستان بسيط في التصميم، إذ إن الصدر يكون على شكل قلب، ويعتمد على القماش المشكوك بالكامل، الذي يتدلى منه طبقات كثيفة من التول الأبيض، وطرحة ناعمة من التول ومشغولة عند مقدمة الرأس فقط.

وعرضت مجموعة من التصاميم الفريدة لفساتين الأعراس، التي لم تخلُ من المبالغة في الشك والتطريز والطبقات والتموجات لدرجة أن أحد العارضات واجهت صعوبة أثناء سيرها على المنصة، فكان اللونان الأبيض والبيج طاغيين على عرائس المهيري، التي أعادت إحياء فكرة الياقات العالية والكثافة في المشغول، والمبالغة في التصميم، إضافة إلى اعتماد التيجان إكسسوارات أساسية للعروض، أما طرحة العروس فكانت متنوعة، فمنها القصيرة جداً، ومنها الطويلة والمتوسطة.

وقدمت المصممة الكويتية رنا كلاس من دار «الجوري»، مجموعة متنوعة من الجلابيات لجميع فئات سيدات المجتمع وتحديداً العروس، إذ عرضت جلابيات بألوان الصيف وبرزت من خلالها تفاصيل أنوثة المرأة وجمالها، واستهل العرض بجلابية بقصة واسعة وأكمام طويلة بلون أصفر فاقع ومرصعة بالكريستال الأبيض والفضي على شكل أشعة الشمس. وعرضت كلاس أنواعاً مختلفة من الجلابيات وأفكاراً وتصاميم مستوحاة من البيئة الخليجية والتصاميم التراثية القديمة المأخوذة من التطريز الهندي والباكستاني، واعتمدت على الأقمشة الأكثر رواجاً وهي الشيفونات الطبيعية والتول ذو الجودة العالية، فيما اقتصر استخدامها للألوان الأحادية والدارجة حالياً مثل الأزرق البحري والملوكي والأصفر والأحمر الصارخ إضافة إلى ألوان البرتقالي ودرجات البنفسجي والأسود والفوشي الصارخ.

وغزت السراويل القديمة عالم الجلابيات من جديد، فتميزت مجموعة من تصاميم كلاس التي تمايلت بها العارضات، بدراعات قصيرة من الأمام وطويلة من الخلف بذيول مسحوبة خلف العارضة أثناء سيرها على منصة العرض، ويزين ساقيها سروال من لون الجلابية نفسها، ضيق من الأسفل ويتسع بشكل تدريجي، واختارت كلاس الخروج من السروال التقليدي إلى السروال العصري المشغول بالتصاميم ذاتها المشغولة في الجلابية.

تقليدي عصري

تمكنت كلاس من المزج بين الجلابيات العصرية ذات الرقبة الواسعة التي تصل لحدود الكتفين وأكمام مختلفة في التصميم الواحد، منها دراعة من الشيفون الأحمر الصارخ مرصعة بالكريستال على حدود الرقبة الواسعة والمنثورة في الجلابية على شكل اشعة من الفضة، وتأتي قصة الجلابية واسعة من جهة أحد الأكمام والجهة الأخرى تكون ضيقة الكم، وتزين الأكمام أساور من الكريستال الخالص، على أن تكون الجلابية قصيرة بشكل مائل، ويرافقها سروال يضم تطريزاً في اتجاه واحد في أسفل السروال.

وابتعدت المصممة عن المبالغة في قصات مجموعتها، إذ امتازت الجلابيات بالبساطة والرقي والاحتشام والذوق الرفيع في اختيار الألوان، إلا أن التطريز تنوع باختلاف الجلابيات المعروضة، إذ كانت بعض الجلابيات تضم كثافة في التطريز الذي أثقل الجلابية، ورغم ذلك لم يؤثر هذا في جمالية الجلابية وأناقتها.

ولأن المعرض مخصص للزفاف شملت مجموعة تصاميم كلاس عدداً لا بأس به من جلابيات العرائس، وتحديداً المخصصة ليوم الحنة، والتي امتازت بلونها الأخضر والتطريز الذهبي والمشغول بتصاميم مختلفة، من أجمل جلابيات الجنة تصميم مميز عبارة عن جلابية قصيرة من الأمام وطويلة من الخلف باللون الأخضر الغامق، ومشغولة على شكل رقم «8» من الأمام ويمتد التطريز حتى أسفل الجلابية ذات الأكمام الواسعة جداً، كما زودت بسروال مطرز وغطاء للرأس مشغول بجوانبه الأربعة بالتطريز المزخرف على الجلابية نفسه.

حرملك إماراتية

بتصاميم مستوحاة من مسلسل حريم السلطان (الحرملك)، الذي يعرض حالياً على شاشة قناة دبي الفضائية، قدمت المصممة الإماراتية عائشة المهيري عن دار ليشي لتصميم الأزياء، مجموعة «هوت كوتور»، التي اعتمدت فيها على الفخامة التي تمتاز بها التصاميم والملابس العثمانية والإكسسوارات المبالغ فيها، منها العقود والأقراط. وامتازت تصاميم المهيري بمزج الألوان التي قد تكون متناقضة أحياناً والأقمشة المتنوعة منها الشيفون والتفته والمخمل، وبدأت مجموعة المهيري بمفاجأة دخول العارضات واستقبال السلطان والسلطانة في أجواء قريبة من بيئة الحرملك الشهيرة، وكانت السلطانة ترتدي فستاناً باللون الأخضر الداكن من قماش التفته وأكمام من الشيفون الطبيعي المتطايرة أثناء الحركة، الفستان تقليدي التصميم من ناحية الضيق من منطقتي الخصر والصدر، ويتدرج في الاتساع حتى الأسفل، أما التطريز والشك فهو بسيط ويمزج اللونين الأسود والذهبي ويتوزع على منطقة الصدر التي على شكل قصة القلب والخصر على شكل حزام.

أما أزياء السلطان فكانت مفعمة بالرجولة لاسيما أن العارض كان يتمتع ببنية جسمانية هيأته لتجسيد دور السلطان، فقد عرض زياً عبارة عن عباءة من المخمل الفاخر بلون الأخضر الداكن والزينة بشريط ذهبي من الساتان العريض أما الكمين فكانا مغطيان بقطعة من التفته المسجرة باللون الذهبي وتحت العباءة قميص وسروال تركي واسع وحزام في منطقة الوسط من نوع ولون التفته المستخدم في تزيين الصدر والأكمام وساق السروال.

أقمشة متنوعة

قدمت المهيري تصميماً جميلاً يضم أكثر من نوع من الأقمشة التفته والمخمل والشيفون بلونين مميزين الأزرق الملوكي والذهبي، مع وجود تطريز وكريستال على منطقة الصدر وطبقات على جانبي الفستان الذي يحتوي على تفاصيل كثيرة جعلت منه أشبه بالأزياء المسلسلات التاريخية أكثر من كونه فستان للسهرة. وعرض فستان ماكسي مع كسرات وزم حول منطقة الأرداف وصولاً إلى منطقة الوسط بلون الوردي ناعم ويضم الفستان عباءة باللون المعدني القريب للبرونزي مع ياقة عالية توحي بأجواء الملوك، وزين الفستان بتطريز وشك ناعم في منطقتي الصدر والوسط.

تويتر