تصميمات مستوحاة من ألعاب الأطفال والذكريات المحببة

رؤية خيالية لسيارات المستقبـــل

صورة

تتميز شركات السيارات اليابانية بالإبداع في تصميم الموديلات الجديدة والخيال الواسع الذي تبحر به بعيداً في المستقبل. ولا يستطيع أحد إنكار هذه الميزة، وهو الأمر الذي تأكد أيضاً من خلال العديد من الموديلات المستقبلية التي ظهرت بالدورة الأخيرة لمعرض طوكيو الدولي للسيارات، إذ أزيح الستار عن الكثير من النماذج الاختبارية التي جاء بعضها بتصميمات مبتكرة وغريبة تماماً. البعض الآخر من هذه الرؤى الإبداعية كشف عن الملامح المستقبلية للعديد من الموديلات القياسية، منها على سبيل المثال سيارة «مازدا» التي من المتوقع أن تصل إلى مرحلة الإنتاج القياسي في غضون عام واحد وسيتم طرحها في الأسواق كموديل جديد للسيارة Mazda6. ومن المحتمل أن يتحول النموذج الاختباري من هوندا إلى سيارة «رودستر» صغيرة تعتمد على قاعدة الموديل Civic. أما النموذج الاختباري من سيارة «سوبارو» فيمكن النظر إليه باعتباره الإرهاصات الأولى للجيل الجديد لهذه السيارة. كما أن موديل «دايهاتسو» ربما يكون هو وريث عرش السيارة الرودستر الصغيرة Copen. ومن المؤكد أن شركة «ميتسوبيشي» ستعتمد على النموذج الاختباري PX-Miev II عند طرح الإصدار الجديد من سيارة الأراضي الوعرة «آوت ليندر».

تصميمات خيالية

تنقل داخل المدن

موضوع التنقل داخل المدن الكبرى حظي باهتمام شركة نيسان أيضاً، حيث أزاحت الشركة اليابانية أثناء مشاركتها في فعاليات معرض طوكيو الستار عن المرحلة الثالثة في تطوير سيارتها Pivo الكهربائية والمخصصة للسير داخل المناطق الحضرية الكبرى. وتزخر هذه السيارة الاختبارية بالعديد من التحسينات والأنظمة التقنية المتطورة مثل أربع عجلات قابلة للتوجيه، وذلك لتقليل قطر دائرة الالتفاف ليبلغ أربعة أمتار فقط، بالإضافة إلى محركات مُركبة في صرة العجلة، وكذلك نظام مساعدة رقمي ونظام لتحسين الحالة المزاجية. وتأتي السيارة Pivo3 ثلاثية المقاعد بطول أقل من ثلاثة أمتار، كما أنه يمكن صفها للانتظار بشكل أوتوماتيكي أو عن طريق جهاز التشغيل عن بُعد.

لكن مع كل مرحلة من مراحل تطوير هذه السيارة الاختبارية تصبح الأشكال التصميمية أكثر نضجاً وتتحلى الرؤى الابتكارية بثوب أكثر واقعية، فبعد ست سنوات من كشف النقاب عن سيارة نيسان Pivo الأولى يَعد رئيس قسم التطوير الاستراتيجي فرانسوا بانكون بطرح سيارة كهربائية ثالثة تحمل شعار الشركة اليابانية، فبعد الموديل Leaf والسيارة الصغيرة التالية من فئة السيارات التجارية والخدمية التي يتم استخدامها في نقل البضائع داخل المدن، سيتم طرح السيارة Pivo ضمن باقة الموديلات القياسية، ويقول مسؤول بشركة نيسان «من المتوقع أن نراها تسير على الطرقات في غضون سنوات قليلة».

معظم هذه النماذج الاختبارية تبدو بتصميمات مبتكرة وخيالية، كأنها آتية مباشرة من ضاحية «أكيهابارا» في العاصمة اليابانية طوكيو التي تعتبر معقل تطوير ألعاب الفيديو المتقدمة مثل لعبة «تماغوتشي»، والألعاب المخصصة لجهاز «بلاي ستيشن». كما أنها تُعد من أكبر وأهم مراكز التكنولوجيا في العالم، فضلاً عن أن متاجرها تعرض أرقى موديلات الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية فائقة التقنية. وتأتي هذه النماذج الاختبارية بألوان عدة؛ حيث إنها تشبه الألعاب أكثر من كونها تشير إلى السيارات المستقبلية.

أنظمة إلكترونية

تزخر النماذج الاختبارية بالعديد من الأنظمة الإلكترونية التي تستجيب للحالة المزاجية للسائق من خلال إعدادات وأوضاع ضبط مختلفة للإضاءة وأنظمة الموسيقى. كما أنها تتمكن من التعرف إلى أحوال الطريق والظروف المرورية، وتتدخل في بعض الأحيان للسيطرة على السيارة وتولي مهمة التحكم فيها. ومَن يراقب بعض الأشخاص اليابانيين أثناء وجودهم في مقصورة قيادة السيارة أو في مترو الأنفاق سيعرف أن هناك أشياء أفضل من أن تتولى مهمة قيادة السيارة بنفسك، وأوضح المصمم الألماني توبياس ناغيل، الذي عاش في طوكيو لسنوات طويلة، ذلك بقوله «لم يعد بإمكان السيارة هنا أن تقدم الكثير للعملاء من خلال متعة القيادة». يشار إلى أنه يتم دفع العديد من النماذج الاختبارية، مثل موديل (هوندا Micro Commuter oncept والموديل المصمم على شكل حرف «Q» من شركة سوزوكي، اعتماداً على سواعد المحركات الكهربائية. ونظراً لأن هذه الموديلات مصممة للسير داخل المدن الكبيرة وتهدف إلى مخاطبة العملاء من فئة الموظفين الذين يترددون ما بين المنزل والمكتب، فإن بطاريات «أيونات الليثيوم» تكفي لإمداد هذه السيارات، أحادية أو ثنائية أو ثلاثية المقاعد، بالطاقة الكهربائية لقطع مسافة تراوح بين 50 و75 كيلومتراً. ومَن يرغب في الانطلاق بالسيارة مسافة أبعد من ذلك، فيمكنه على سبيل المثال اللجوء إلى استخدام سيارات صندوقية صغيرة مثل موديل (دايهاتسو FC Sho Case). ويتم دفع هذا النموذج الاختباري، الذي يبلغ طوله 3.40 أمتار، بواسطة خلايا الوقود، كما أنه يوفر مساحة رحبة لاستيعاب أربعة ركاب. ويجعل هذا النموذج الاختباري من أوقات الانتظار في حالة التكدسات والازدحامات المرورية على الطرق السريعة لحظات في غاية المتعة والسعادة؛ إذ يتحول جانب في مقصورة السيارة إلى شاشة تلفزيون كبيرة، بحيث يتمكن جميع المارة أيضاً من مشاهدتها من خلال الباب المجنح المفتوح.

خطوة تجريبية

شهدت أروقة معرض طوكيو الدولي للسيارات خطوة تجريبية أخرى من خلال قيام مصممي شركة «تويوتا» اليابانية بكشف النقاب عن النموذج الاختباري (Fun Vii) وتبدو هذه السيارة ثلاثية المقاعد بخطوط تصميمية تشبه مكواة مستقبلية. ولكن بمجرد أن يقوم السائق بتشغيلها يتحول السطح الأسود لجسم السيارة ذات الشكل المخروطي إلى شاشة لمسية كبيرة مستوحاة من تصميم الشاشات اللمسية في الهواتف الذكية الحديثة. وعن طريق جانب السيارة بالكامل يتمكن السائق من إجراء اتصالات مع العالم الخارجي أو عرض صور ومحتويات الإنترنت، إضافة إلى التواصل مع أصدقائه عبر الشبكات الاجتماعية على الإنترنت.

ولم يحظ محرك هذه السيارة الاختبارية بأي أهمية تُذكر، لدرجة أن شركة تويوتا لم تكشف عن أية تفاصيل بشأنه خلال معرض طوكيو. ورغم أن العديد من النماذج الاختبارية التي ظهرت بمعرض طوكيو الدولي للسيارات، بدت كأنها مستوحاة من عالم ألعاب الكمبيوتر أو أنها ترتكز إلى رؤى إبداعية تستشرف المستقبل، فإن هناك نماذج واقعية. وبمجرد أن تصبح الأفكار المستقبلية والمفاهيم قابلة للتطبيق العملي والواقعي، يبدأ أصحاب الأعمال في دراسة إمكانية إنتاجها وتحقيق مكاسب من ورائها، وتالياً يتم تأسيس شركات جديدة، وهذا ما حدث بالفعل بين مجموعة شركات متخصصة في التقنيات الطبية وشركة متخصصة في إنتاج الروبوتات الصناعية في طوكيو، من خلال كشف النقاب عن مشروعهم المشترك Joint Venture Kobot إضافة إلى ثلاثة نماذج كهربائية تشبه العربات التي يتم استخدامها عادة في أماكن المعارض والمهرجانات، وتهدف هذه السيارات الاختبارية إلى مخاطبة الموظفين الذين يترددون ما بين العمل والمنزل. ومن المتوقع بحسب الرؤية المثالية للمطورين أن يتم استعمال هذه العربات في خدمة مشاركة السيارة Carsharing بمحطات المترو الرئيسة. وإذا حازت هذه العربات اهتمام العملاء سيتم إنتاجها وطرحها في الأسواق نظير تكلفة معقولة.

تويتر